البرلمان الإيراني يطالب الحكومة بمراعاة 6 نقاط مع قرب التوصل إلى اتفاق في مفاوضات فيينا

20 فبراير 2022
تتعالى أصوات محافظة تحذر الحكومة من تكرار "أخطاء" الحكومة السابقة (فرانس برس)
+ الخط -

 

مع إعلان أطراف مفاوضات فيينا النووية بين إيران والمجموعة الدولية، قرب التوصل إلى اتفاق، مع الحديث عن بقاء قضايا عالقة ورمي كل من واشنطن وطهران الكرة في ملعب الآخر لاتخاذ قرارات سياسية لازمة لإحياء الاتفاق النووي، تتعالى أصوات محافظة في إيران تحذر الحكومة المحافظة من تكرار "أخطاء" الحكومة السابقة المدعومة من الإصلاحيين، من إبرام اتفاق يتجاهل "الخطوط الحمراء" الإيرانية.

إلى ذلك، تؤكد الخارجية الإيرانية التي تجري المفاوضات أنها ستبقى ملتزمة هذه الخطوط، وذلك في رسالة للقوى المحافظة في الداخل، فضلاً عن أطراف المفاوضات أيضاً، حيث قال وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان خلال لقائه مفوض السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل على هامش مؤتمر "ميونخ" للأمن إن "على الطرف الآخر أن يعلم أن طهران لن تتنازل عن خطوطها الحمراء"، مشيراً إلى أنه "لو لم تكن الابتكارات الإيرانية لما اقتربنا إلى اتفاق إلى هذا الحد".

وأضاف أمير عبداللهيان، وفق إفادة صحافية للخارجية الإيرانية، اليوم الأحد، أن "الوقت قد حان لتتخذ أميركا والدول الأوروبية الثلاث (بريطانيا وفرنسا وألمانيا) قرارات سياسية لازمة لتظهر إرادتها الحقيقية للتوصل إلى اتفاق في أسرع وقت ممكن".

وقالت الخارجية الإيرانية إن بوريل الذي يُعَدّ منسق الاتفاق النووي قدم وجهات نظره حول ملفات رفع العقوبات والالتزامات النووية والتحقق من رفع العقوبات والضمانات، مشيرة إلى أن الطرفين اتفقا على مواصلة المشاورات. 

كذلك قال وزير الخارجية الإيراني، خلال مؤتمر ميونخ، في رد على سؤال بشأن إمكانية التفاوض المباشر مع الولايات المتحدة الأميركية، إن "الأميركيين خلال الأسابيع الأخيرة دأبوا على مطالبتنا بالتفاوض المباشر عبر مختلف الوسطاء، لكننا أبلغناهم أن أفق مثل هذا التفاوض ليس واضحاً لنا، ولذلك لا حاجة له ما دام لا يحقق مكاسب".

ودعا الوزير الإيراني، واشنطن، إلى إبداء حسن النية من خلال اتخاذ "خطوة كبيرة مثل رفع بعض العقوبات"، مشيراً إلى أنها تبدي حسن النية في الكلام من دون أفعال "لكن ذلك ليس كافياً للتفاوض المباشر"، مطالباً إياها بالإفراج عن أموال إيرانية أو رفع بعض العقوبات كشرط للتفاوض المباشر.

وأضاف أمير عبداللهيان أن الرئيس الأميركي جو بايدن يواصل نهج سلفه دونالد ترامب، حسبما أوردت وكالة "تسنيم" الإيرانية للأنباء.

وكان "العربي الجديد" قد كشف، يوم الثالث من الشهر الجاري، نقلاً عن مصادره المطلعة عن أن "وساطات" بين إيران والولايات المتحدة "تسعى لجمع الطرفين إلى طاولة تفاوض مباشرة لدفع عملية التفاوض إلى الأمام".

وأشارت المصادر التي فضلت عدم الكشف عن هويتها إلى أن "إيران تشترط الحصول على تنازل كبير من الطرف الأميركي، سواء من خلال إبرام صفقة التبادل أو الإفراج عن أرصدة مجمدة لها، للموافقة على التفاوض المباشر".

البرلمان يراسل رئيسي حول المفاوضات

على صعيد متصل بمفاوضات فيينا، وجه أكثر من 250 نائباً في البرلمان الإيراني الذي يهيمن عليه المحافظون، اليوم الأحد، رسالة إلى الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بشأن هذه المفاوضات، مؤكدين ضرورة التزام الخطوط الحمراء فيها، مع الحديث عن ست نقاط، دعوا الحكومة إلى مراعاتها خلال المفاوضات. 

وجه أكثر من 250 نائبا في البرلمان الإيراني رسالة إلى الرئيس بشأن هذه المفاوضات، مؤكدين على ضرورة الالتزام بالخطوط الحمراء فيها

ودعا البرلمانيون الحكومة الإيرانية إلى "استخلاص العبرة من التجربة السابقة"، في إشارة إلى تجربة الحكومة السابقة في إبرام الاتفاق النووي، التي ينتقدها المحافظون، فضلاً عن المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، الذي قال الأسبوع الماضي إن الفريق المفاوض السابق لو كان يأخذ بتعليماته، لما آلت الأوضاع إلى ما هو عليه اليوم.

وناشد البرلمان الإيراني في بيانه الذي نشرته وكالة "خانه ملت" التابعة للمؤسسة التشريعية، الحكومة إلى "عدم إبرام أي اتفاق من دون الحصول على الضمانات اللازمة"، مع أخذ الخطوط الحمراء بالاعتبار، مؤكداً أن الإدارة الأميركية التي وصفها بأنها "إرهابية" والدول الغربية الأخرى، "عليها تقديم ضمانات بأنها لن تنسحب من الاتفاق النووي".

وأكد البرلمان الإيراني أن "على النظام الأميركي وبقية أطراف الاتفاق النووية التعهد بعدم استخدام آلية فضّ النزاع"، التي يمكن أيّاً من الأطراف الأخرى تفعيلها في حال ظهور خلافات لاحقاً لإعادة تدويل البرنامج النووي الإيراني وإعادة فرض العقوبات الأممية على طهران.

وشدد بيان البرلمانيين الإيرانيين على "ضرورة أن يتعهد النظام الأميركي والدول الأوروبية الثلاث للشعب الإيراني بإلغاء العقوبات التي فرضت عليه بذرائع واهية نووية وصاروخية وحقوق الإنسان".

وأضاف أن في أي اتفاق يجب أن تبادر أميركا وبقية الأطراف "المتقاعسة" بتنفيذ تعهداتها في رفع العقوبات و"تقوم إيران بعد التحقق من ذلك بتنفيذ التزاماتها" النووية.

إلى ذلك، تتواصل مفاوضات فيينا في غياب رؤساء وفود الترويكا الأوروبية (بريطانيا وفرنسا وألمانيا) الذين توجهوا إلى ميونخ لإجراء مباحثات على هامش المؤتمر بشأن تطورات مفاوضات فيينا.

والتقى مساء السبت، المندوب الروسي في مفاوضات فيينا، ميخائيل أوليانوف مع كبير المفاوضين الإيرانيين، علي باقري كني ومنسق المفاوضات أنريكي مورا. 

وبعد لقائه مع باقري كني، غرّد أوليانوف قائلاً إنه استمتع بـ"مباحثات مشوقة ومهنية وعميقة" مع الوفد الإيراني، مشيراً إلى أنها ركزت على بحث القضايا العالقة للتوصل إلى اتفاق.