انتقد وزير الخارجية البرازيلي ماورو فييرا، خلال افتتاحه اجتماع مجموعة العشرين الأربعاء، "شلل" مجلس الأمن الدولي بشأن الحربين في غزة وأوكرانيا، معتبرًا أن انفجار النزاعات يظهر أن المؤسسات الدولية مثل الأمم المتحدة لا تؤدي دورها.
وتبدو التوقعات قاتمة بالنسبة لتحقيق تقدم في ما يخص النزاعات والأزمات التي تهز العالم في اجتماع وزراء خارجية أكبر الاقتصادات في ريو دي جانيرو، وهو أول اجتماع رفيع المستوى لمجموعة العشرين هذا العام.
في افتتاح الاجتماع الذي يستمر يومين، ويشارك فيه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ونظيره الروسي سيرغي لافروف، اعتبر وزير الخارجية البرازيلي ماورو فييرا خلال كلمته الافتتاحية أن "المؤسسات المتعددة الأطراف ليست مجهزة بما يكفي للتعامل مع التحديات الحالية، كما يتضح من الشلل غير المقبول لمجلس الأمن بشأن النزاعات الجارية. هذا التقاعس يتسبب بخسائر في الأرواح البشرية".
وفشل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في إصدار قرارات بشأن الهجوم الروسي على أوكرانيا، بسبب الفيتو الروسي، وواجه صعوبة في الاتفاق بشأن غزة، مع عرقلة الولايات المتحدة لأي دعوة إلى وقف إطلاق النار.
وأعربت البرازيل التي تولت الرئاسة الدورية لمجموعة العشرين من الهند في ديسمبر/ كانون الأول، عن أملها في أن تصبح المجموعة منتدى لإحراز تقدم في مثل هذه المسائل.
لكنها قد تواجه صعوبة في تحقيق مسعاها بعدما اتهم رئيسها لويس إيناسيو لولا دا سيلفا إسرائيل بارتكاب "إبادة جماعية" في غزة، مقارنا الحرب الإسرائيلية على غزة بالمحرقة اليهودية.
وأثارت تصريحات لولا غضبا في إسرائيل التي أعلنت أنه شخص غير مرغوب فيه، ويمكن أن تلقي بظلالها على أي محاولة لتهدئة النزاع عبر مجموعة العشرين. وفي هذا الصدد، قال مسؤول رفيع في الخارجية الأميركية للصحافة إن بلينكن "أوضح أننا لا نوافق على تلك التعليقات" خلال اجتماعه مع لولا.
وأضاف المسؤول أن وزير الخارجية والرئيس البرازيلي أجريا "حوارا صريحا" خلال اجتماعهما الذي استمر أكثر من 90 دقيقة في القصر الرئاسي في برازيليا.
حرب تصريحات
بعد مرور أكثر من أربعة أشهر على بدء الحرب على غزة، لا توجد دلائل تذكر على إحراز تقدم نحو السلام، فيما تسود توقعات قاتمة في ما يتعلق بالحرب الروسية في أوكرانيا التي ينقسم بشأنها أيضا أعضاء مجموعة العشرين.
فرغم الضغوط التي بذلتها الدول الغربية لإدانة الغزو الذي أمر به الرئيس فلاديمير بوتين، انتهت القمة الأخيرة لمجموعة العشرين ببيان يدين استخدام القوة لكنه لا يذكر صراحة روسيا التي تقيم علاقات ودية مع الهند والبرازيل، من بين أعضاء آخرين.
من جهتها، أعلنت بريطانيا الأربعاء أنها ستفرض عقوبات على ستة مسؤولين روس بسبب وفاة المعارض الروسي البارز أليكسي نافالني في السجن الأسبوع الماضي، وقال وزير خارجيتها ديفيد كامرون إنه يعتزم استغلال اجتماع ريو دي جانيرو "لإدانة العدوان الروسي" مباشرة أمام لافروف. وأضاف كامرون في بيان: "لا ينبغي لأحد أن يشكك في الطبيعة القمعية للنظام الروسي".
وفي الوقت نفسه، انتقد لافروف الذي سيلتقي لولا في برازيليا الخميس بحسب مسؤول برازيلي، الغرب بسبب "تزويد أوكرانيا بالأسلحة". وقال لافروف لصحيفة "أو غلوبو البرازيلية": "لم تظهر كييف ولا الغرب الإرادة السياسية لحل النزاع".
اختبار لتعددية الأطراف
رغم ذلك، أظهر منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تفاؤلا، قائلا إن مجموعة العشرين "تظل منتدى رئيسيا لمعالجة التحديات العالمية المعقدة اليوم". وأضاف عبر منصة "إكس" قائلا: "بينما يشهد العالم مواجهة وتصعيدا، نحتاج إلى إظهار أن تعددية الأطراف تعمل في أوقات الأزمات".
وتريد البرازيل أيضا استخدام رئاستها لمجموعة العشرين لدفع جهود مكافحة الفقر وتغير المناخ. وسيكون هناك أيضا مساحة لعقد اجتماعات ثنائية على هامش الاجتماع، رغم أنه من غير المرجح عقد لقاء بين بلينكن ولافروف نظرا للتوترات المتصاعدة.
والتقى الوزيران آخر مرة شخصيا في اجتماع مجموعة العشرين في الهند في مارس/ آذار 2023.
تأسست مجموعة العشرين التي تضم غالبية اقتصادات العالم الكبرى في 1999. وكانت في البداية منتدى اقتصاديا قبل أن يتزايد انخراطها في السياسات الدولية.
وقال مصدر في الحكومة البرازيلية إنه بعد الصعوبات الأخيرة التي واجهتها مجموعة العشرين من أجل التوصل إلى توافق في الآراء، ألغت الدول المضيفة شرط أن يصدر كل اجتماع بيانا مشتركا - باستثناء القمة السنوية للزعماء، المقرر عقدها في نوفمبر/ تشرين الثاني في ريو دي جانيرو.
(فرانس برس)