كشفت السلطات الجزائرية عن استرجاعها من مخابئ مجموعة إرهابية جزءاً من العائدات المالية التي دفعتها فرنسا لتنظيم "أنصار الاسلام والمسلمين" في شمال مالي، في ما عرف بـ"صفقة صوفي بترونين"، والتي تمت بداية شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وأفاد بيان لوزارة الدفاع الجزائرية أنها دمرت خمسة مخابئ تحت الأرض ،كانت تستخدمها المجموعات المسلحة كمراكز لها في جبل بوطويل بمنطقة العنصر، في ولاية ججيل، شرقي الجزائر، حيث عثرت على مبلغ 80 ألف يورو، "تبين أنه يمثل دفعة أولى من عائدات الفدية التي كانت محل صفقة في شهر أكتوبر الماضي بمنطقة الساحل، وكانت ستستفيد منها فلول الجماعات الإرهابية المطاردة من طرف المصالح الأمنية بشمال الوطن".
ويلمح بيان الجيش إلى عائدات الصفقة الفرنسية مع التنظيم الإرهابي في شمال مالي بداية شهر أكتوبر الماضي، والتي دفعت فيها باريس تسعة ملايين يورو وأفرجت من السجون المالية عن 206 مقاتلين، بينهم جزائريون، مقابل إفراج التنظيم عن رهائن فرنسيين وغربيين أبرزهم الناشطة الفرنسية صوفي بترونين.
وذكرت وزارة الدفاع الجزائرية أن "عملية تدمير المخابئ واسترجاع المبلغ المالي، تمت بفضل معلومات واعترافات أدلى بها الإرهابي رزقان أحسن، المدعو أبو الدحداح، الذي ألقت عليه قوات الجيش القبض قبل أسبوعين خلال عملية تمشيط عسكرية في منطقة غابية ببلدة العنصر بولاية جيجل شرقي الجزائر، بعدما كان قد قضى 26 سنة في النشاط الإرهابي في صفوف الجماعات المسلحة.
ولم تكشف السلطات الجزائرية مزيداً من التفاصيل عن كيفية وصول هذه الأموال من شمالي مالي إلى جنوبي الجزائر ثم إلى منطقة تمركز المجموعة المسلحة في شمالي الجزائر، ومن هم الوسطاء الذين قاموا بإيصال المبلغ.
واضافة إلى استرجاع الجيش لهذا العائد المالي من الصفقة الفرنسية، اعتقل الجيش الجزائري إرهابيين جزائريين، كان قد أفرج عنهما في هذه الصفقة، الأول يدعى مصطفى الجزائري، وأوقف في 28 أكتوبر المنصرم، والثاني يدعى للحسين ولد عمار ولد مغنية، بعدما دخلا إلى التراب الجزائري قادمين من شمال مالي.
وكانت السلطات الجزائرية قد دانت بصورة رسمية إبرام هذه الصفقة بين باريس وتنظيم "أنصار الإسلام" في شمال مالي، بسبب مخاوف جزائرية من أن تستغل المجموعات الإرهابية عائدات هذه الصفقة لتهديد المصالح الجزائرية.