الجيش العراقي يواصل عمليات "الإرادة الصلبة" لمطاردة جيوب "داعش" بالصحراء الغربية

25 ابريل 2022
تهدف العملية الجديدة لتعقب جيوب وخلايا التنظيم المتحصنة في الصحراء (تويتر)
+ الخط -

لليوم الثالث على التوالي، تواصل وحدات عسكرية عراقية مدعومة بغطاء جوي، عمليات واسعة النطاق في مناطق غربي العراق ضمن صحراء الأنبار المحاذية لثلاث من دول الجوار، هي السعودية والأردن وسورية.

وتهدف العملية الجديدة لتعقب جيوب وخلايا تنظيم "داعش"، المتحصنة في الصحراء، والتي نفذت أخيراً سلسلة من الهجمات التي طاول بعضها سائقي شاحنات قادمين من الأردن، فضلاً عن رعاة أغنام، إلى جانب قوات الأمن والجيش.

وأطلقت بغداد، فجر السبت، المرحلة الثانية من عمليات "الإرادة الصلبة"، لملاحقة مسلحي تنظيم "داعش"، وضرب مخابئ ومقرات تابعة لهم في الصحراء الغربية، ضمن محافظة الأنبار كبرى محافظات العراق.

واليوم الإثنين، قال توضيح عسكري عراقي، نقلته وكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع)، إن قوات الجيش قتلت اثنين من عناصر تنظيم "داعش" بالقرب من سامراء، خلال كمين قالت إنه تم فيه استخدام طائرات لرصد تحركاتهم.

فيما أعلنت قيادة العمليات المشتركة، اليوم الإثنين، عن وصول رئيس أركان الجيش، الفريق أول الركن عبد الأمير يار الله، ونائب قائد العمليات المشتركة، الفريق أول الركن عبد الأمير الشمري، إلى منطقة النخيب الحدودية مع السعودية غربي العراق.

ووفقاً لبيان عسكري عراقي؛ فإن القائدين وصلا على رأس وفد عسكري كبير للإشراف على عمليات "الإرادة الصلبة"، وتفقد محاور القطعات العسكرية ومتابعة الجهد الاستخباري.

وحول العمليات الجارية حالياً في غربي العراق، قال العقيد أحمد عباس المرسومي، من قيادة عمليات الجزيرة والبادية ضمن الجيش العراقي، لـ"العربي الجديد"، إن "تشكيلات من الجيش وجهاز مكافحة الإرهاب والحشدين الشعبي والعشائري تشارك إلى جانب سلاح الجو العراقي في العملية التي تمتد لأكثر من 200 كيلومتر تقريباً".

وأضاف المرسومي أن الهدف هو "منع أي فرص نجاة أو تكاثر لمسلحي "داعش" في تلك المنطقة، بما فيها عمليات تدمير مخابئ وتجويفات طبيعية وأنفاق وكهوف تنتشر في الصحراء، وتعتبر مناطق إيواء تقليدية لمسلحي الجماعات الإرهابية منذ عام 2003 وإلى غاية الآن"، مؤكداً تدمير عدد من تلك المخابئ ومصادرة أسلحة ومواد لوجستية، مثل خزانات وقود وأطعمة وسيارات ودراجات نارية وجدت في مخابئ التنظيم، مع قتل عدد من المسلحين خلال العملية.

وأمس الأحد، نشرت منصات تابعة لتنظيم "داعش" صوراً لإعدام راعي أغنام اختطفته من منطقة الجزيرة في الأنبار، في حوادث باتت متكررة بالفترة الأخيرة، ويذهب ضحيتها البدو الرحّل ورعاة الأغنام والصيادون في تلك المناطق.

وحول العملية، قال الخبير بالشأن الأمني العراقي، العميد المتقاعد سعد الحديثي، لـ"العربي الجديد"، إن "العملية انطلقت بسبب تزايد خطر "داعش" في الآونة الأخيرة، وشنه عدة هجمات مؤثرة في مدن الرطبة والقائم والكيلو 160 انطلاقاً من منطقة الصحراء، حيث ينفذ ليلاً وينسحب ليلاً، ما يحول دون التمكّن من تعقبه، وآخرها مهاجمة محطة وقود وقتل عدد ممن كان فيها وسرقة شاحنة محملة بالوقود ثم الانسحاب".

وأضاف الحديثي أن "الوضع في العراق حالياً يتطلب استمرار العمليات العسكرية لعدم تمكين "داعش" من فرصة إعادة ترتيب نفسه، كما أن الحدود السورية ما زالت غير آمنة، والسبب في ذلك يعود إلى تقاسم عدة جهات السيطرة عليها من الجانب السوري، مثل قوات النظام وفصائل مسلحة عراقية وأخرى مختلطة، إلى جانب مسلحي (قسد)، وهذا ما يصعب مهمة العراق في ضبط تلك الحدود".

المساهمون