وصل رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان قائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، اليوم الثلاثاء، إلى مطار العلمين الدولي في مصر، وكان في استقباله الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وهذه أول مرة يغادر فيها البرهان السودان منذ بدء الاشتباكات مع قوات الدعم السريع في 15 إبريل/ نيسان الماضي.
وصرّح المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في بيان لها، اليوم الثلاثاء، بأنّ السيسي أكد خلال اللقاء "اعتزاز مصر الكبير بما يربطها بالسودان على المستويين الرسمي والشعبي من أواصر تاريخية وعلاقات ثنائية عميقة"، مؤكداً "موقف مصر الثابت والراسخ بالوقوف بجانب السودان، ودعم أمنه واستقراره ووحدة وسلامة أراضيه، خاصةً خلال الظروف الدقيقة الراهنة التي يمر بها، أخذاً في الاعتبار الروابط الأزلية والمصلحة الاستراتيجية المشتركة التي تجمع بين البلدين الشقيقين".
بدوره أعرب البرهان، وفق البيان، عن "تقديره البالغ للعلاقات الأخوية المتينة بين البلدين الشقيقين، مشيداً بالمساندة المصرية الصادقة للحفاظ على سلامة واستقرار السودان في ظل المنعطف التاريخي الذي يمر به، خاصةً من خلال حُسن استقبال المواطنين السودانيين بمصر"، مؤكداً "تقدير بلاده للدور الفاعل لمصر بالمنطقة والقارة الأفريقية".
وأضاف المتحدث الرسمي أنّ اللقاء "شهد استعراض تطورات الأوضاع في السودان، والتشاور حول الجهود الرامية لتسوية الأزمة حفاظاً على سلامة وأمن السودان الشقيق، على النحو الذي يحافظ على سيادة ووحدة وتماسك الدولة السودانية، ويصون مصالح الشعب السوداني الشقيق وتطلعاته نحو المستقبل".
وتناول اللقاء كذلك، وفق البيان، "تطورات مسار دول جوار السودان، حيث رحّب رئيس مجلس السيادة السوداني بهذا المسار الذي انعقدت قمته الأولى مؤخراً في مصر". كما تطرقت المباحثات إلى "مناقشة سبل التعاون والتنسيق لدعم الشعب السوداني الشقيق، لاسيما عن طريق المساعدات الإنسانية والإغاثة، حتى يتجاوز السودان الأزمة الراهنة بسلام".
وكان مصدر دبلوماسي مصري قد كشف لـ"العربي الجديد"، أنّ البرهان سيُستقبَل في مطار العلمين بمراسم رسمية، وفقاً للبروتوكول المعمول به في استقبال قادة ورؤساء الدول، حيث سيكون في استقباله بالمطار الرئيس المصري.
وأوضح الدبلوماسي أنّ البرهان سيتوجه بعد زيارة مصر إلى المملكة العربية السعودية، ومنها إلى الإمارات.
وألقى البرهان خطاباً عاماً نادراً، أمس الاثنين، في أول جولة له خارج العاصمة منذ اندلاع الصراع مع قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، في منتصف إبريل.
وفي مدينة بورتسودان الساحلية الشرقية، قال البرهان إنّ العملية العسكرية التي شاركت فيها قوات بحرية وجوية مكنته من مغادرة مقر الجيش بالعاصمة الخرطوم بأمان، وأضاف أنّ شخصين قُتلا في العملية.
ولا يُعرف على وجه الدقة كيف خرج البرهان من مقر القيادة ووصل إلى أم درمان، غربي الخرطوم، يوم الخميس، لا سيما في ظل الانتشار الواسع لقوات الدعم السريع على المسافة بين الخرطوم وأم درمان، وسيطرتها على الكباري والجسور الرابطة بين المدينتين.
وتباينت الآراء حول الظهور المفاجئ للبرهان، الذي يخوض معارك شرسة ضد نائبه (حميدتي).
واعتبر مراقبون أن خطوات البرهان محسوبة بغرض إجراء تحركات سياسية تدعم موقفه التفاوضي، بينما رأى آخرون أن خروجه يدل على قرب انتهاء القتال، وثقته بقدرة الجيش على حسم المعركة قريباً.
(رويترز، العربي الجديد)