الانتخابات التركية: ماذا يعني انسحاب محرم إنجه من السباق الرئاسي؟

11 مايو 2023
برر إنجه قرار الانسحاب بعدم قدرته على تحمل الادعاءات بحقه (Getty)
+ الخط -

لم يتفاجأ الشارع السياسي التركي من إعلان المعارض محرم إنجه، زعيم حزب "البلد"، اليوم الخميس، انسحابه من خوض السباق الرئاسي في تركيا، المقرر يوم الأحد المقبل، وذلك بعد إعلانه في وقت سابق إلغاء أنشطته ضمن الدعاية الانتخابية. وبرر إنجه قراره بعدم قدرته على تحمل الادعاءات بحقه، داعياً أنصاره لدعمه في الانتخابات البرلمانية.

وترشح إنجه عن حزب "الشعب الجمهوري" في انتخابات الرئاسة للعام 2018 أمام الرئيس أردوغان، ولكنه خسر وحصل على أكثر من 30% من الأصوات. وعقب الانتخابات، طالب برئاسة حزب "الشعب الجمهوري"، وبعد فشله في ذلك انشق وأسس حزب "البلد" مؤخراً.

ورغم انسحابه من السباق، إلا أنّ اسم محرم إنجه سيبقى ضمن الورقة الانتخابية المقررة من قبل الهيئة العليا للانتخابات لكون الأوراق الانتخابية قد طبعت منذ فترة طويلة، وهو ما يعني أن الناخبين سيتلقون الورقة المخصصة للانتخابات متضمنة اسم إنجه، إلا أن محللين سياسيين أتراكا توقعوا أن تعتبر اللجنة العليا للانتخابات الأصوات التي ستصوت لإنجه ملغاة.

وقال المحلل السياسي، عضو حزب "العدالة والتنمية" بكير أتاجان، في حديث مع "العربي الجديد"، إن انسحاب محرم إنجه من الانتخابات جاء لأسباب خارجية وداخلية، قائلاً إن "القريبين من جماعة الخدمة المحظورة، والذين يؤيدون زعيم حزب "الشعب الجمهوري" ومرشح المعارضة كمال كلجدار أوغلو، يعتقدون أن انسحابه سيكون لصالحه"، مضيفاً: "هذا المنطق غير ممكن لأن الشعب يدرك حقيقة العوامل المؤثرة الداخلية والخارجية لانسحاب إنجه، وهذه الأصوات لن تذهب لصالح كلجدار أوغلو". 

إلى من ستذهب أصوات إنجه؟

 يعتقد أتاجان أن معظم الأصوات الداعمة لإنجه ستذهب لصالح المرشح سنان أوغان، قائلاً: "لو افترضنا أن لديه 10 بالمائة من الأصوات سيذهب 5 بالمائة منها لصالح أوغان، و3 بالمائة لصالح أردوغان، و1.5 بالمائة لصالح كلجدار أوغلو"، وهو رأي يخالفه فيه المحلل السياسي التركي فايق بولوط، قائلاً في حديث لـ"العربي الجديد"، إن انسحاب إنجه من الانتخابات سيكون في صالح كلجدار أوغلو، ويؤكد أن "القاعدة المؤيدة لإنجه هي علمانية، ومعظم هذه القاعدة ستصوت لصالح مرشح المعارضة".

بدوره، يقول الكاتب والباحث في الشأن التركي سعيد الحاج، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "الأسلوب الذي تم والخطاب الذي قدمه إنجه يرجح أن يكون الأمر نتيجة ضغوط عليه وابتزاز تعرض إليه وتهديده بنشر تسجيلات فاضحة بحقه، أكثر من كونه صفقة سياسية مع كلجدار أوغلو، أو مع أي طرف آخر، وهذا الحديث يعني أن جزءا كبيرا من أنصار محرم إنجه الذين كانوا سيصوتون له لن يصوتون لصالح كلجدار أوغلو، ربما يقاطعون الانتخابات أو تذهب أصواتهم لصالح المرشح سنان أوغان".

وبعد إعلان إنجه انسحابه من السباق الرئاسي، بدأت الأنباء تنتشر في الشارع التركي حول احتمالية انسحاب المرشح الرئاسي سنان أوغان من الانتخابات، ولم يستبعد أتاجان الأمر، موضحاً أن العوامل التي دفعت إنجه للانسحاب من الانتخابات "قد تدفع سنان أوغان للحاق به، حيث يضغط عليه المؤيدون لكلجدار أوغلو من أجل إعلان انسحابه لصالحهم"، كما قال.

ويدعم بولوط هذا الرأي، موضحاً أن "هذا متوقع لأن أوغان كان قد ألغى برنامج الدعاية الانتخابية خلال الساعات الماضية"، مضيفاً: "تقديري أن أوغان سوف يعود إلى أنقرة ويعلن منها انسحابه من الانتخابات".

ودخل أوغان عالم السياسة مع حزب "الحركة القومية"، وتمكن من دخول البرلمان بانتخابات العام 2011 نائباً عن ولاية اغدر، ولكن حزبه لم يرشحه في انتخابات العام 2015.

ومعروف عن أوغان مواقفه العنصرية ضد الأجانب ومهاجمتهم، وهو سبب تفاهمه مع زعيم حزب "النصر" المعروف بمواقفه العنصرية ضد الأجانب، وخاصة السوريين والأفغان، حيث تعهد بإعادتهم لبلادهم في حال فوزه بالانتخابات.

وتشهد تركيا يوم الأحد القادم انتخابات برلمانية ورئاسية يتنافس فيها، بعد انسحاب محرم إنجه، الرئيس رجب طيب أردوغان عن التحالف الجمهوري، وكمال كلجدار أوغلو عن تحالف الشعب الذي يمثل ما يعرف بالطاولة السداسية المعارضة، إضافة إلى المرشح سنان أوغان عن تحالف "أتا" الذي يعني الأجداد، وهو تحالف يضم أحزاباً قومية متطرفة.

ويعتقد الحاج أن انسحاب إنجه قد يعزز فرص حسم الانتخابات من الجولة الأولى، لكنه يضيف: "رغم هذا أظن أن الانتخابات تحتاج إلى جولة إعادة لأن فرص المرشحين متساوية".