قالت مصادر أمنية عراقية كردية في إقليم كردستان، شمالي البلاد، اليوم الثلاثاء، إن القوات التركية تمكنت خلال الساعات الماضية من السيطرة على مواقع حيوية في بلدات وقرى حدودية عراقية محاذية للأراضي التركية، بعد انسحاب مسلحي حزب العمال الكردستاني منها نتيجة تكبدهم خسائر خلال العمليات العسكرية باليومين الماضيين.
وتنفذ القوات التركية منذ الثالث والعشرين من الشهر الحالي، عمليات برية وجوية جديدة تستهدف مسلحي حزب العمال المتحصنين في بلدات حدودية عراقية ضمن إقليم كردستان، أطلقت عليها اسم "مخلب البرق"، و"الصاعقة"، وتستهدف مناطق عدة، أبرزها العمادية وزاخو وجبل متين، وأفاشين وباسيان وجبل كيسته والزاب، شمال دهوك وشرق أربيل، حيث ينشط مسلحو حزب العمال في تلك المناطق ويستخدمونها منطلقا لتنفيذ اعتداءات متكررة ضد الأراضي التركية المجاورة.
ووفقا لمصادر أمنية في محافظة دهوك الحدودية مع تركيا، فإن "قوات تركية تمكنت بعد عمليات قصف جوي ومدفعي، نفذتها منذ ليلة أمس، من السيطرة على مواقع جديدة داخل بلدات عراقية حدودية بعد انسحاب مسلحي حزب العمال الكردستاني إثر تعرضهم لخسائر كبيرة".
وأكد المصادر ذاتها أن الجيش التركي "تمركز حاليا في مناطق عند سفح جبل كيسته وقريتي دشيش وهرور ومرتفعات جبلية أخرى كانت سابقا خاضعة لمسلحي حزب العمال، وتقع جميعا شمال دهوك".
ورجحت المصادر ذاتها أن تواصل القوات التركية التقدم للسيطرة على قرى ومرتفعات مجاورة بغية منع مسلحي الحزب من استخدامها في تهديد مناطق تركية مجاورة، مؤكدة أن مواجهات برية مباشرة حصلت بين قوات كوماندوس تركية ومسلحي حزب العمال دامت عدة ساعات في مناطق قرب بلدة الزاب، شمال أربيل، أسفرت عن مقتل وجرح عدد من مسلحي الحزب المصنف على لائحة الإرهاب.
واليوم، الثلاثاء، قال عضو حزب "الاتحاد الوطني الكردستاني" علي ورهان إن الجيش التركي سيطر على عدة قرى ومناطق واسعة في محافظة دهوك. ونقلت وكالة أخبار عراقية محلية عن ورهان قوله إن الجيش التركي يواصل عملياته منذ خمسة أيام، وفرض سيطرته على مناطق خالية من السكان.
لكنه أكد وجود "عمليات نزوح مستمرة من جانب سكان المناطق المجاورة التي تجري فيها العمليات العسكرية التركية، فالقصف مستمر على قرى جبل متين، وهناك عمليات إنزال جوي مستمرة من قبل الأتراك".
وتخشى حكومة إقليم كردستان العراق من أن تؤدي المعارك التي يظهر تكبد حزب العمال فيها خسائر شبه يومية إلى انتقال مسلحيه لمناطق مجاورة مأهولة بالسكان. وأمس، الاثنين، حذر مدير بلدة "كاني ماسي" سربست مصطفى من خطر نزوح أهالي أكثر من 40 قرية إلى البلدة بسبب نقل مسلحي حزب العمال الكردستاني مقراتهم إليها، متهما حزب العمال بتهديد أمن وحياة المواطنين في تلك المناطق.
إلى ذلك، وفي السياق الأمني، تسبب انفجار عبوة ناسفة شمالي محافظة دهوك، الثلاثاء، بإصابة عمال صيانة كانوا متوجهين لإصلاح خطوط الكهرباء التي تعطلت بسبب المعارك بين الجيش التركي وحزب "العمال الكردستاني" الذي تصنفه أنقرة بأنه منظمة إرهابية.
وقالت وسائل إعلام كردية إن عبوة ناسفة زرعها مقاتلو حزب العمال الكردستاني في بلدة كاني ماسي انفجرت بفريق للصيانة تابع لوزارة الكهرباء، موضحة أن التفجير تسبب بإصابة 3 عمال.
وأشارت إلى نقل المصابين إلى مستشفيات دهوك لتلقي العلاج، مبينة أن الفريق كان متوجها لإصلاح عطل في خطوط نقل الكهرباء المعطلة بسبب المواجهات.
وأكد مدير الكهرباء في مدينة العمادية (التي تتبع لها بلدة كاني ماسي)، آرام جلال، في تصريح صحافي، أن خطوط نقل الكهرباء المعطلة منذ ليل أمس، الاثنين، تغذي 76 قرية ضمن حدود البلدة بالطاقة الكهربائية.
وفي بيان للجنة الأمن في برلمان إقليم كردستان، أمس الاثنين، دعت فيه إلى عقد جلسة خاصة للبحث بشأن العمليات التركية الجديدة في مناطق حدودية بالإقليم.
وذكر البيان أن اللجنة تعمل على عقد جلسة خاصة بشأن استئناف الجيش التركي عملياته داخل إقليم كردستان، كما تطالب حكومة إقليم كردستان بإيضاح حول انتهاكات الدول المجاورة لإقليم كردستان.