الجيش السوداني يشنّ غارات على مراكز "الدعم السريع" جنوبي الخرطوم

01 اغسطس 2023
خلَّفت الحرب في السودان أكثر من 3 آلاف قتيل أغلبهم مدنيون (Getty)
+ الخط -

تتواصل الاشتباكات العنيفة بين طرفي الصراع في السودان، اليوم الثلاثاء، وسط غارات يشنها الجيش على مراكز قوات الدعم السريع جنوبي العاصمة، بحسب ما قال شهود عيان لـ"العربي الجديد".

وأوضح الشهود أن الاشتباكات شملت شمال مدينة الخرطوم بحري، وأم درمان، ومناطق جنوب الخرطوم، واستخدمت فيها كافة أنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة.

وأكد الشهود أن الطيران الحربي التابع للجيش واصل تحليقه بالعاصمة، ووجه غارات على تجمعات وتمركزات قوات الدعم السريع، التي تحاول منذ أيام السيطرة على مقر سلاح المدرعات بمنطقة الشجرة، جنوبي الخرطوم، حيث تستمر عمليات نزوح وتهجير السكان في الأحياء القريبة من نقاط الاشتباكات.

وأمس الاثنين، أصدر قائد الجيش الجنرال عبد الفتاح البرهان قراراً باستيعاب 23 ضابطاً في صفوف الجيش عقب انشقاقهم عن "الدعم السريع".

وجاء في البيان: "قرر رئيس مجلس السيادة الانتقالي والقائد العام للجيش عبد الفتاح البرهان استيعاب من يبلغ (عن انشقاقه) من قوات الدعم السريع، في صفوف القوات المسلحة".

وأضاف البيان: "القرار يقضي باستيعاب 23 ضابطاً بلغوا رتباً عسكرية متفاوتة بين رتبة عقيد حتى رتبة ملازم"، مشيراً إلى أن "يكون تاريخ استيعابهم في الجيش اعتباراً من تاريخ تبليغهم عن انشقاقهم".

سعي لإعادة القبض على مسؤولين من عهد البشير

من جهة أخرى، أظهرت وثائق تتضمن أوامر قبض، اطلعت عليها وكالة "رويترز"، أن السلطات السودانية تسعى لإعادة إلقاء القبض على قادة بارزين فروا من السجن، في الأيام الأولى من الحرب في البلاد، في الوقت الذي حذر فيه معارضون من تحركاتهم لاستعادة السلطة.

وبحسب "رويترز"، تتضمن الوثائق الصادرة عن ولاية كسلا، بتاريخ 25 يوليو/ تموز، أوامر بإلقاء القبض على أحمد هارون، وعلي عثمان محمد طه، وثلاثة آخرين، كانوا من كبار المسؤولين في عهد عمر البشير الذي استمر ثلاثة عقود.

وكان الخمسة قد فروا مع آخرين من سجن كوبر سيئ السمعة في الخرطوم، حيث كانوا محتجزين منذ عام 2019 عندما أطاح الجيش وقوات الدعم السريع بالبشير بعد احتجاجات دامت لشهور.

ويقيم البشير، المطلوب مع هارون أمام المحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية في دارفور، في مستشفى عسكري.

واختلف الجيش وقوات الدعم السريع في وقت لاحق حول خطط دمج قواتهما في سياق خطة انتقال جديدة إلى الحكم الديمقراطي.

وقال هارون حينئذ في تسجيل صوتي إن المسؤولين سيتولون مسؤولية حمايتهم، وإنهم سيُسلمون أنفسهم عندما تبدأ المحاكم إجراءاتها.

ولم يُعرف شيء عن هارون منذ ذلك الحين، لكن شهود عيان قالوا في أواخر يوليو/ تموز إنه شوهد في مدينة مدني جنوبي الخرطوم.

وقال قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، المعروف باسم حميدتي، يوم الجمعة، إن هارون يرأس قوات الأمن في ولايتي كسلا والقضارف، وهما ولايتان بشرق السودان لا تزالان تحت سيطرة الجيش.

كانت "رويترز" قد أوردت، في يونيو/ حزيران، نبأ جاء فيه أن الآلاف من عملاء المخابرات الذين خدموا في عهد البشير يقاتلون إلى جانب الجيش. وينفي الجيش اتهامات تسلل إليه.

وحذر السياسي المدني ياسر عرمان، في بيان، من محاولة أعضاء في حزب المؤتمر الوطني الذي كان يتزعمه البشير المشاركة في محادثات سلام برعاية دول أفريقية.

وبدأت حرب السودان، في 15 إبريل/نيسان الماضي، في العاصمة الخرطوم، وتحديداً من أرض المعسكرات التابعة لقوات الدعم السريع، التي تقع بالقرب من المدينة الرياضية، جنوبي الخرطوم. وسرعان ما امتدت خلال دقائق إلى داخل قيادة الجيش والقصر الرئاسي، ومطار الخرطوم الدولي ومطار مدينة مروي، شمالي السودان، ومدن العاصمة الثلاث، الخرطوم والخرطوم بحري وأم درمان.

وخلَّفت الحرب أكثر من 3 آلاف قتيل، أغلبهم مدنيون، وما يزيد على 2.8 مليون نازح ولاجئ داخل وخارج السودان، بحسب وزارة الصحة والأمم المتحدة. واختار نحو 300 ألف اللجوء لدول الجوار مثل مصر وتشاد وإثيوبيا، وفشلت مفاوضات ترعاها الولايات المتحدة والسعودية في التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار.