يواصل الاحتلال الإسرائيلي ملاحقة الناشطين في الداخل الفلسطيني، إذ قدمت محكمة حيفا، اليوم الاثنين، لائحتي اتهام بالتحريض والتماهي مع منظمة إرهابية بحق الناشطين أحمد خليفة ومحمد طاهر جبارين على خلفية المشاركة في مظاهرة تندد بالعدوان على غزة.
وكان خليفة وجبارين، الناشطان السياسيان البارزان، قد اعتقلا في 19 أكتوبر/ تشرين الأول من الشهر الماضي، وهما من بادرا بالدعوة إلى مظاهرات على مدار السنوات الأخيرة.
وحسب مركز عدالة الحقوقي بالداخل الفلسطيني، فإن "النيابة العامّة قدمت لائحة اتّهام ضد المعتقلَيْن خليفة، وجبارين، تشمل تهم التحريض على الإرهاب"، كما طلبت أن يبقى المتهمان موقوفين حتى انتهاء الإجراءات القضائية بحقهما.
وتقرر تأجيل موعد الجلسة حتى يوم الاثنين 13 نوفمبر من الشهر الحالي، بناءً على طلب طاقم الدفاع، المكوّن من المحامية ميسانة موراني، والدكتور حسن جبارين عن طاقم "عدالة"، والمحامية أفنان خليفة، حتى يتسنّى لهم دراسة لوائح الاتهام والأدلة. وستناقش المحكمة حينئذٍ طلب النيابة بالاعتقال حتى انتهاء الإجراءات، وإلى ذلك الحين سيبقى المتهمان قيد الاعتقال".
وإلى الآن، جرى تمديد اعتقال خليفة وجبارين خمس مرات على ذمة التحقيق، بعد أن اعتقلتهما مع 10 آخرين في مظاهرة في 19 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي خرجت داخل مدينة أم الفحم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على غزة.
من جانبه، قال مركز عدالة الحقوقي "لأول مرة منذ 25 عاماً يجري تمديد اعتقال متظاهر طوال هذه المدة على خلفية مظاهرة وشعارات مرفوعة فيها. إن الشعارات المنسوبة لهم هي شعارات عادية نقولها في كل عدوان على غزة ولا تشكل تحريضاً أو دعماً للإرهاب كما هو مزعوم".
وفي سياق متصل، اعتقلت الشرطة يوم أمس سكرتير الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة في مدينة شفاعمرو سري خوري، وقامت المحكمة في حيفا اليوم بتمديد اعتقاله.
وكانت الجبهة الديمقراطية قد حذرت، في بيان يوم أمس، من التصعيد ضد المواطنين العرب، بهدف الترهيب والتخويف وقمع أي حراك احتجاجي على استمرار الحرب.
وقالت الجبهة في بيان: "السلطات رفضت المصادقة على أي نشاط احتجاجي قدمناه كجبهة في مختلف المناطق، وقبلها منعت اجتماعاً عربياً يهودياً مشتركاً بمبادرة لجنة المتابعة والهدف واضح؛ الترهيب".
وتابع البيان "نحن في الجبهة ولنا شركاء كثر في المجتمع العربي والشارع اليهودي سنقوم في الأيام القريبة بتصعيد الاحتجاج بشكل قانوني وشرعي، سندق جدران الخزان قضائياً وقانونياً وإعلامياً وجماهيرياً وعالمياً، لكننا لن نتنازل عن رفع صوتنا الإنساني والوطني لإيقاف الحرب ومنع واحدة من أبشع جرائم العصر بإخلاء غزة من أهلها".