التطورات الميدانية في سورية اليوم: قصف متجدد على إدلب ودرعا وشحنة أسلحة للمليشيات الإيرانية
جدّدت قوات النظام السوري، صباح اليوم الإثنين، خرق وقف إطلاق النار في إدلب، شمال غربي البلاد، بينما أصيب عنصران من قوات النظام بهجوم جديد طاولهما في ريف القنيطرة، جنوبي البلاد.
وقال الناشط مصطفى المحمد لـ"العربي الجديد"، إن قوات النظام جدّدت قصفها المدفعي والصاروخي، صباح اليوم، على قريتي سفوهن والفطيرة في جبل الزاوية، جنوبي إدلب، متسببة بأضرار مادية في ممتلكات المدنيين، فيما شهدت سماء المنطقة تحليقاً مكثفاً للطيران الحربي الروسي، إضافة لتحليق الطيران المروحي.
وذكرت مصادر لـ"العربي الجديد"، أن خمس طائرات حربية أقلعت من قاعدة حميميم وحلقت فوق المنطقة، إضافة إلى إقلاع أربع مروحيات روسية من معسكر المجنزرات في ريف حماة، وتحليقها فوق الحدود الإدارية بين حماة وإدلب من دون تنفيذ ضربات.
وكان القصف من قوات النظام قد أسفر، أمس الأحد، عن مقتل شخصين وإصابة عشرة آخرين على الأقل في ريفي حلب وإدلب الخاضعين لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين روسيا وتركيا.
ونفت مصادر تحدثت لـ"العربي الجديد"، مزاعم إعلام النظام بأن الأخير يقوم بالردّ على خروقات فصائل المعارضة، مؤكدة أن الفصائل هي التي تقوم بالردّ على خروق النظام وليس العكس.
إصابة عنصرين للنظام في ريف القنيطرة
وفي جنوبي البلاد، تحدثت مصادر لـ"العربي الجديد" عن إصابة اثنين من عناصر قوات النظام بجروح خطيرة جراء استهدافهما من قبل مجهولين بعبوة ناسفة خلال مرورهما في بلدة القصيبة بريف القنيطرة. وذكرت المصادر أنه جرى نقل العنصرين إلى مستشفى بلدة الخان، ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الاستهداف.
وفي الثالث والعشرين من الشهر الجاري، قال الناشط أبو محمد الحوراني، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن مجهولين هاجموا بعبوة ناسفة سيارة يستقلها عنصر من قوات النظام على طريق قرية نبع الصخر في محافظة القنيطرة، ما أدّى إلى مقتله على الفور وإصابة آخر كان برفقته، ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم.
من جهته، جدّد الطيران الحربي الروسي، صباح اليوم، عمليات القصف على مناطق متفرقة من البادية. وذكرت مصادر لـ"العربي الجديد"، أن الطيران الحربي شنّ أكثر من 10 غارات على مناطق متفرقة في بادية حماة الشرقية، لم يتبين حجم الأضرار الناتجة عنها. وتأتي تلك الغارات في سياق عمليات التمشيط التي تجريها قوات النظام بالتعاون مع روسيا ضد خلايا تنظيم "داعش" في البادية.
جرحى بقصف للنظام على درعا وقواته تتكبد خسائر بهجمات مجهولين
وقال "تجمع أحرار حوران" المتخصص بنقل أخبار درعا السورية، إن قوات النظام قصفت بالمدفعية مدينة نوى في ريف درعا الغربي موقعة جرحى من المدنيين، وجاء ذلك بعيد مقتل وجرح عناصر من قوات النظام جراء استهداف سيارة عسكرية كانت تقل عناصر من فرع الأمن العسكري على طريق نوى الشيخ سعد.
ويُعدّ القصف الأول من نوعه منذ خضوع المدينة لاتفاق التسوية والمصالحة مع النظام وفق شروط الأخير. وكانت المنطقة قد شهدت في وقت سابق عدة هجمات من مجهولين على قوات النظام كبدتها خسائر بشرية.
وذكر التجمع أن المنطقة التي شهدت الهجوم تشهد أيضاً استنفاراً أمنياً كثيفاً من قوات النظام، فيما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم.
وقال الناشط محمد الحوراني لـ"العربي الجديد"، إن الهجوم على قوات النظام تسبب بمقتل ثلاثة عناصر على الأقل من الأمن العسكري وجرح اثنين آخرين على الأقل.
إلى ذلك، قالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إن مجهولين يرجح أنهم من خلايا تنظيم "داعش" هاجموا موقعاً لقوات النظام عند الطريق الواصل بين حلب وحماة في ناحية خناصر، مضيفة أن الهجوم أوقع قتلى وجرحى من قوات النظام.
وذكرت المصادر أن الهجوم جاء تزامناً مع استمرار قوات النظام في عمليات التمشيط بالمنطقة بدعم من الطيران الحربي الروسي، حيث شنّ الأخير عدة غارات منذ الصباح لم تتوضح نتائجها، ورغم استمرار عمليات التمشيط تستمر الهجمات من خلايا التنظيم ومجهولين.
وعلى صعيد متصل بدرعا، قضى مُدرس ومُدرسة اليوم الإثنين، وجرح مدنيون آخرون بينهم طلاب مدارس، إثر قصف مدفعي لقوات النظام السوري استهدف الأحياء السكنية في نوى وذلك لحظة خروج الطلاب من مدارسهم.
وقال الناشط أبو البراء الحوراني في حديث لـ "العربي الجديد"، إن "المعلم عوض أبو السل والمُعلمة جيهان مُطلق المذيب قُتلا عصر اليوم الإثنين، وأُصيب تسعة مدنيين آخرين بينهم حالات خطرة وطلاب مدارس، إثر قصف من قبل قوات النظام السوري المتمركزة في كتيبة السحيلية والدلي التابعة لـ (اللواء 61) بأكثر من 14 قذيفة مدفعية وهاون استهدف محيط منطقة الكراج، وساحة أبو السل، ومحيط مدرسة المطخ، وسوقا حيويا في مدينة نوى غرب محافظة درعا".
ولفت الحوراني إلى أن "سبب القصف المكثف على مدينة نوى، جاء عقب مقتل أربعة عناصر من فرع الأمن العسكري التابع للنظام السوري، وإصابة عنصر خامس بجراح خطرة، نتيجة استهداف سيارتهم العسكرية بعبوة ناسفة على الطريق الواصل بين مدينة نوى وبلدة الشيخ سعد غرب محافظة درعا صباح اليوم".
ونوه الحوراني إلى أن "قوات النظام انتظرت حتى خروج الطلاب من المدارس وبدأت بالقصف على مدينة نوى، وذلك بهدف إيقاع أكبر قدر ممكن من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين"، مضيفاً أن "المدة الزمنية بين استهداف سيارة الأمن العسكري والقصف المدفعي على مدينة نوى تجاوز الثلاث ساعات".
وأكد الحوراني أن "قوات النظام اعتقلت خمسة شبان مدنيين، عصر الإثنين، إثر عمليات دهم طاولت عدة منازل للمدنيين على طريق قرية الشيخ سعد في مدينة نوى غرب محافظة درعا، مكان استهداف سيارة الأمن العسكري صباح اليوم".
وصول شاحنات أسلحة وذخائر إلى مركز للمليشيات الإيرانية
من جهته، قال "المرصد السوري لحقوق الإنسان" إن خمس شاحنات محمّلة بالأسلحة والذخائر وصلت إلى مركز التليلة الذي تتخذه المليشيات المحلية الموالية لإيران موقعاً لها شرقي مدينة تدمر، شرق محافظة حمص. وقال المرصد إن الشاحنات مغطاة بمواد علفية للتمويه، تبعها دخول آليات محملة بآليات حفر قادمة من مدينة البوكمال بريف دير الزور.
ويشير المرصد إلى أن مركز التليلة كان محمية طبيعية سابقاً، وعقب انسحاب تنظيم "داعش" من المنطقة، أصبحت المحمية قاعدة عسكرية للمليشيات الإيرانية ومركزاً لتدريب المنتسبين المحليين لصفوف تلك المليشيات.
وفي شأن متصل، تحدث المرصد عن إصابة عنصرين من قوات النظام بانفجار لغم أرضي من مخلفات الحرب في مدينة تدمر، وذلك أثناء قيامهما بالتجول والبحث في منازل مهجورة ومدمرة في المدينة.
أهالي قرية المزرعة يطردون الشرطة العسكرية الروسية
قوات النظام تعثر على جثتين لعنصرين من مليشيا "الدفاع الوطني" في الرقة
في غضون ذلك، قُتل طفلان لم تتجاوز أعمارهم العشرة أعوام، إثر انفجار قنبلة عنقودية من مخلفات الحرب كانا يلعبان بها ضمن الأراضي الزراعية المحيطة بقرية الحلونجي غرب مدينة جرابلس الواقعة ضمن منطقة "درع الفرات" شرق محافظة حلب.