الجيش التركي يجدد القصف على مواقع "قسد" شماليّ سورية

13 أكتوبر 2021
تشهد خطوط التماس قصفاً يومياً بين الجيش التركي و"قوات سورية الديمقراطية" (فرانس برس)
+ الخط -

جدد الجيش التركي، فجر اليوم الأربعاء، قصفه على مواقع لـ"قوات سورية الديمقراطية" (قسد) شماليّ سورية، فيما استبعد الرئيس المشترك لـ"مسد"، الجناح السياسي لـ"قسد"، بدء عملية عسكرية تركية جديدة في الأراضي السورية.

وقالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، إنّ الجيش التركي قصف مواقع لـ"قسد" في محور المشيرفة وجهبل وصوامع عين عيسى والطريق الدولية بناحية عين عيسى في ريف الرقة الشمالي، ومواقع في جنوب عفرين وشمال تل رفعت بريف حلب، ومواقع في قريتي تل جمعة وتل كيفجي بناحية تل تمر في ريف الحسكة، شمال شرقي البلاد.

وأوضحت المصادر أنّ طيران الاستطلاع التركي والطيران الحربي المسيَّر، حلّقا فوق مناطق عديدة امتداداً من منبج وعين العرب، وصولاً إلى ناحية تل تمر وناحية عفرين. ولم يتبين سقوط خسائر بشرية بالقصف على مواقع "قسد"، الذي أدى إلى دمار في العديد من المواقع.

وفي الشأن ذاته، قال الرئيس المشترك لـ"مجلس سورية الديمقراطية" (مسد) رياض درار، إنه يستبعد وقوع عملية عسكرية تركية جديدة ضد "قسد" في الأراضي السورية.

وأضاف، في حديث لوكالة أنباء "هاوار" الكردية، أنّ سيطرة تركيا على المزيد من الأراضي السورية "غير وارد"، مؤكداً أنه لا توجد اتفاقيات وأي ضوء أخضر لمثل هذه المسألة.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد أكد، في تصريحات له، يوم الاثنين الماضي، نفاد صبر أنقرة حيال "بؤر الإرهاب" شمالي سورية، وعزمها على القضاء على التهديدات التي مصدرها تلك المناطق، وفق ما نقلته وكالة "الأناضول".

وجاءت التصريحات بعد مقتل عنصرين من شرطة المهام الخاصة، في هجوم صاروخي من "قسد"، في منطقة مارع بريف حلب شماليّ سورية.

وقال أردوغان إنّ "الهجوم الأخير على قواتنا (في منطقة عملية درع الفرات) والتحرشات التي تستهدف أراضينا بلغت حداً لا يحتمل". وشدد على أنّ بلاده عازمة على القضاء على "التهديدات التي مصدرها من هناك (شماليّ سورية) إما عبر القوى الفاعلة هناك، أو بإمكاناتنا الخاصة".

وتشهد خطوط التماس بين مناطق نفوذ الجيش التركي شمالي سورية، ومناطق سيطرة "قسد"، بشكل يومي، قصفاً واستهدافات متبادلة أدت إلى خسائر بشرية في صفوف الطرفين.

إلى ذلك، قالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إنّ عدد القتلى ارتفع إلى ثلاثة، جراء الانفجار المجهول الذي ضرب قرية الدبس، يوم الاثنين الماضي، جنوب مدينة جرابلس الخاضعة للمعارضة شمال شرقيّ حلب.

وكانت المصادر قد قالت، في وقت سابق، إنّ شخصاً قتل وأصيب تسعة آخرون بينهم مصابون بجروح خطرة، جراء انفجار وقع في مبنى بقرية الدابس جنوب مدينة جرابلس.

وذكرت المصادر أنباء متضاربة عن سبب الانفجار، مشيرة إلى أنه قد يكون ناجماً عن مستودع أسلحة سري أو عبوة ناسفة مزروعة في المبنى، كذلك تحدثت أنباء عن قصف مجهول طاول المبنى المذكور.

توقف عملية تسوية الأفراد شرقيّ درعا والنظام يواصل عمليات التمشيط

وفي جنوب سورية، توقفت عمليات التسوية للأفراد التي يجريها النظام في بلدتي صيدا والنعيمة بريف درعا الشرقي، لليوم الثاني على التوالي، بعد رفض مجموعة كبيرة من عناصر "الفيلق الخامس" شروط التسوية مع النظام التي تطالبهم بتسليم السلاح لقيادة اللواء، فيما استمرت قواته بعمليات التمشيط بناءً على الاتفاق.

وقال الناشط أبو محمد الحوراني، لـ"العربي الجديد"، إنّ عملية التسوية في صيدا والنعيمة للأفراد لا تزال معلّقة، بسبب الخلاف الذي جرى بين مجموعة من أبناء المنطقة وقوات النظام، حيث توقف تطبيق هذا البند من الاتفاق الذي جرى بين اللجنة الأمنية التابعة للنظام ووجهاء المنطقة بضمانة روسية، والذي نصّ على إجراء التسويات للمنشقين والمتخلفين عن قوات النظام وتسليم عدد من السلاح وتفتيش شكلي لبعض المنازل بحضور الشرطة العسكرية الروسية.

وذكر الناشط أنّ مجموعة من المسلحين تنتمي إلى "اللواء الثامن" في "الفيلق الخامس" المدعوم من روسيا، رفضوا شرط النظام بتسليم السلاح، إلا أنّ الأخير أصرّ على هذا الشرط بدعم روسي، وأوقف عملية التسوية، وطالب قيادات هؤلاء بتسليم السلاح لقيادة اللواء في بصرى الشام.

وأوضح الحوراني أنّ أسماء العناصر جاءت ضمن لوائح التسوية رغم انتسابهم إلى "الفيلق الخامس"، واشترط النظام تسليمهم السلاح لإزالة أسمائهم من قوائم المطلوبين والملاحقين من قبل الفروع الأمنية، مؤكداً أنّ النظام هدد مجدداً بالحل العسكري، في حال عدم الامتثال لشروطه لاحقاً.

وبحسب الناشط، سيُبقي النظام أسماء رافضي تسليم السلاح على قوائم المطلوبين، وبالتالي سيُعتقَلون ويُعترَضون على الحواجز المنتشرة في مناطق سيطرة اللواء، وهذا يعني عدم قدرتهم على الحركة بحرية في المنطقة، وقد يجبرهم ذلك على الرضوخ في النهاية لشروط النظام.

وتحدث الحوراني عن سقوط قذيفة هاون على أطراف بلدة صيدا شرقي درعا، مساء أمس الثلاثاء، بعد تهديدات من اللجنة الأمنية بحل عسكري، بهدف الضغط على السكان لإجبار الرافضين على القبول بشروطه.

وبدأت قوات النظام، صباح اليوم الأربعاء، بإشراف روسي، عملية تمشيط في بلدة صيدا ومحيطها بناءً على بنود اتفاق التسوية، فيما لم يجرِ التوصل إلى اتفاق واضح حول الرافضين للتسوية بشرط تسليم السلاح.

وبحسب مصادر مطلعة، فإن النظام ترك مسألة تسليم سلاح الرافضين في الوقت الحالي لقيادات "اللواء الثامن" المدعوم من روسيا، حيث تريد الأخيرة إظهار الأوضاع بحالة مستقرة، فيما تشير المصادر إلى أنّ قياديين في "اللواء الثامن" يرون أنّ هدف النظام من هذه الخطوة، إحداث اقتتال داخلي ينتهي بتفكيك اللواء أو إخضاعه بشكل كامل لسلطة النظام.

وقالت مصادر مطلعة، لـ"العربي الجديد"، في وقت سابق، إنّ مناطق سيطرة "اللواء الثامن" تعيش شبه حالة استقرار أمني، ومن المتوقع أن يعمد النظام إلى إحداث خلل أمني على غرار بقية المناطق، بغية التذرع بها لفرض مصالحات على القرى والبلدات واحدة تلو الأخرى، في حال عدم قبول "اللواء الثامن" بالرضوخ له دفعة واحدة.

وكان النظام قد بدأ بعمليات التسوية في درعا البلد، بعد حصار وقصف استمر عدة أسابيع، وأوقع قتلى وجرحى من المدنيين، لتتوالى بعد السادس من سبتمبر/أيلول الماضي، اتفاقيات التسوية في ريف درعا الغربي والشمالي، وتصل أخيراً إلى مناطق نفوذ "اللواء الثامن" في الريف الشرقي.

المساهمون