وافق البرلمان الإيراني الذي يهيمن عليه المحافظون، اليوم الثلاثاء، على إحالة تقرير لجنة الصحة والعلاج، الذي يتهم الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني بـ"سوء إدارة" الوضع الناجم عن جائحة كورونا و"التسبب" في زيادة الوفيات والإصابات، إلى السلطة القضائية.
وأورد التقرير أن تأخر إيران في تقديم التلقيح العام المضاد لكوفيد 19 مقارنة بالدول الأخرى تسبب في ارتفاع الإصابات والوفيات، عازيا ذلك إلى "تأخر" وزارة الصحة التابعة للحكومة السابقة في توظيف الفرص لإنتاج لقاح داخلي مضاد لكورونا، و"ضعف الجهاز الدبلوماسي" في استيراد اللقاحات في وقت مناسب ونقص القوة العاملة والبنى التحتية اللازمة وشح الموارد المالية و"ضعف أداء وإدارة" الرئيس السابق.
وأشار تقرير البرلمانيين الإيرانيين إلى "عدم رضا عامة الشعب عن أداء اللجنة الوطنية لمكافحة كورونا والوزارات (في الحكومة السابقة) والرئيس حسن روحاني نفسه في احتواء الجائحة"، لافتا إلى "وجود تناقض ونواقص وأخطاء" في القرارات التي اتخذتها الحكومة السابقة في هذا الصدد، وفقا لما أوردته وكالة "مهر" الإيرانية.
وشهدت إيران حتى اليوم، خمس موجات متلاحقة لفيروس كورونا منذ بدء تفشي الجائحة في البلاد في فبراير/ شباط 2020، لكن الموجات السابقة لم تكن بخطورة وقساوة الموجة الخامسة التي بدأت خلال يونيو/ حزيران الماضي، وهو ما دفع السلطات الإيرانية إلى اتخاذ قرار بتعطيل البلاد بشكل كامل لأسبوع خلال أغسطس/ آب الماضي. وتجاوز عدد الوفيات والإصابات اليومي خلال الموجة الخامسة 700 و52 ألفا على التوالي قبل أن تنخفض خلال الشهرين الأخيرين إلى أقل من 200 وفاة يومية وأقل من 10 آلاف إصابة.
وسجلت إيران طفرة كبيرة في التلقيح العام خلال الشهور الثلاثة الأخيرة، منذ مجيء الحكومة الجديدة بقيادة إبراهيم رئيسي، لتصل اليوم الجرعات المقدمة من اللقاحات المضادة لكورونا في إيران إلى أكثر من 88 مليون جرعة، منها أكثر من 52 مليون إيراني تلقوا الجرعة الأولى فيما تلقى أكثر من 35 مليون شخص الجرعة الثانية، حسب آخر أرقام، التي أعلنتها المتحدثة باسم وزارة الصحة الإيرانية، سيما سادات لاري، اليوم الإثنين.
وتؤكد تقارير إعلامية أن هذه الكميات الكبيرة من اللقاحات تم إبرام عقود الحصول عليها في عهد الحكومة السابقة، لكنها وصلت في عهد الحكومة الحالية.
ووصل العدد الإجمالي للوفيات بسبب فيروس كورونا إلى 126 ألفا و456 حالة، وفقاً لإحصائيات وزارة الصحة، بينما بلغ إجمالي الإصابات خمسة ملايين و934 ألفا و495 حالة، فيما يرقد 3859 من المصابين في العناية المركّزة.