إحاطة لوزير الدفاع الأميركي لويد أوستن حول الخطوط العريضة لإستراتيجية الدفاع 2022 (Getty)
أظهرت إستراتيجية جديدة لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، أنّ الصين ما تزال تشكل التحدي الأمني الأكبر للولايات المتحدة على الرغم من الحرب الروسية في أوكرانيا، كما أوضحت أنّ تهديد بكين سيحدد كيفية تجهيز الجيش الأميركي وتشكيله في المستقبل.
في حين تقول الوثيقة التي، صدرت الخميس، إنّ الصراع مع الصين "ليس حتمياً ولا مرغوباً فيه"، إلا أنها تشير إلى محاولة لمنع "هيمنة بكين على مناطق رئيسية"، في إشارة واضحة إلى التعزيز العسكري العدواني لبكين في بحر الصين الجنوبي، وزيادة ضغطها على جزيرة تايوان المتمتعة بالحكم الذاتي.
كما تحذر الإستراتيجية الدفاعية الأميركية من أنّ الصين تعمل على تقويض تحالفات الولايات المتحدة في المحيطين الهندي والهادئ، وتستخدم جيشها المتنامي لإكراه وتهديد الجيران.
في الوقت نفسه، تشير الوثيقة غير السرية، المكونة من 80 صفحة، إلى حرب روسيا في أوكرانيا، وتقول إنّ موسكو تشكّل "تهديداً خطيراً" على الولايات المتحدة وحلفائها من خلال الأسلحة النووية والعمليات السيبرانية والصواريخ بعيدة المدى.
وتحذر الإستراتيجية من أنه مع استمرار نمو الشراكة بين الصين وروسيا، فإنهما "تفرضان الآن تحديات أكثر خطورة على السلامة والأمن في الداخل (الأميركي)، حتى في ظل استمرار التهديدات الإرهابية".
وإلى هذا، قال مسؤول دفاعي بارز، أطلع مراسلي البنتاغون بشرط عدم الكشف عن هويته قبل إصدار الوثيقة الدفاعية، إن ذلك يعكس مواجهة الولايات المتحدة للمرة الأولى منافسين رئيسيين مسلحين نووياً: هما روسيا والصين.
كانت الإستراتيجية الدفاعية السابقة، التي صدرت عام 2018 في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، عكست التحول الأساسي للجيش الأميركي من التركيز على مواجهة المتطرفين إلى ضرورة الاستعداد للحرب مع قوة عظمى.
وتزيد الإستراتيجية الدفاعية لعام 2022 من التركيز على الحلفاء كعنصر أساسي في الدفاع الأميركي، ما يسلط الضوء على جهود إدارة الرئيس جو بايدن الأوسع لإصلاح العلاقات مع الدول الشريكة التي تسبب ترامب في انقسامها.
ويقع في القلب من الوثيقة الجديدة مفهوم "الردع المتكامل"، ما يعني أنّ الولايات المتحدة ستستخدم مزيجاً واسعاً من القوة العسكرية، بما فيها الترسانة النووية الأميركية، والضغوط الاقتصادية والدبلوماسية والتحالفات القوية لإثناء العدو عن الهجوم.
وخلصت الإستراتيجية إلى أنّ الصين تظل "المنافس الإستراتيجي الأكثر أهمية للعقود القادمة"، بينما تظل روسيا تمثل تهديداً "حاداً".
كما حذّر البنتاغون في استراتيجيته النووية الجديدة، من أن تنفيذ كوريا الشمالية لضربة نووية سيعني "نهاية نظام" بيونغ يانغ.
وقالت وزارة الدفاع الأميركية في هذه الوثيقة إنّ "أي هجوم نووي من جانب كوريا الشمالية ضد الولايات المتحدة أو حلفائها وشركائها سيكون مرفوضاً، وسيؤدي إلى نهاية هذا النظام. ليس هناك أي سيناريو يستطيع نظام كيم أن يستخدم فيه أسلحة نووية ويبقى".
(فرانس برس، أسوشييتد برس)