ألقى قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، خطاباً عاماً نادراً اليوم الاثنين في أول جولة له خارج العاصمة منذ اندلاع الصراع مع قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، في منتصف أبريل/ نيسان الماضي.
وفي مدينة بورتسودان الساحلية الشرقية، قال البرهان إن العملية العسكرية التي شاركت فيها قوات بحرية وجوية مكنته من مغادرة مقر الجيش بالعاصمة الخرطوم بأمان. وأضاف أن شخصين قُتلا في العملية.
ولا يُعرف على وجه الدقة، كيف خرج البرهان من مقر القيادة ووصل إلى أم درمان، غربي الخرطوم، يوم الخميس، لا سيما في ظل الانتشار الواسع لقوات الدعم السريع على المسافة بين الخرطوم وأم درمان، وسيطرتها على الكباري والجسور الرابطة بين المدينتين.
وقد أدى الصراع إلى تحول العاصمة إلى ساحة معركة، حيث تسيطر قوات الدعم السريع على مساحات شاسعة من المدينة. وكانت قيادة الجيش العسكرية، حيث يعتقد أن البرهان يقيم فيها منذ أبريل/ نيسان، واحدة من بؤر الصراع، حيث تحاصرها قوات الدعم السريع.
وقال البرهان إنه لم يتم التوصل إلى اتفاق "مع الخونة أو مع أي جهة خارج الشعب السوداني" لتسهيل مغادرته العاصمة.
ووفقاً للتقديرات، فقد تسببت أعمال العنف في السودان في مقتل ما لا يقل عن 4000 شخص، وفقاً لليز ثروسيل، المتحدثة باسم مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة. لكن النشطاء والأطباء على الأرض أشاروا إلى أن عدد القتلى من المرجح أن يكون أعلى بكثير.
وكشف دقلو، في بيان صدر في وقت متأخر الأحد، عن مبادرة جديدة يمكن أن تستأنف محادثات السلام بين الجانبين.
وتدعو الخطة التي تتألف من 10 نقاط والتي تحمل عنوان "ولادة السودان من جديد" إلى وقف دائم لإطلاق النار وإجراء انتخابات ديمقراطية وتشكيل جيش موحد.
جرت مفاوضات السلام الرسمية بوساطة أميركية وسعودية في مدينة جدة خلال شهري مايو/ أيار ويونيو/ حزيران. برغم ذلك، تم تأجيل المحادثات رسمياً أواخر يونيو/ حزيران، حيث انتقد الوسيطان قوات الدعم السريع والجيش بسبب انتهاكهما المستمر للهدنة التي تم الاتفاق عليها.
وتم التوصل إلى تسع اتفاقيات لوقف إطلاق النار على الأقل منذ اندلاع الصراع في أبريل/ نيسان الماضي، وقد انهارت جميعها.
(أسوشييتد برس، العربي الجديد)