الجيش الأوكراني يقرّ بـ"نجاحات تكتيكية" روسية في خاركيف

13 مايو 2024
من عملية إجلاء المدنيين في خاركيف، 12 مايو 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- الجيش الأوكراني يعترف بتحقيق روسيا نجاحات تكتيكية في خاركيف، مع سيطرة موسكو على أربع بلدات وإجلاء آلاف الأشخاص بسبب القتال.
- الوضع الإنساني يتدهور بشكل ملحوظ، مع إجلاء سكان تحت ظروف صعبة وتعرض المناطق الحدودية للقصف، وتأكيدات أوكرانية على أن الهجمات الروسية تهدف لإرهاق قواتها.
- تقدم روسي في خاركيف واستهداف أهداف أوكرانية، مقابل هجمات أوكرانية على منشآت روسية، وسط تحذيرات من توسع العمليات ودعوات أوكرانية للحصول على دعم دولي متزايد.

أقرّ الجيش الأوكراني، اليوم الاثنين، بـ"نجاحات تكتيكية" روسية في منطقة خاركيف شمال شرقي البلاد، فيما أعلنت موسكو، الأحد، السيطرة على أربع بلدات إضافية في هذه المنطقة المحاذية لروسيا خلال عملية برية بدأتها الجمعة، واستدعت إجلاء آلاف الأشخاص. وأقرّت هيئة الأركان العامة الأوكرانية في وقت مبكر من الاثنين، في بيان على فيسبوك، بأن "العدو يشهد حالياً نجاحات تكتيكية"، مضيفة أن ثمة "معارك مستمرة في مدينة فوفتشانسك الحدودية" التي كان عدد سكانها يبلغ حوالى 3000 نسمة قبل الهجوم الحالي، وحيث حشدت موسكو "ما يصل إلى خمس كتائب" وفقاً لكييف.

وشاهدت وكالة فرانس برس أشخاصاً أُجلوا قرب فوفتشانسك الأحد، معظمهم من كبار السن. وقالت ليودا زيلينسكايا (72 عاماً): "لم نكن مستعدين للمغادرة". ومثلها، تذكرت ليوبا كونوفالوفا (70 عاماً) "الليلة المرعبة" التي سبقت إجلاءهم. وقال أوليكسي خاركيفسكي، وهو شرطي من فوفتشانسك، إن "أشخاصا عدة" لقوا حتفهم في تفجيرات يوم السبت، و"المدينة تتعرض لإطلاق نار باستمرار". وأضاف الشرطي الذي يساعد في إجلاء السكان: "مدفعية وقذائف هاون. الأعداء يهاجمون بكل ما لديهم". وذكر أنه أُجلي نحو 1500 شخص منذ الجمعة من هذه المدينة التي تعرضت لـ32 هجوماً بطائرات بلا طيار خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.

وحتى الأحد، كان لا يزال حوالى 500 شخص هناك، بحسب حاكم منطقة خاركيف أوليغ سينيغوبوف. وكتب سينيغوبوف على وسائل التواصل الاجتماعي: "كل مناطق الحدود الشمالية تتعرض لنيران العدو على مدار 24 ساعة تقريباً في اليوم. الوضع صعب". من جهته، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن "المعارك الدفاعية والقتال العنيف مستمرة على جزء كبير من حدودنا. الفكرة وراء الهجمات في منطقة خاركيف هي إرهاق قواتنا وتقويض معنويات" الجيش الأوكراني.

وجاء في بيان لوزارة الدفاع الروسية: "تقدّمت الوحدات التابعة لمجموعة قوات الشمال في عمق دفاعات العدو، وحررت بلدات غاتيشتشي، وكراسنوي، وموروخوفيتس، وأولينيكوفو، في منطقة خاركيف". إلى ذلك، قالت الوزارة الروسية إن أنظمة الدفاع الجوي دمّرت 16 صاروخاً و31 طائرة مسيّرة أطلقتها أوكرانيا على الأراضي الروسية أثناء الليل. وكتبت الوزارة على تطبيق تليغرام أنه جرى تدمير 12 صاروخاً موجهاً فوق منطقة بيلغورود على الحدود مع أوكرانيا. وأضافت أنها دمّرت أيضاً أربعة صواريخ موجهة، وسبع طائرات مسيّرة فوق شبه جزيرة القرم، وثماني طائرات مسيّرة فوق منطقة كورسك، واعترضت أربع مسيّرات فوق منطقة ليبيتسك.

إلى ذلك، تبنت كييف اليوم، استهداف منشأة للنفط ومحطة للتحويل الكهربائي في منطقتي بيلغورود وليبتسك بغرب روسيا على مقربة من الحدود، على ما أفاد مصدر دفاعي أوكراني وكالة فرانس برس. وقال المصدر: "وقعت انفجارات في ميناء أوسكولنبفتسناب النفطي قرب بلدة ستاري أوسكول، إضافة الى محطة التحويل الكهربائية في إيليتسكايا"، مشيراً إلى أن العملية نفّذها جهاز الاستخبارات (أس بي يو) باستخدام طائرات مسيّرة.

ومع تراجع الدعم الغربي، والنقص الواضح في المعدات والقوة النارية الأوكرانية، مع تقديرات بأن الجانب الروسي يستخدم 10 قذائف مدفعية مقابل كل قذيفة أوكرانية، حذر زيلينسكي، الشهر الماضي، من "مرحلة جديدة من الحرب"، مشيراً إلى أن الروس يستعدون "لتوسيع العمليات الهجومية". كما حذرت مديرية المخابرات في وزارة الدفاع الأوكرانية، وقتها، من احتمال تكثيف الأعمال العدائية في منطقتي خاركيف وسومي نهاية مايو/ أيار الحالي أو أوائل يونيو/ حزيران المقبل. وحضت، في بيان الشهر الماضي، حلفاء كييف على رد فعل سريع.

(فرانس برس، رويترز، العربي الجديد)