استمع إلى الملخص
- بعد عملية "طوفان الأقصى"، كثفت الاستخبارات الأميركية مراقبتها لتحركات السنوار، الذي كان يرى أنه سيستشهد خلال الحرب الإسرائيلية على غزة، مما أثر على مفاوضات وقف إطلاق النار ومستقبل الحرب.
- يحيى السنوار، الذي أفرج عنه في صفقة شاليط، كان شخصية غامضة وقوية في حماس، معروفًا بمعرفته العميقة بالعقلية الإسرائيلية وقدرته على التفاوض.
قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، أمس الخميس، إنّ الجيش الأميركي لم يكن له دور في عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار على يد الاحتلال الإسرائيلي، لكنها أوضحت أنّ معلومات المخابرات الأميركية ساهمت في فهم الاحتلال لتحركات قادة حركة حماس. وقال المتحدث باسم البنتاغون باتريك رايدر "كانت هذه عملية إسرائيلية. لم تشارك قوات أميركية بشكل مباشر".
وأضاف "الولايات المتحدة ساعدت في تقديم معلومات المخابرات في ما يتعلق باستعادة الرهائن (المحتجزين الإسرائيليين) وتحديد مكان وجود قادة حماس المسؤولين عن احتجاز الرهائن وتعقبهم. ومن المؤكد أن هذا يساهم بصورة عامة".
وأدلى رايدر بتعليقاته بعد حديث للرئيس الأميركي جو بايدن عن اغتيال السنوار والذي قال فيه إنه أمر قوات العمليات الخاصة والمخابرات الأميركية بمساعدة الاحتلال الإسرائيلي في مطاردة السنوار وغيره من قادة المجموعات المسلحة بعد عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها "حماس" بالاشتراك مع فصائل المقاومة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، رداً على جرائم الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكاته.
وكانت صحيفة نيويورك تايمز قد ذكرت في تقرير، بداية الشهر الحالي، أنّ الاستخبارات الأميركية كانت تتابع منذ وقت طويل "تحركات ودوافع" يحيى السنوار، مشيرة إلى أنه بعد السابع من أكتوبر كثفت وكالات الاستخبارات أعمال التجسس على زعيم حركة حماس، وشكلت خلية من أجل دراسة تحركاته ومطاردته. وأضافت بناء على ما قالت إنه استنتاجات للاستخبارات الأميركية، أن السنوار كان يرى منذ وقت طويل أنه سيستشهد خلال الحرب التي تشنها إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي على قطاع غزة.
مع إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي اغتيال مهندس عملية طوفان الأقصى يحيى السنوار، تدخل مفاوضات وقف إطلاق النار وملف المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزّة، ومعهما مستقبل الحرب على غزة، نفقاً مجهولاً، خصوصاً أن الرجل الأول في حماس كان مسؤولاً عن ملف المفاوضات خلال الحرب الحالية.
والسنوار المولود في عام 1962 بمدينة خانيونس، جنوبي قطاع غزة، لم يظهر للعلن منذ السابع من أكتوبر الماضي، وقبلها أيضاً لم يكن كثير الظهور منذ إطلاق سراحه في صفقة الأسير الإسرائيلي جلعاد شاليط في عام 2011، وهي الصفقة التي تأخر إنجازها لأن كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكرية لحركة حماس، أصرّت على إدراجه في قائمة المفرج عنهم.
وفي الكواليس والغرف المغلقة، يقول كثيرون إنّ الرجل الذي كان يتحدث اللغة العبرية بطلاقة، واحد من أكثر قادة حماس معرفة بالعقلية الإسرائيلية وطريقة تفكيرها، وقد نجح في أوقات سابقة في ما يمكن وصفه "ابتزاز" إسرائيل ودفعها إلى تقديم تسهيلات وتخفيف القيود على سكان القطاع.
وحتى قبل إعلان حركة حماس اختيار يحيى السنوار رئيساً لمكتبها السياسي خلفاً للراحل إسماعيل هنية، كان الرجل القوي في الحركة يحاط بكثير من الغموض، وبمحطات مفصلية عديدة أدت إلى صقل هويته الشخصية والأمنية والسياسية والعسكرية، من تأسيسه لجهاز أمني في شبابه، حتى اعتقاله لـ23 عاماً في السجون الإسرائيلية، ومن ثم الإفراج عنه في صفقة "وفاء الأحرار"، وتسلمه مهام رئاسة حماس في القطاع لدورتين وصعوده لأعلى هرم القيادة التنظيمية.
(رويترز، العربي الجديد)