الجولاني يمهد لدخول مناطق سيطرة "الجيش الوطني" شمالي سورية

14 اغسطس 2021
زعيم "هيئة تحرير الشام" أبو محمد الجولاني (تويتر)
+ الخط -

زعم أبو محمد الجولاني، زعيم "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً) خلال لقاء أجراه مع عدد من المهجرين والنازحين من محافظة حلب وريفها شمالي سورية، والذين يقيمون في محافظة إدلب، أنّ "الأهالي في منطقتي درع الفرات وغصن الزيتون التي يُسيطر عليها (الجيش الوطني) المعارض شمال شرق حلب، يطالبون تحرير الشام بالدخول إلى مناطقهم"، وذلك في فيديو مصور بثته وكالة "أمجاد الإعلامية" التابعة للهيئة، اليوم السبت.

وقالت مصادر مطلعة، في حديث لـ"العربي الجديد"، اليوم السبت، إنّ "الاجتماع بين الجولاني ووجهاء من أهالي ريفي حلب الشمالي والغربي، دار في السادس من أغسطس/ آب الحالي بالقرب من معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا شمال إدلب"، مضيفةً أن الاجتماع ضم زعيم الهيئة أبو محمد الجولاني، والمتحدث العسكري باسم الهيئة أبو الحسن، والمسؤول العسكري عن قطاع حلب في الهيئة أبو قتيبة منبح، مع 35 شخصاً من الوجهاء والأهالي من أرياف حلب الشمالية والغربية".

وذكر الجولاني في الاجتماع أنه "من المهم أن تكون هناك سلطة واحدة، ومؤسسات واحدة، وإدارة واحدة، تُدير كافة المناطق المحررة التي تُسيطر عليها المعارضة السورية. نرى اليوم أن هناك فارقاً كبيراً بين إدلب وما بين مناطق درع الفرات وغصن الزيتون، والفارق أنه في إدلب إدارة واحدة، وهناك في درع الفرات وغصن الزيتون العديد من الإدارات والسلطات المتعددة"، مُشيراً إلى أن "تلك المناطق التي يُسيطر عليها الجيش الوطني لا تزال غارقة بالفوضى والمخاطر الأمنية والاجتماعية والسياسية، على عكس محافظة إدلب، بالإضافة للنمو الذي تشهده إدلب وحل جميع المشاكل التي يعاني منها الأهالي في الخارج".

وأردف الجولاني: "فتحنا صدورنا وأيدينا ومددناها عشرات المرات للناس المقيمين في مناطق درع الفرات وغصن الزيتون، وإلى اليوم ما زلنا عند موقفنا، كما نحن أيضاً نفتح صدورنا وأيدينا للفصائل العاملة في تلك المناطق، ولو أرادت تلك الفصائل رغم كل العقبات الموجودة أن يتوحدوا فهذا الشيء ممكن، ولن يقف في وجههم أحد، ودعوت أغلب الناس للدخول في حالة اندماجية موحدة حتى تصبح هذه المنطقة واحدة".

ونفى مصدر من "الجيش الوطني" المعارض والحليف لتركيا، في حديث لـ"العربي الجديد"، ادعاءات الجولاني حول مطالبة أهالي منطقتي "درع الفرات" و"غصن الزيتون" بدخول الهيئة إلى تلك المناطق. وأكد أن "ليس هناك اجتماعات أو تواصلات بين تحرير الشام والفعاليات الثورية المدنية، ووجهاء العشائر، والمجالس المحلية، والفصائل العسكرية في المناطق التي يُسيطر عليها الجيش الوطني شمال شرق حلب"، مرجحاً أن "يكون هناك بيان توضيحي من وزارة الدفاع في الجيش الوطني حول هذا الموضوع خلال الأيام القليلة المقبلة".

من جهته، يعتقد الباحث المساعد في "مركز جسور للدراسات" عباس شريفة، أنّ "الجولاني كان يعمل على هذا المشروع منذ فترة طويلة للتغلغل في المنطقة الشمالية لمحافظة حلب من خلال المصالح الاقتصادية والتنسيق الأمني، ومن خلال التفاهم مع الكثير من الفصائل".

وأضاف شريفة، في حديث لـ"العربي الجديد": "على ما يبدو اجتماع فصائل الجيش الوطني ضمن غرفة عمليات (عزم) بعث برسالة أن هناك حالة تكتل وإدارة وتفاهم بين الفصائل لبناء نموذج ما، لذلك جاءت هذه التصريحات في هذا الوقت بالتحديد، وهي رسالة من الجولاني أنه هو قادر على ضبط هذه المنطقة أمنياً، وهو يعزف على هذا الوتر (قضية الفوضى الأمنية وعدم وجود جهة واحدة تدير المناطق المحررة)".

ويرى الشريفة أن "الجولاني سوف يسلك كل السبل ويحاول التواصل مع الفصائل، وقد تواصل بالفعل مع كثير من الفصائل من أجل هذا الموضوع كما جاء في التقرير، لكن لا أعتقد أن هناك موافقة أو من السهولة الوصول إلى المكان، وهو من عادته ألا يتوقف عن المحاولات، وهناك تخوف عند الجولاني من أن يكون هناك نموذج مختلف في مناطق سيطرة الجيش الوطني شمال حلب عن النموذج الموجود في إدلب، وهذا يعني عزل النموذج الذي تقوم بتصديره هيئة تحرير الشام  في هذه المنطقة، وهو يريد الآن تحقيق التصاق أكثر في الحالة الفصائلية، ويريد تعويم نفسه على أنه فصيل ثوري ومحلي، وهذا التوحد أو التعاون يأتي في هذه الفكرة".

ولفت شريفة إلى أن "الجولاني يريد الاندماج ولكن تحت سيطرته، ويريد السيطرة على هذه المناطق، ويحاول أن يمسك بالمفاصل الأساسية لأي منظومة حوكمة في المنطقة".

المساهمون