في الوقت الذي تتواصل فيه الاتصالات الإسرائيلية الأميركية بشأن سبل التعاطي مع البرنامج النووي الإيراني، تعهد رئيس أركان جيش الاحتلال أفيف كوخافي بمواصلة استهداف البرنامج.
وفي كلمة ألقاها مساء أمس الثلاثاء، في حفل تنصيب أهارون حليفا رئيساً جديداً لشعبة الاستخبارات العسكرية "أمان"، خلفاً لتامير هايمان رئيس الشعبة الحالي، قال كوخافي: "من واجبنا توفير ردّ متاح وفعال، وسنواصل تدمير القدرات الإيرانية، رغم أن قدرات إيران النووية والعملياتية متقدمة ومتطورة، لكن بفضل شعبة الاستخبارات يعرف الجيش الإسرائيلي الكثير عما يحدث في إيران".
وهدد كوخافي في الكلمة التي نقلتها "قناة 12" الإسرائيلية، بأن تكون العمليات الإسرائيلية التي ستستهدف المشروع النووي الإيراني مستقبلاً "أكثر إبداعاً"، قائلاً: "مهما كانت التطورات في الملف النووي (الإيراني)، فمن واجبنا توفير استجابة متاحة وفعالة، فجميع أجهزة المخابرات شريكة في هذا الجهد، مقارنة بالعمليات السابقة (التي نفذتها إسرائيل)، فإن العمليات المُستقبلية ستكون أكثر إبداعاً"، على حدّ تعبيره.
من ناحيته، قال هايمان في الحفل، إن "التحدي الإيراني يمثل تحدياً سواء على صعيد التطور المقلق في المجال النووي، أو على صعيد التداعيات الإقليمية للتطور العلمي المتعلق بالقدرات التقليدية، وتحديداً الطائرات بدون طيار التي حققتها إيران"، مشيراً إلى أن طهران تُعدّ مصدر التمويل والتوجيه لعدد من قوى أخرى في حالة عداء مع إسرائيل.
وجاءت تصريحات كوخافي هذه قبيل انتهاء اللقاء الذي جمع في البيت الأبيض كلاً من مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان ونظيره الإسرائيلي إيال حولتا على هامش التئام "منتدى الحوار الاستراتيجي" المشترك بين الجانبين، والمتعلق بسبل مواجهة البرنامج النووي الإيراني.
ويستدل من النقاشات داخل جلسة أمس، على استمرار الخلافات بين الجانبين في كل ما يتعلق بأنماط التعاطي مع الملف النووي الإيراني.
ففي الوقت الذي هدد كوخافي بتصعيد العمليات الهادفة لضرب المشروع النووي الإيراني، قال المعلق السياسي لموقع "والاه" براك رفيد، إن سوليفان أكد على مسامع حوليتا أن "الولايات المتحدة ما زالت ترى في الدبلوماسية الطريق الأفضل لمنع إيران من الحصول على سلاح نووي".
وفي تغريدة على حسابه على "تويتر"، لفت رفيد إلى أن سوليفان شدد على أن الولايات المتحدة يمكنها أن تبحث "إمكانيات عمل أخرى" في مواجهة النووي الإيراني فقط في حال فشلت الدبلوماسية.
وذكر موقع "والاه" أن "منتدى الحوار الاستراتيجي" الأميركي الإسرائيلي المشترك قد عقد عدة لقاءات، منذ أن تولى الرئيس جو بايدن مقاليد الحكم في واشنطن.
من ناحيته، علّق الباحث المتخصص في الشأن الإيراني في "معهد السياسة والاستراتيجية" التابع لـ "مركز هرتسليا متعدد الاتجاهات" داني سيترونفش، في تغريدة على حسابه على "تويتر"، على ما دار في لقاء سوليفان وحولتا، محذراً من أنه في حال لم يحدث تحول في الموقف الإسرائيلي، فإن تواصل الخلاف مع الولايات المتحدة بشأن أنماط التعاطي مع الملف النووي الإيراني "سيمس بقدرة الطرفين على بناء استراتيجية مشتركة".
وفي سياق متصل، قال مصدر أميركي إن إدارة بايدن ترفض الطلب الإيراني بالإفراج عن الأموال الإيرانية في الولايات المتحدة. ونقل موقع "واللاه" عن المصدر قوله إن واشنطن لا يمكن أن توافق مسبقاً على طلب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، بأن تفرج الولايات المتحدة عن عشرة مليارات دولار من الأموال الإيرانية فقط مقابل أن تعود طهران إلى طاولة التفاوض.
وبحسب المصدر، فإنه على الرغم من الشرط الذي وضعه عبد اللهيان، هناك مؤشرات على أن طهران معنية بالعودة إلى المفاوضات غير المباشرة مع واشنطن في "فيينا" خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل. وأضاف أن هناك توافقاً في التقييم الأميركي الإسرائيلي بشأن وضع البرنامج النووي الإيراني، وأنه أحرز تقدماً كبيراً منذ أن قررت إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب التخلي عن الاتفاق النووي.