قُتل وجُرح عناصر من "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) بتجدد قصف الجيش التركي بعد منتصف الليلة الماضية على مناطق متفرقة تخضع لهذه القوات في شمال سورية، في وقت قُتل جندي وأصيب 4 آخرون في هجوم على مخفر حدودي بقضاء بيرجيك التابع للولاية المجاورة للأراضي السورية.
وقالت مصادر مقربة من "قسد" لـ"العربي الجديد" إن الجيش التركي قصف مواقع لها في قريتي جتلة وقرمامي في منطقة الدرباسية، ومحيط قرية جرنكة بناحية مدينة عامودا، وقرية الإبراهيمية في ناحية زركان شمالي الحسكة، تزامناً مع تحليق مكثف من طيران الاستطلاع على طول الشريط الحدودي.
وأضافت المصادر أن القصف طاول موقعاً لـ"قسد" بشكل مباشر في جرنكة، وأدى إلى مقتل وإصابة عناصر منها، وذكرت أن الجيش التركي قصف أيضاً موقعاً لـ"قسد" شرقي قرية معلق عند الطريق الدولي بناحية عين عيسى شمالي الرقة.
ولفتت المصادر إلى أن القصف التركي طاول مواقع لـ"قوات السوروتو" السريانية في قرية روتان، ولم تنتج عنه إصابات مادية أو بشرية، فيما أعلن المركز الإعلامي لمجلس منبج العسكري التابع لـ"قسد"، أن قصفاً تركياً طاول فجر اليوم الثلاثاء قريتي الجات والماضي في المحور الشمالي لمنطقة منبج، متسبباً بأضرار مادية.
إلى ذلك، أوضحت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، أن الجيش التركي صعّد وتيرة القصف المدفعي على مناطق سيطرة "قسد" شمالي سورية، حيث طاول القصف مدينة عين العرب وقرى في محيطها، إضافة إلى قصف قرى في ناحية تل تمر بريف الحسكة وقرى بناحية تل رفعت شمالي حلب، عقب سقوط قذيفة في منطقة قرقميش داخل الأراضي التركية المقابلة لمناطق سيطرة "قسد". وقالت المصادر أيضاً إن قصفاً صاروخياً مصدره مناطق "قسد" استهدف القاعدة التركية في مدينة جرابلس، ولم يتبين حجم الأضرار الناتجة عنه.
وأكدت المصادر أن القصف التركي أدى إلى مقتل شخص من المدنيين وإصابة 7 آخرين بجروح متفاوتة، فيما لم تتبين حصيلة الخسائر العسكرية في صفوف "قسد".
وزعمت صحيفة "الوطن" التابعة للنظام السوري أن القصف التركي أدى إلى مقتل أربعة مدنيين في عين العرب، فيما قالت "هيئة الصحة" في "الإدارة الذاتية" التابعة لـ"قسد" إن القصف الذي استهدف مدينة عين العرب اليوم، أسفر عن مقتل طفل في الرابعة عشرة من عمره، وإصابة ثلاثة مدنيين بينهم طفل بعمر عامين.
وفي بيان لها، حمّلت "الإدارة الذاتية" مسؤولية الهجمات التركية للدول الضامنة، وقالت: "نحمّل مسؤولية هذه الهجمات للدول الضامنة، على رأسها روسيا الاتحادية ودول التحالف، كونها تعهدت بحماية شمال سورية وشرقها من الهجمات والتعديات".
وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إن القوات التركية قصفت بالهاون مركزاً لقوى الأمن الداخلي التابعة لـ"قسد" في بلدة أبو راسين بريف الحسكة.
وذكرت مصادر لـ"العربي الجديد" أن هناك حالة خوف لدى المدنيين في مناطق "قسد"، وهناك عدة مناطق شهدت نزوحاً لبعض العائلات خوفاً من توسع دائرة القصف أو تنفيذ عمل عسكري برّي ضد "قسد" في الأيام المقبلة.
يذكر أن التصعيد على خطوط التماس مع "قسد" في الشمال السوري مستمر منذ أسابيع، وتختلف وتيرته بين الحين والآخر، وقد أسفر عن مقتل وجرح عناصر وقياديين من "قسد"، إضافة لخسائر بشرية بين المدنيين.
مقتل جندي تركي في هجوم على مخفر حدودي مع سورية
إلى ذلك، أعلن والي شانلي أورفة الحدودية مع سورية صالح أيهان، اليوم الثلاثاء، مقتل جندي وإصابة 4 آخرين في هجوم على مخفر حدودي بقضاء بيرجيك التابع للولاية المجاورة للأراضي السورية.
وأوضح أيهان في تصريح لوكالة "الأناضول"، أن تنظيمات إرهابية نفذت صباحاً هجوماً على مخفر حدودي تركي من الجانب السوري. وأضاف أن القوات التركية المرابطة على الحدود ردت بالمثل على مصادر النيران.
وأشار إلى أن الجهات المختصة نقلت الجنود المصابين إلى المستشفى، مبيناً أن حالتهم الصحية جيدة.
ولاحقاً، أعلنت وزارة الدفاع التركية، الثلاثاء، تحييد 13 إرهابياً في الجانب السوري، "رداً على استهداف ارهابيين مخفراً حدودياً بولاية شانلي أورفة الحدودية".
وأوضحت وزارة الدفاع في بيان نقلته "الأناضول"، أن القوات التركية ردّت على مصادر النيران في الجانب السوري، وأن المعلومات الأولية تشير إلى تحييد 13 إرهابياً. وأكد البيان استمرار القوات التركية في استهداف مواقع الإرهابيين.
تطورات السويداء
وفي الجنوب السوري، قالت شبكة "السويداء 24" إن قائد فصيل قوات الفهد التابع للنظام سليم حميد سلّم نفسه أمس الإثنين لقائد فصيل "لواء الجبل" مرهج الجرماني، بعدما احتجز الأخير شقيقه بشار حميد، وطلب منه تسليم نفسه، مقابل إطلاق سراح شقيقه.
وذكرت الشبكة أن "لواء الجبل" مع فصائل محلية أخرى كانت قد نفّذت حملة أمنية في بلدة قنوات ضد "قوات الفهد" المرتبطة بشعبة المخابرات العسكرية التابعة للنظام، والمتهمة بممارسة انتهاكات واسعة. وأوضحت الشبكة أنه خلال الحملة في بلدة قنوات، "ألقت الفصائل القبض على عنصرين من قوات الفهد، واحتجزت شقيق قائد الفصيل، وهو مدني، ولم ينتمِ لفصيل شقيقه".
وأضافت الشبكة أن شروطاً وُضعت على حميد، "تتضمن تسليم كامل أسلحته، حتى السلاح الشخصي، ومنعه من حمل السلاح، والتواصل مع أي شخص مشبوه، وسيبقى سليم حميد محتجزاً على ذمة التحقيق لمدة لم يحدّدها، على أن يتكفل آل حميد بتنفيذ سليم لكلّ الشروط، ويتحملوا معه مسؤولية أي تراجع في تنفيذها".
وذكرت الشبكة أن هذا الاتفاق "لا يشمل الادعاءات الشخصية، لدى القضاء المختص"، وأن "كل من له ادعاء شخصي على سليم له الحق في متابعته لدى القضاء".
وكانت فصائل محلية في السويداء غير مرتبطة بشكل وثيق بالنظام السوري قد شنّت حملة مسلّحة ضد فصائل محلية أخرى مرتبطة بفرع الأمن العسكري التابع للنظام، وأدت المواجهات بين الطرفين إلى وقوع قتلى وجرحى. ونجحت الحملة، بحسب شبكة السويداء 24، في القضاء على عصابة راجي فلحوط المرتبطة بجهاز المخابرات العسكرية.
وشاركت في الحملة فصائل منها حركة رجال الكرامة، لواء الجبل، الشيخ ليث البلعوس، وسط غياب تام لقوات النظام الرسمية الأمنية والعسكرية.