قصفت البوارج الروسية، فجر الأحد، مواقع مفترضة لتنظيم "داعش" في البادية السورية، فيما دفعت قوات النظام السوري بتعزيزات إلى منطقة بادية الميادين بريف دير الزور، وذلك بعد الهجوم الذي استهدف قوات النظام قبل يومين في المنطقة، وأسفر عن مقتل وإصابة عشرات العناصر، وتبناه التنظيم.
وذكرت وكالة "سبوتنيك" الروسية، أن البوارج الحربية الروسية استهدفت من قبالة السواحل السورية مواقع تابعة لتنظيم "داعش" في البادية السورية.
ونقلت الوكالة عن مصدر عسكري روسي قوله إنه "بناء على معلومات استخبارية دقيقة متقاطعة مع عمليات استطلاع واسعة أجرتها القوات الجوية الروسية، جرى تدمير أحد مقرات تنظيم "داعش بين باديتي حماة وحمص، بعد منتصف ليلة السبت".
وأوضح المصدر أن القصف جرى عبر منصات أحد البوارج الروسية الراسية قبالة السواحل السورية.
وكان تنظيم "داعش" قد تبنى الهجوم الذي استهدف الخميس الفائت قوات النظام السوري بريف دير الزور الشرقي، وخلّف أكثر من 20 قتيلاً.
وقال التنظيم، في بيان له، الجمعة، إن مجموعة من مقاتليه نصبوا كميناً محكماً لحافلتين عسكريتين كانتا تقلان عشرات العناصر من "الفرقة 17" التابعة لقوات النظام السوري، وجرى استهدافهما "بنيران كثيفة وعدد من القذائف الصاروخية"، ما أدى إلى احتراق حافلة وإعطاب الأخرى، ومقتل نحو 40 من قوات النظام، وذلك بالقرب من قرية معيزيلة التابعة لمدينة الميادين شرقي دير الزور، وفق البيان.
تعزيزات عسكرية للنظام إلى البادية
وفي سياق متصل، توجه رتل عسكري كبير لقوات النظام، من منطقة التياس شرق حمص إلى منطقة بادية الميادين بريف دير الزور، يتكون من عشرات الجنود من قوات خاصة ومشاة، ولواء مدفعية ودبابات.
وذكر "المرصد السوري لحقوق الانسان" أن التعزيزات ضمت دبابات حديثة، ومدافع ميدانية، ومدفعية هاون، وحافلات وعربات نقل، وذلك بهدف القيام بحملة تمشيط في المنطقة، كما يبدو بعد الهجوم المذكور.
وكانت وزارة الخارجية، التابعة للنظام، قد اتهمت القوات الأميركية المنتشرة شرقي سورية بالوقوف وراء الهجوم على قواتها في بادية الميادين بريف دير الزور. وقالت في بيان لها، أمس السبت، إن القوات الأميركية "ارتكبت جريمة مع تنظيماتها الإرهابية باستهداف قواتنا جنوب شرق دير الزور".
هجوم على قوات "قسد"
إلى ذلك، أعلنت قوى الأمن الداخلي (الأسايش) التابعة لـ"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) اليوم الأحد، عن إصابة عنصرين لها باستهداف سيارة على الطريق الواصل بين بلدة الهول والحسكة، شمال شرقي سورية.
وقال المركز الإعلامي لـ"الأسايش"، في بيان، إن إحدى سياراتها تعرضت لاستهداف بعبوة ناسفة لاصقة على طريق الهول والحسكة، مساء أمس السبت، ما أدى إلى إصابة عنصرين بجروح متفاوتة، وجرى نقلهما إلى أحد مشافي الحسكة لتلقي العلاج.
وشمال غربي البلاد، تبادلت قوات النظام السوري وفصائل المعارضة القصف المدفعي صباح اليوم الأحد على أكثر من محور. وذكرت معرفات مقرّبة من غرفة عمليات "الفتح المبين" أن مدفعية الفصائل استهدفت مقرات قوات النظام في قرية البوابية بريف حلب الجنوبي، وحققت إصابات مباشرة بين عناصرها.
من جانبها، قصفت قوات النظام السوري العديد من القرى في أرياف إدلب وحلب وحماة واللاذقية، وطال القصف بشكل خاص بلدة الفطيرة في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، ما تسبب بدمار كبير في ممتلكات المدنيين، كما قصفت مدفعية النظام والمليشيات الموالية له، قرى عين عيسى والكبينة شمال اللاذقية.
التحالف ينفي تعرضه لهجوم
من جهة أخرى، نفى التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة، الأنباء التي تحدثت عن تعرض قواعد له شرقي سورية لهجمات بالقذائف. وأوضح بيان التحالف أن دوي الانفجارات التي سمعت في المنطقة ناجم عن تدريبات تقوم بها قواته.
وكانت مجموعة تطلق على نفسها "المقاومة الشعبية في المنطقة الشرقية" قد أعلنت مسؤوليتها عن استهداف قواعد الشدادي، وكونيكو، والعمر، التابعة للتحالف الدولي شرقي سورية، وهو ما تردد أيضاً في بعض وسائل الإعلام الروسية، وتلك المقربة من النظام السوري.
غير أن المصادر الميدانية لم تشر إلى أي استهداف للقواعد الأميركية في تلك المنطقة فجر اليوم الأحد، وفق هذه المزاعم.
وذكر مصدر محلي لـ"العربي الجديد" أن صاروخين سقطا على ضفاف الفرات من جهة سيطرة قوات النظام والمليشيات الإيرانية المقابلة لقاعدة التحالف الدولي في حقل كونيكو للغاز بريف دير الزور، انطلقا من مناطق سيطرة المليشيات الإيرانية في محيط مدينة دير الزور، دون وقوع خسائر بشرية.
وأوضح المصدر أن القصف ربما كان يستهدف القاعدة الأميركية، لكن الصاروخين سقطا في مناطق سيطرة قوات النظام، وليس في القاعدة الأميركية على الضفة الأخرى من نهر الفرات.
الشمال السوري: قرار لـ"الحكومة المؤقتة" لضبط الوضع الأمني
وفي سياق منفصل، أعلنت وزارة الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة، الأحد، نقل إدارة الحواجز العسكرية في مناطق الشمال السوري إلى الشرطة العسكرية، التابعة لها بدلاً عن إدارتها من قبل فصائل.
وقالت "الحكومة المؤقتة" في بيان لها، الأحد، إنها نقلت جميع الحواجز على الطرق التي كانت تُسيطر عليها الفصائل سابقاً إلى وزارة الدفاع، وأكدت أن القرار هو "جزء من مراحل تحوّل الجيش الوطني".
وبحسب البيان خفضت "الحكومة المؤقتة" عدد نقاط الحواجز بشكل كبير على الطرق شمالي حلب إلى أكثر من 600 نقطة، تبعاً للقرار.
وأضافت أن الشرطة العسكرية بدأت بالتحكم في نقاط التفتيش على مداخل المدن وعلى الطرق بين المدن، وخفضت عدد نقاط التفتيش بنسبة 85 بالمئة.
وأكدت الحكومة المؤقتة أنه بعد تخفيض عدد نقاط التفتيش ونقلها إلى الشرطة العسكرية، توقفت الاشتباكات بين المجموعات المسلحة التي أدت أحيانا إلى وقوع ضحايا مدنيين.
وتعاني مناطق سيطرة فصائل الجيش الوطني السوري منذ سنوات من فلتان أمني وحوادث خطف واقتتالات فصائلية، وسط مطالب بتحييد الفصائل عن الحياة المدنية ونقل المقار العسكرية إلى خارج التجمعات السكنية.
من جانب آخر، أفاد مراسل العربي الجديد في الحسكة أن عنصرين من قوات النظام السوري أصيبا بجروح، الأحد، في استهداف مسيرة تركية نقطتين عسكريتين لقوات النظام في ريف منبج.