الانتخابات الرئاسية في الجزائر: خريطة التحالفات الانتخابية

03 يونيو 2024
رئيس حركة مجتمع السلم (يسار) ورئيس حركة النهضة الجزائرية 2 يونيو 2024 (فيسبوك)
+ الخط -
اظهر الملخص
- في الجزائر، تتشكل خريطة تحالفات سياسية جديدة استعدادًا للانتخابات الرئاسية، مع تحالفات تجمع بين قوى إسلامية وتقدمية، وأخرى تدعم الرئيس الحالي عبد المجيد تبون لولاية ثانية، بما في ذلك تحالف يقوده حركة البناء الوطني.
- ائتلاف بين حركة مجتمع السلم وحركة النهضة يدعم ترشح العالي حساني الشريف، مع إعلان مبادئ التنسيق الانتخابي بينهما، يهدف إلى الارتقاء بالفعل السياسي وإعادة الأمل في العمل السياسي.
- تكتل الإصلاح، الذي يضم سبعة أحزاب سياسية تقدمية داعمة لبلقاسم ساحلي، يمثل استعدادًا مبكرًا للانتخابات ويسلط الضوء على تنوع سياسي وشجاعة في المشهد الانتخابي الجزائري، مع التركيز على تجاوز تحديات الترشح.

تتشكل خريطة تحالفات سياسية جديدة، لدعم المرشحين لخوض الانتخابات الرئاسية في الجزائر، التي ستجرى في السابع من سبتمبر/ أيلول المقبل، فيما يأتي ذلك تزامناً مع استدعاء الرئيس عبد المجيد تبون الهيئة الناخبة. ويبرز في بعض هذه التحالفات لاستحقاق الانتخابات الرئاسية في الجزائر تقارب في التوجهات السياسية بين القوى المتحالفة، على غرار تحالف قوى إسلامية وأخرى تقدّمية، بينما برزت تحالفات أخرى هجينة من حيث التوجهات، لكنها تصب في خيار دعم الرئيس تبون لولاية ثانية.

أحزاب موالية للسلطة

وتعقد كتلة من القوى السياسية، تضم 14 حزباً سياسياً، غداً الثلاثاء، اجتماعاً للإعلان عن تشكيل تحالف تقوده حركة البناء الوطني، لدعم ترشح الرئيس عبد المجيد تبون لولاية رئاسية ثانية في الانتخابات الرئاسية في الجزائر، اقتناعاً (حسب مسودة الوثيقة التمهيدية التي وزعت على الأحزاب الـ 14) "بأهلية الرئيس تبون لقيادة للمرحلة المقبلة". لكن هذا التكتل الجديد يأتي بعد تفجر وانفلات عقد تحالف الأغلبية الرئاسية، الذي أنشئ قبل أسبوع بين أحزاب الأغلبية النيابية في البرلمان، جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي وحركة البناء الوطني، بعد إعلان الأخيرة تجميد عضويتها في هذا الائتلاف، حيث اختارت بناء تحالف بديل، حتى وإن كان يرتكز على حزمة أحزاب فتية.

ائتلاف حزبين إسلاميين لاستحقاق الانتخابات الرئاسية في الجزائر

وفي مقابل هذه التحالفات الداعمة لتبون، يبرز ائتلاف بين حزبين إسلاميين في الانتخابات الرئاسية المقبلة هما حركة مجتمع السلم وحركة النهضة، بعد أن قررت الأخيرة "دعم ترشح رئيس مجتمع السلم العالي حساني الشريف في الرئاسيات المقبلة". وأعلنت "النهضة" في بيان عن "تأسيس إعلان مبادئ التنسيق الانتخابي بين الحركتين، تحقيقاً لهدف الارتقاء بالفعل السياسي بين الفاعلين السياسيين وتفعيل دورها في الساحة الوطنية، وكذا إعادة الأمل لشريحة واسعة من المجتمع الجزائري في مستقبل وضرورة العمل السياسي".

وفي هذا السياق، قال رئيس حركة النهضة محمد دويبي في تصريح لـ"العربي الجديد"، "لم يكن ممكناً البقاء خارج الاستحقاق الرئاسي المقبل، وقرار حركتنا المبدئي بالتحالف وإسناد مرشح حركة مجتمع السلم، لا ينطلق من تقارب إيديولوجي، ولكنه يتعلق بتقارب التصورات والمواقف إزاء الكثير من القضايا، وخاصة مسألة الحريات والديمقراطية". وأضاف دويبي: "ولذلك اخترنا بعد سلسلة مشاورات دعم المرشح عبد العالي حساني، ولدينا اتفاق على ألا يتوقف التقارب والتحالف السياسي بين حركة النهضة ومجتمع السلم في المحطات والاستحقاقات القادمة، دعماً للمسار الديمقراطي".

أحزاب تقدّمية: ثالث التحالفات لخوض الانتخابات الرئاسية في الجزائر

ثالث ائتلاف سياسي يبرز في الانتخابات الرئاسية في الجزائر هو تكتل الإصلاح، الذي يضم سبعة أحزاب سياسية تقدمية، قررت دعم المرشح الرئاسي والمساعد السابق لوزير الخارجية بلقاسم ساحلي. وهو ائتلاف كان قد أعلن عنه في إبريل/ نيسان الماضي، وبدأ منذ تلك الفترة في التجهز المبكر سياسياً وميدانياً للانتخابات المقبلة، خاصة أن المرشح ساحلي الذي كان قد أخفق في جمع الترشيحات في انتخابات عام 2019، قد يواجه المعضلة نفسها هذه المرة، ما يدفعه إلى الاستعانة بأكبر عدد من الأحزاب الممكنة التي تملك منتخبين في المجالس المحلية والولائية للوصول إلى لائحة 500 توقيع من المنتخبين، كافية للترشح وتعفيه من جمع 50 ألف توقيع من الناخبين. وهذه هي المرة الأولى في مسار الانتخابات الرئاسية في الجزائر، التي يبرز فيها هذا العدد من التحالفات لدعم مرشحين للرئاسة، من غير مرشح السلطة، فخلال سابق الاستحقاقات كان التحالف الوحيد الذي يبرز هو الداعم لرئيس الجمهورية، بينما اختارت قوى سياسية هذه المرة الانتظام في تحالفات مناوئة له انتخابياً.

هذه هي المرة الأولى في مسار الانتخابات الرئاسية في الجزائر، التي يبرز فيها هذا العدد من التحالفات لدعم مرشحين للرئاسة، من غير مرشح السلطة

ويفسّر المحلل السياسي لخضر عجال ذلك قائلاً، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إنه "بغض النظر عن حجم وطبيعة كل تحالف من حيث القوة والحضور، يمكن أن نلاحظ هذه المرة في الانتخابات الرئاسية في الجزائر أن هناك أحزاباً فتية اختارت دعم مرشحين غير مرشح السلطة الرئيس تبون، برغم حاجتها للتموقع السياسي الذي كان يفرض عليها أن تدعم تبون". وعن ذلك أضاف: "وهذه شجاعة سياسية وتمايز من جهة، ومن جهة ثانية تقدير سياسي ذكي، لأنه يتيح لقيادتها البروز في المشهد مع المرشحين الذين هم بحاجة إلى هذه القيادات، بخلاف جبهة دعم تبون المزدحمة، والتي لا توفر لهم مساحة ضوء".

المساهمون