الجزائر تغلق أجواءها أمام الطائرات العسكرية الفرنسية المتجهة إلى الساحل

03 أكتوبر 2021
قرار الجزائر منع دخول الطائرات سيكلف فرنسا الكثير من المتاعب ( فرانس برس)
+ الخط -

قررت الجزائر إغلاق أجوائها أمام عبور الطائرات العسكرية الفرنسية التي تعبر في الغالب الأجواء الجزائرية عند توجهها إلى مناطق ودول الساحل، حيث توجد القوات الفرنسية في عدد من الدول مثل مالي والنيجر وتشاد وبوركينافاسو وأفريقيا الوسطى. وهو ما أكدته "فرانس برس" نقلاً عن الجيش الفرنسي.
وصرح مصدر مسؤول لـ"العربي الجديد"، أن وزارة الدفاع الجزائرية أبلغت نظيرتها الفرنسية وقف عبور كل أنواع الطائرات العسكرية الفرنسية. وجاء القرار الجزائري في سياق أزمة سياسية متفاقمة وردات فعل على التصريحات الصادمة والمثيرة للجدل من قبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ضد الجزائر والسلطة السياسية.

وتأتي هذه الخطوة بعد أن كانت الجزائر قد قررت استدعاء سفيرها من باريس للتشاور على خلفية تلك التصريحات.
وقال المصدر لـ"العربي الجديد"، إن الجزائر كانت تسمح بمرور الطائرات العسكرية التي تقوم بمهمات النقل والعمليات اللوجستية فقط دون غيرها من الطائرات المقاتلة التي توقف عبورها الأجواء الجزائرية قبل أكثر من ثلاث سنوات بعدما كان الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة قد سمح لها بالعبور لتنفيذ عمليات قتالية شمال مالي، في إطار مكافحة الإرهاب.

وقال مصدر مسؤول لـ"العربي الجديد"، إن قرار المنع دخل حيز التنفيذ فور صدوره، مؤكدًا رفض السلطات الجزائرية اليوم الرد على  طلب تقدمت به باريس قبل ثلاثة أسابيع لإصدار ترخيص عبور لطائرتين عسكريتين فرنسيتين كان من المقرر أن  تعبرا الأجواء الجزائرية اليوم الأحد، لنقل جنود إلى كل من مالي وتشاد. 

قرار الجزائر يعقد مهام عسكرية فرنسية

ومن شأن القرار الجزائري الجديد أن يعقّد  من مهمة القوات الفرنسية، خاصة تلك الموجودة في منطقة شمال مالي، حيث تقود باريس عملية عسكرية ضد تنظيمات مسلحة تتمركز هناك، كما تقود حملة مالي والنيجر وتشاد وبوركينافاسو، وأفريقيا الوسطى، بتمويل من الرياض وأبوظبي.
وتأتي هذه التطورات في أعقاب تصريحات للرئيس الفرنسي ماكرون خلال لقائه الخميس الماضي، مجموعة من الطلبة الجزائريين ومزدوجي الجنسية والفرنسيين من أبناء "الأقدام السوداء" (المعمرين السابقين في الجزائر).
وقال ماكرون خلال اللقاء حينها، إن الرئيس الجزائري تبون رهين لنظام متحجر، مشيرًا إلى أن "لديه اتصالات جيدة مع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، لكن الأخير يعيش ضمن نظام صعب"، في تلميح إلى أن الرئيس تبون محاصر بسبب هيمنة العسكر على السلطة، كما شكك ماكرون في وجود كيان للأمة الجزائرية قبل الاستعمار الفرنسي، وقال "هل كانت أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي، كان هناك استعمار سابق (يقصد الوجود العثماني في الجزائر)، أنا منبهر بقدرة تركيا على جعل الناس تنسى ذلك تماما، وتركز فقط على أننا المستعمرون الوحيدون للجزائر".

من جهته، قال الباحث المتخصص في قضايا دول الساحل مبروك كاحي في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن القرار الجزائري ستكون له تأثيرات عملية على الأرض، وسيعقد من مهمات القوات الفرنسية ويزيد من كلفتها، بل إنه سيزيد من حالة الارتباك التي يعيشها القرار العسكري الفرنسي في شمال مالي.
وكانت باريس قد أعلنت عن قرار الانسحاب من شمال مالي، وتعويض قواتها بقوة أخرى، ثم تم التراجع عن الانسحاب، وبدأ الحديث عن إعادة الانتشار، كما تم إرسال وزيرة الجيوش الفرنسية لإقناع باماكو بالعدول عن التعامل مع "فاغنر" الروسية، بحسب الباحث.
 وأضاف أن "قرار إغلاق الأجواء الجوية أمام الطائرات العسكرية سيزيد من ارتباك باريس ويضاعف من متاعبها، وسيجعلها تخسر وقتًا ثمينًا لتدارك ما يمكن تداركه"، ويوضح أن هذه القرار يأتي في وقت بدأت فيه موسكو بالدخول إلى المنطقة، الأمر الذي يوفر مجالًا لتكريس الفراغ الذي ستملأه "فاغنر" الروسية، خاصة مع وجود حديث عن تعاقد مع ألف عنصر من مقاتلي "فاغنر" لحماية السلطة في باماكو ومطاردة الجماعات الإرهابية.