البرلمان العراقي يدعم مساعي الحكومة لإنهاء دور التحالف الدولي

05 مارس 2024
أكد يار الله استمرار اجتماعات اللجنة العسكرية العليا لإنهاء مهمة التحالف (الأناضول/أرشيف)
+ الخط -

يواصل أعضاء لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي دعمهم لمفاوضات حكومة محمد شياع السوداني مع التحالف الدولي لإنهاء دور الأخير في البلاد، وذلك على خليفة اشتداد التوتر الأمني ومقتل عناصر وقادة من الفصائل المسلحة العراقية بغارات أميركية رداً على هجمات تلك الفصائل على قواعد عراقية تستضيف قوات أميركية وقوات للتحالف.

وبالرغم من التصريحات الإيجابية للمسؤولين العراقيين، وأبرزهم رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، بشأن المفاوضات الجارية منذ نحو شهرين مع واشنطن، والتي تهدف إلى وضع جدول زمني لانسحاب القوات الأميركية، وإنهاء دور التحالف الدولي في العراق، إلا أن مسؤولين في التحالف يتحدثون عكس ذلك.

ونفى المبعوث الأميركي للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة إيان مكاري، مطلع الأسبوع الحالي، وجود خطة راهناً لانسحاب القوات الأميركية والتحالف الدولي من العراق، مؤكداً أن العراق يُعتبر دولة مؤسسة للتحالف الدولي ضد تنظيم داعش، وأن "العراق دولة مؤسسة للتحالف الدولي وتلعب دوراً قيادياً فيه، وليس هناك خطة حالياً للانسحاب من العراق، والتحالف يستفيد من التجربة العراقية في استهداف التنظيم".

في المقابل، أكد رئيس أركان الجيش العراقي الفريق عبد الأمير يار الله، الأحد، استمرار اجتماعات اللجنة العسكرية العليا لإنهاء مهمة التحالف الدولي في العراق. وأشار يار الله، الذي يترأس اللجنة العسكرية العليا، إلى "الاتفاق (مع واشنطن) على تشكيل لجنة عليا من العراق، وأيضاً لجنة عليا من قوات التحالف، تأخذ على عاتقها إنهاء مهمة التحالف الدولي وبتوقيتات زمنية".

وأوضح في تصريح نقلته وكالة الأنباء العراقية الرسمية أنه "تم تشكيل ثلاث لجان بعد انعقاد الجلسة الأولى برئاسة القائد العام للقوات المسلحة، الأولى تتعلق بتقييم داعش الإرهابي، والثانية لجنة البيئة العملياتية التي تتعلق بساحات العمليات، فيما تتمحور الثالثة حول قدرات القوات الأمنية العراقية، ونحن في الجانب العراقي شكلنا اللجان، حيث كانت لجنة تقييم داعش، ولجنة البيئة، والعملياتية، ولجنة القدرات".

وبيّن يار الله أن "التحالف الدولي تقتصر مهامه الآن على الإسناد الجوي، وليس لديه أي قوات عسكرية على الأرض، وهذا العمل مناط بقواتنا الأمنية بمختلف المسميات، من الجيش، والحشد الشعبي، وجهاز مكافحة الإرهاب، والشرطة الاتحادية".

ولفت رئيس أركان الجيش إلى أن "النقاش مع التحالف الدولي يركز على الجانبين الجوي والاستخباري"، مشيراً إلى أن "الرؤية العراقية هي إنهاء مهمة التحالف تماماً، وتحديد سقف زمني لذلك، مع الانتقال إلى مرحلة الشراكة الثنائية، وفق مذكرات تفاهم بين وزارة الدفاع العراقية وعدد من دول التحالف".

أعضاء في البرلمان العراقي: دور التحالف تجاوز السيادة

مُقرر لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي وعد قدو، أشار إلى أن "الحكومة مستمرة في مفاوضاتها مع الجانب الأميركي وأطراف التحالف الدولي للوصول إلى حلول بشأن إنهاء دور التحالف، الذي بات يتجاوز على القانون ويستهدف قادة أمنيين في الحشد الشعبي، ويقصف مقرات تابعة للدولة العراقية".

وأكد عضو البرلمان العراقي لـ"العربي الجديد"، اليوم الثلاثاء، أنّ "الوجود الحالي لقوات التحالف الدولي بات غير نظامي، لأنها تجاوزت على السيادة العراقية وخرقت الاتفاقات الأمنية".

من جانبه، بيَّن ياسر وتوت، وهو عضو آخر في لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي، أن "اللجنة التفاوضية مع التحالف الدولي هي لجنة حكومية وليست برلمانية، لكن لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي تطلع على مجريات المفاوضات، بالتالي فإن قرار إخراج الأميركيين أو إنهاء دور التحالف الدولي هو قرار حكومي كامل".

وأضاف عضو البرلمان العراقي، في حديثه مع "العربي الجديد"، أن "الرغبات السياسية ليست متفقة على إنهاء دور التحالف الدولي، لكن بكل الأحوال، الحكومة قادرة على اتخاذ القرارات وهذا ضمن صلاحياتها".

وتضغط القوى السياسية والفصائل المسلّحة الحليفة لإيران على حكومة السوداني من أجل حسم الملف وإنهاء الوجود الأميركي في العراق، في وقت تتجنب فيه واشنطن في المقابل في تعليقاتها، الحديث عن أي خطوة انسحاب قريبة لقواتها من العراق.

ويناقش المسؤولون من كلا البلدين قدرة بغداد على إدارة الملف الأمني، ومنع ظهور "داعش" مجدداً قبل الحديث عن أي جدول زمني للانسحاب وإنهاء دور التحالف الدولي وعمله في العراق، لكن مصادر مقربة من الحكومة قالت إنّ العراق لديه مخاوف من استخدام واشنطن الجانب المالي والاقتصادي أيضاً في الضغط على العراق لمنع أي خطوة أحادية من جانبه لا ترغب فيها واشنطن، وتتعلق بوجود أميركي عسكري في العراق.

ولم تنفذ الفصائل المسلحة في العراق المنضوية تحت مظلة "المقاومة الإسلامية" أي عملية تجاه المصالح الأميركية في البلاد منذ نحو شهر كامل، على الرغم من استمرار نشاط الطيران الأميركي في الأجواء العراقية، خاصة في بغداد والأنبار وإقليم كردستان.

ويوجد نحو 2500 عسكري أميركي في العراق ضمن "التحالف الدولي ضد الإرهاب" الذي تقوده واشنطن منذ سبتمبر/ أيلول عام 2014، ويتوزع الجنود على ثلاثة مواقع رئيسية في العراق، هي قاعدة عين الأسد في الأنبار، وقاعدة حرير في أربيل، ومعسكر فيكتوريا الملاصق لمطار بغداد الدولي، وليست كلّ هذه القوات أميركية، إذ توجد أيضاً قوات فرنسية، وأسترالية، وبريطانية، تعمل ضمن قوات التحالف، وأخرى ضمن بعثة حلف شمال الأطلسي (ناتو) في العراق.

المساهمون