أخلت القوات الجوية الأميركية سبيل طاقم طائرة شحن عسكرية أميركية من طراز C-17، كانت قد أقلعت من مطار حامد كرزاي الدولي في كابول، في أغسطس/آب الماضي، بعدما تعلّق على أجنحتها أفغانيون في محاولتهم الهرب من المدينة إبّان سقوطها تحت سيطرة حركة "طالبان"، الأمر الذي تسبب بمقتل عدد منهم، وذلك بحسب ما أوردت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.
ونقلت الصحيفة عن آن ستيفانيك، المتحدثة باسم القوات الجوية، في بيان، إن المحققين في الحادث المروّع، الذي اكتُشفت فيه أشلاء بشرية ضمن تجويف عجلة الطائرة، خلصوا إلى أن طاقم الطائرة كان "ممتثلاً لقواعد الاشتباك المعمول بها".
ولا يزال من غير الواضح بالضبط عدد الأشخاص الذين لقوا حتفهم في الحادثة التي وقعت يوم 16 أغسطس/آب 2021، حينما صعد حشد من الأفغان اليائسين للهروب من البلاد، بعد انهيار حكومتهم أمام تقدّم "طالبان"، إلى السطح الخارجي للطائرة، وسقطوا منها بعدما أقلعت الرحلة.
وأضافت ستيفانيك في البيان: "كان هذا حدثاً مأساوياً وقلوبنا تنفطر على أسر القتلى". في حين نقلت "نيويورك تايمز" عن مسؤولين في البنتاغون، أن أعضاء طاقم الطائرة الذين أصيبوا بصدمة نفسية أرسلوا في وقت لاحق للتشاور مع متخصصين نفسيين ورجال دين.
وتابعت ستيفانيك: "تصرف الطاقم بشكل مناسب، واتخذ قراراً سليماً مفاده التحليق جواً في أسرع وقت ممكن عند مواجهة وضع أمني غير مسبوق وسريع التدهور".
وفي مجريات الحادث تنقل "نيويورك تايمز" عن مسؤولين عسكريين قولهم، إنه في وقت مبكر من صباح ذلك اليوم، هبطت طائرة رمادية تابعة لسلاح الجو الأميركي على المدرج، وكانت تحمل معدات وإمدادات للقوات الأميركية التي كانت تتولى مهمة تأمين المطار وتنظيم عمليات الإجلاء. وبعد دقائق من هبوط الطائرة وتوقفها، اندفع المئات وربما الآلاف من الأفغان نحوها. وأمام هذا المشهد هرع الطاقم عائدين إلى الطائرة، وأغلقوا أبوابها قبل الانتهاء من تفريغ الحمولة. وفي غضون ذلك صعدت حشود من الأفغان على الأجنحة، ودون علم الطاقم، صعد بعضهم إلى داخل تجويف العجلة، التي ستطوى فيها العجلات بعد الإقلاع.
وبحسب المسؤولين، فإن الطاقم اتصل بمراقبة الحركة الجوية، التي كان يديرها أفراد من الجيش الأميركي، وتم السماح للطائرة بالإقلاع.
ويضيف المسؤولون: تحرك الطيارون ببطء في البداية. واندفعت عربات عسكرية بجانب الطائرة في محاولة لإبعاد الحشود عن الطائرة، كما حلقت مروحيّتان مقاتلتان من طراز أباتشي على ارتفاع منخفض، في محاولة لإخافة الناس ودفعهم بعيداً عن الطائرة، ثم زادت الطائرة من سرعتها وأقلعت.
وبحسب المسؤولين، فإنه بعد دقائق من الإقلاع وجد الطيار ومساعده أن معدات الهبوط لم ترجع إلى مكانها بالكامل كما ينبغي، فأرسلوا أحد أفراد الطاقم لتفقد الأمر، وتم العثور على رفات عدد غير محدد من الأفغان، الذين حاولوا الاختباء في تجويف العجلة، وقد تم سحقهم حتى الموت عند محاولة طي العجلات. في حين أظهرت تسجيلات فيديو عدداً آخر من الأفغانيين وهم يسقطون عن أجنحة الطائرة، في مشاهد مرعبة هزّت العالم.