الاغتيالات.. سلاح إسرائيل لـ"إنجاز سياسي وصورة نصر"

07 اغسطس 2022
قائمة الاغتيالات طويلة في عمر النضال الفلسطيني (علي جاد الله/الأناضول)
+ الخط -

في كل الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة تحاول دولة الاحتلال تنفيذ عمليات اغتيال ضد القيادات العسكرية والسياسية لفصائل المقاومة الفلسطينية، لتحقيق ما تصفه بـ"الإنجازات" و"صورة نصر"، وتحتفي بذلك بشكل مبالغ فيه سواء عبر مسؤوليها أو وسائل إعلامها، وقد ظهر ذلك خلال الجولة الحالية من العدوان على قطاع غزة، والذي ابتدأته أول من أمس الجمعة.

وبدأ المسؤولون الإسرائيليون، سياسيين وعسكريين، يتسابقون خلال الجولة الحالية مع غزة لإعلان اغتيال قائد المنطقة الجنوبية لسرايا القدس الذراع العسكرية لحركة "الجهاد الإسلامي"، خالد منصور، مساء السبت، في مخيم الشعوت للاجئين بمدينة رفح جنوب قطاع غزة. كما نشرت وسائل الإعلام الإسرائيلية صوراً ملتقطة من الطائرات المُسيرة لاغتيال منصور وقائد المنطقة الشمالية في السرايا تيسير الجعبري عصر الجمعة، وهو الحدث الذي فجر الجولة الحالية من القتال مع حركة "الجهاد". 

وقد تقدم إسرائيل، كما فعلت في حرب العام 2014، على كسر التهدئة السارية إذا حصلت على معلومات استخبارية بوجود قيادي من الصف الأول في منطقة ما وتستهدفه. وقد فعلت ذلك في 20 أغسطس/آب 2014 مع القائد العام لكتائب القسام الذراع العسكرية لحركة "حماس" محمد الضيف حين قصفت منزلاً لعائلة الدلو في مدينة غزة بزعم وجوده فيه، واستشهدت في الغارة زوجته وابنه. ورغم الاتفاق على هدنة إنسانية يومها لـ24 ساعة تذرعت إسرائيل بإطلاق ثلاثة صواريخ عليها، لكن الفلسطينيون نفوا وجود عمليات إطلاق للصواريخ، ما يعني أنّ إسرائيل كانت تحاول تحقيق إنجاز باغتيال الضيف.

 

والاحتفاء الإسرائيلي بعمليات الاغتيال يعود وفق الخبير في الشأن الإسرائيلي، سعيد بشارات، إلى رغبة السياسيين الإسرائيليين في تسجيل نقاط في سجلهم السياسي، للاستفادة من هذه النقاط لاحقاً في الانتخابات، موضحاً أنّ الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة لم تفكر يوماً بوضع استراتيجية للتعامل مع الفلسطينيين، غير الحكومة الحالية التي اقتنعت بأنه لا يمكن الوصول لحل. 

وأشار بشارات في حديث مع "العربي الجديد" إلى أنّ العملية التي تدور حالياً في قطاع غزة بدأتها دولة الاحتلال لتحقيق أهداف أمنية من خلال الادعاء بنية حركة "الجهاد الإسلامي" تنفيذ هجمات على الحدود، غير أنّ المستوى السياسي ليحقق هدفاً منها يجب أن تنتهي بسرعة، حيث إذا امتدت أكثر فستخسر إسرائيل ما تسميه "الإنجازات" وتتعقد الأمور وقد تنقل لساحات فلسطينية أخرى كما جرى في معركة "سيف القدس" في العام الماضي.  

وعرج بشارات على عمليات الاغتيال السابقة لقادة الفصائل الفلسطينية والأجنحة العسكرية لها. وقال إنّ هناك خسارات للتنظيمات التي يستشهد قادتها العسكريون والسياسيون، حيث يتم خسارة شخصية وتجربة ودور، موضحاً أنّ الاحتلال في سياسة الاغتيالات يستهدف ضرب التنظيمات والهيكلة الداخلية لها والتطور التنظيمي، وهي أمور تؤثر على القاعدة الشعبية والجماهيرية. 

غير أنّه لفت إلى أنّ قائمة الاغتيالات الطويلة في عمر النضال الفلسطيني لم يحقق منها الإسرائيليون شيئاً، فالإسرائيليون "يسبحون في فضاء فارغ لا ينتهي".