أعلن الجيش العراقي انطلاق عملية عسكرية، اليوم السبت، لملاحقة بقايا تنظيم "داعش" في محافظة ديالى، شمال شرق العاصمة بغداد.
وقال ضابط في قيادة الجيش العراقي في ديالى لـ"العربي الجديد"، طالباً عدم ذكر اسمه، إن "معلومات استخبارية حددت أماكن وأوكار للتنظيم في عدد من مناطق المحافظة، إذ هناك مخاوف من تحركات لهم خلال شهر رمضان"، مبيناً أن "معلومات دقيقة حددت الجيوب والأوكار، وستتم مهاجمتها براً وجواً".
وأكد الضابط أن "العملية ستنهي أي مخططات للتنظيم بتنفيذ أي هجمات في شهر رمضان، وستستمر حتى تحقيق أهدافها"، مشيراً إلى أن "الوضع الأمني في محافظة ديالى يُعَدّ مستقراً وجيداً بشكل عام".
وقالت خلية الإعلام الأمني الحكومية، في بيان، إن هذه العملية تُعتبر المرحلة الثالثة من عملية "وعد الحق"، مضيفة أنها تأتي بمشاركة "وحدات من فرسان الجيش والداخلية والحشد الشعبي وجهاز مكافحة الإرهاب، وبإسناد مباشر من قبل القوة الجوية وطيران الجيش وبعض الوحدات الخدمية والساندة بمؤازرة الجهد الاستخباري لجميع المديريات والوكالات الاستخبارية".
ونفذت قيادة الجيش العراقي، في يناير/ كانون الثاني الماضي، عملية "وعد الحق" بمرحلتيها الأولى والثانية، لملاحقة بقايا تنظيم "داعش" في محافظتي ديالى وكركوك، مؤكدة وقتها تدمير مضافات للتنظيم بضربات جوية.
وفي مطلع مارس/ آذار الجاري نفذت قيادة العمليات المشتركة في العراق عملية عسكرية ضخمة لتعقب بقايا جيوب وخلايا تنظيم "داعش" في شمال البلاد وغربها بإسناد من سلاح الجو، وشملت العملية محافظتي الأنبار وكربلاء، وصولاً إلى منطقة الجزيرة في محافظة نينوى.
وكان رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، قد أصدر توجيهات للقيادات الأمنية، قبل أشهر عدة، للتأهب وإجراء مراجعات شاملة للخطط العسكرية، مشدداً على تغيير التكتيكات العسكرية المتبعة في المناطق التي تشهد نشاطاً لـ"داعش" واتباع أساليب غير تقليدية للمواجهة بهدف إضعاف قدرات عناصر التنظيم والحدّ من حركتهم.
وتواصل القوات العراقية منذ أشهر عدة ما تصفها بعمليات استباقية ضد خلايا وجيوب من بقايا تنظيم "داعش"، تنشط في الجانب الشمالي ضمن محافظات صلاح الدين وكركوك ونينوى وأجزاء من ديالى، مستغلة المناطق الجبلية الوعرة للاحتماء والتخفي فيها.
وتشهد عموم المحافظات العراقية هدوءاً أمنياً نسبياً مع تراجع هجمات تنظيم "داعش" التي كانت تستهدف القوات الأمنية والمدنيين، خصوصاً في المحافظات المحررة، ولا سيما بعد تنفيذ الجيش ضربات نوعية ضد التنظيم.
وعلى الرغم من ذلك تُبقي الأجهزة الأمنية على تأهبها، مركزة على الجهود الاستخباراتية لمحاولة إحباط أي مخطط اعتداء للتنظيم، بالتزامن مع دعوات لإبقاء الضغط الأمني والعسكري، على اعتبار أن الاستقرار الأمني "غير ثابت".