أفاد مدير الإعلام العسكري في القوات المسلحة الأردنية، يوم الأحد، بأن الأردن يواجه "تحديات إجرامية منظمة على حدوده الشمالية" تتمثل في تهريب كميات كبيرة من المخدرات، مؤكدا أن العصابات المنظمة تقف وراء عمليات التهريب، مشيرا إلى "أجندات خارجية تقف وراء هؤلاء المهربين".
وفي حديثه لقناة "المملكة" الرسمية، قال العميد الركن مصطفى عبد الحليم الحياري إن "المهربين يتجهون نحو استخدام السلاح والطائرات المسيرة في عمليات التهريب". وأشار إلى تلقي المهربين تدريباً عسكرياً لتنفيذ عمليات إدخال المخدرات والتصدي لقوات حرس الحدود، مؤكداً بذلك "وجود أجندات خارجية تقف وراء هؤلاء المهربين".
وفي ما يتعلق بالمسؤولية، حمّل الحياري حكومة النظام السوري المسؤولية "كدولة ذات سيادة على أراضيها"، مشيراً إلى أن "أي تواجد للمليشيات، بغض النظر عن ارتباطها، تقع على مسؤوليتها". وأوضح أنه "تم التواصل مع الحكومة السورية عدة مرات دون أن يؤتي هذا التواصل أي ثمار".
وأشار المتحدث ذاته: "في فصل الشتاء، تشهد عمليات التهريب ارتفاعاً، إلا أن التحديات هذا العام تختلف عما كانت عليه في المواسم السابقة، حيث باتت هناك محاولات لتهريب الأسلحة بجانب المخدرات". وأكد أن "الهدف من إدخال الأسلحة هو بناء مراكز لتسهيل التهريب داخل الأراضي الأردنية".
وأشار إلى نتائج التحقيقات قائلاً: "قمنا بمتابعة أفرادهم داخل البلاد بناءً على نتائج التحقيقات، وكانت عمليات الاعتقال تمثل صيداً كبيراً، مما يخفف من الضغوط التي نواجهها على الحدود الشمالية". وأضاف: "تسعى المليشيات إلى إقامة تجمعات لها في الداخل الأردني، ولكننا نقف على أهبة الاستعداد لمواجهتها، وتم الكشف عن تلقي المهربين تدريباً عسكرياً خلال عمليات التحقيق مع الأفراد الذين قبض عليهم".
وأكد الحياري أنّ "عصابات منظمة تقف وراء عمليات تهريب المخدرات، تدير هذه العمليات بشكل منظّم"، مُشيراً إلى "الإصرار الكبير وتحمّل الخسائر، سواء كانت بشرية أو مادية، كدليل على تنظيمها". وأوضح أنّ "عصابات التهريب تنتظر فرصاً لتهريب المخدرات، وإذا فشلت في ذلك، تلجأ إلى استخدام السلاح والقوة لتحقيق هدفها، وفي حالة الفشل النهائي، تتبنى وسائل أخرى، كاستخدام الطائرات المسيّرة".
من جهة أخرى، أعرب وزير الاتصال والناطق باسم الحكومة، مهند مبيضين، في حديث لإذاعة "جيش أف أم"، عن قلقه إزاء التهديدات المستمرة من المخدرات والسلاح، مشدّداً على أن "هذا التهديد يؤثر على المنطقة بأكملها وليس فقط على الأردن".
وأكد مبيضين أن "الحدود الشمالية للأردن مع سورية كانت دائماً، حتى قبل 10 سنوات، في حالة أفضل"، مبرزا "أهمية معرفة من يقود ويؤثر على هذه الجماعات ويتاجر بالمخدرات والسلاح"، مشدداً على أن "هناك جماعات تابعة لدول إقليمية تسعى لتحقيق مشاريع جديدة، ولكن الأردن سيظل قوياً وصامداً ضد أي محاولة للتأثير على أرضه ووحدته".
وختم بالتأكيد على "موقف الأردن منذ البداية برفض أي مشروع توسعي على حسابه"، مشدداً على أن "وجود مجموعات محشورة على حدود الأردن يتم تنظيمها بأمر من دول إقليمية، وهو ما يُفسر كرسائل تُرسَل إلى الأردن بالتأكيد على قدرتها على إزعاجه والتأثير على أمانه، خاصةً وأن هذه الدول تصنف الأردن كعدو لها".