تكثّف الجزائر في الوقت الحالي اتصالاتها العربية قبيل عقد اجتماع وزراء الخارجية العرب المقرر في التاسع من مارس/آذار الجاري، لضمان دعم وإسناد سياسي لمقترحاتها بشأن موعد وأجندة القمة العربية المقبلة المقررة في الجزائر.
ووصل وزير الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة، الأحد، إلى المملكة الأردنية الهاشمية، حيث سلم العاهل الأردني، عبد الله الثاني، رسالة خطية من رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون. كما كانت الزيارة فرصة لتبادل وجهات النظر حول مستجدات الأوضاع على الساحة الدولية وتداعياتها المحتملة على المنطقة العربية، وذلك في ضوء القمة العربية التي ستحتضنها الجزائر في غضون هذا العام.
وأفاد بيان للخارجية أن الزيارة تندرج في إطار الجهود الرامية إلى توطيد العلاقات وتعزيز وتيرة التشاور الثنائي حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وقبل لقاء الملك، كان لعمامرة قد أجرى محادثات مع نظيره الأردني أيمن حسين عبد الله الصفدي، حول التعاون بين البلدين على ضوء الاستحقاقات الثنائية، والتنسيق السياسي بين دبلوماسيتي البلدين في ما يتصل بالقضايا الإقليمية.
وأكد ملك الأردن، خلال اللقاء، الحرص على تطوير التعاون بينهما في مختلف المجالات بين البلدين، مشددا على أهمية تعزيز العمل العربي المشترك.
من جهة أخرى، وصل وزير الداخلية الجزائري كمال بلجود إلى المملكة العربية السعودية في زيارة يلتقي خلالها نظيره السعودي الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف بن عبد العزيز آل سعود، حيث سيتم خلال الزيارة بحث سبل التعاون الثنائي في المجالات ذات الاهتمام المشترك، ويزور معرض الدفاع العالمي الذي تقام فعالياته في العاصمة السعودية الرياض.
ويأتي إيفاد الوزراء والمبعوثين الجزائريين إلى عدد من العواصم العربية استباقا لاجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب المقرر في التاسع من مارس/آذار الحالي، والذي سيحسم بشكل رسمي موعد عقد القمة العربية المقبلة المقررة في الجزائر، وأجندتها السياسية، إذ ترغب الجزائرية في أن يكون موعد القمة عشية ذكرى تاريخية بالنسبة للجزائر، وهي اندلاع ثورة التحرير في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني (1954)، وهو موعد وصفه وزير الخارجية الجزائري لعمامرة في وقت سابق بأنه "يجمع بين الرمزية الوطنية التاريخية والبعد القومي العربي ويكرس قيم النضال المشترك والتضامن العربي وفقا للإجراءات المعمول بها في إطار المنظومة العربية".
وإضافة إلى مسألة التاريخ والموعد، فإن الأكثر أهمية بالنسبة للجزائر، هو الحرص على التوصل إلى جملة من التوافقات العربية حول أجندة القمة العربية المقبلة، خاصة بشأن جعل القضية الفلسطينية موضوعها المركزي ودعم جهود تحقيق المصالحة الفلسطينية ورفض التطبيع ولمّ الشمل العربي، وهي ملفات تتباين فيها بعض المواقف عربيا.