استمع إلى الملخص
- **جهود الطوارئ والإغاثة:** لجنة طوارئ حكومية تعمل على رفع المعاناة، مع خطط لمواجهة الدمار وتوفير الخدمات الضرورية، بما في ذلك إنشاء مستشفى جراحي جديد.
- **تدمير البنية التحتية والخسائر:** تدمير 70% من البنية التحتية في جنين، مع خسائر تقدر بأكثر من مائة مليون دولار واستشهاد 39 فلسطينياً.
أكدت لجنة وزارية فلسطينية، اليوم الخميس، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي منعتها من الوصول إلى مدينة ومخيم جنين شمالي الضفة الغربية، في ظل الاجتياح المتواصل للمدينة والمخيم لليوم التاسع على التوالي، فيما منع وزير الصحة الفلسطيني ماجد أبو رمضان من الوصول إلى مستشفى جنين الحكومي. وكانت اللجنة الوزارية تنتظر داخل بلدية جنين للتجهيز لعقد مؤتمر صحافي، بالتزامن مع اقتحام قوات الاحتلال أحد المنازل في محيط البلدية، وبعد نحو ثلاث ساعات حاولت خلالها اللجنة الخروج وعقد المؤتمر وسط مدينة جنين، اضطرت في النهاية لعقده مع محافظ جنين على أطراف المدينة.
وأوضح محافظ جنين كمال أبو الرب، خلال المؤتمر الصحافي، أن الاحتلال منع وزير الصحة من الوصول إلى مستشفى جنين الحكومي، ويعرقل جهود فك الحصار عن مخيم جنين، فيما يشدد الاحتلال الحصار في محاولة واضحة منه لإجبار الأهالي على النزوح. وبيّن أبو الرب أن الأضرار جسيمة، ولكن تقدير حجمها الكامل سيكون ممكناً فقط بعد انتهاء العدوان على المدينة ومخيمها. وقال مدير مركز الإعلام الحكومي محمد أبو الرب إن "هناك لجنة طوارئ حكومية تواصل العمل على رفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني، وقد أعدت وزارة الحكم المحلي خططاً لمواجهة آثار الدمار، ووزارة التنمية تواصل الجهود المبذولة لإيواء النازحين، بالتعاون مع الجهات المعنية".
بدوره، شبّه وزير الصحة الفلسطيني ماجد أبو رمضان، خلال زيارته إلى مدينة جنين، الدمار فيها بالدمار الذي يحدث في قطاع غزة، مشيراً إلى أن الاحتلال منعه من دخول مستشفى جنين، وهو ما اعتبره تصعيداً في غطرسة الاحتلال. وأكد أبو رمضان أن الوزارة وفرت جميع الخدمات الضرورية لمدن جنين وطولكرم وطوباس وقلقيلية، مشيراً إلى أن "خطة طوارئ وُضعت منذ بدء العدوان من أجل تمكين الطواقم من التعامل مع الاحتياجات الملحة، ونقل مرضى غسيل الكلى من مستشفى جنين إلى نابلس ومناطق أخرى لتلقي العلاج". وذكر أن مستشفى جنين لديه مخزون كافٍ من الأدوية والوقود والكهرباء، وأنه خلال أقل من يوم من اجتياح المدينة ومخيمها، جرت تغطية أي نواقص في المستشفى، مع استمرار رفده بجميع المستلزمات. وأعلن وزير الصحة عن مشروع لإنشاء مستشفى جراحي جديد بتكلفة 30 مليون دولار، ليكون المستشفى الثاني في جنين.
من جهتها، أكدت وزيرة التنمية الاجتماعية سماح أبو عون أن جميع الطواقم العاملة على الأرض تقف إلى جانب أهالي جنين، وتعمل على توفير الاحتياجات للعائلات المتضررة، خصوصاً تلك التي نزحت أو استضافت عائلات أخرى، مشيرة إلى أن الوزارة تبذل جهوداً كبيرة لضمان توفير المساعدات للعائلات التي تأثرت جراء العدوان. ولفتت إلى أن الوزارة وفرت عدداً من الأجهزة الطارئة للأشخاص ذوي الإعاقة لتخفيف معاناتهم.
أما وزير الحكم المحلي سامي حجاوي، فأوضح أنه مُنعوا من دخول مدينة جنين، رغم محاولات الحكومة الوصول إلى المناطق المتضررة. وبيّن أن الحكومة أصدرت تعليمات لجميع الهيئات المحلية للبدء في إعادة إعمار جنين فور انتهاء العدوان. وأكد حجاوي أن الحكومة خصصت مبالغ مالية، وشكلت لجنة حكومية تهدف إلى حصر الأضرار في مدينتي جنين وطولكرم ومخيماتهما، من أجل تسريع عمليات إعادة الإعمار.
ولليوم التاسع على التوالي، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحام مدينة ومخيم جنين شمالي الضفة الغربية، بينما تقتحم مخيمات طولكرم وطوباس منذ ذلك الحين بشكل متقطع. ودمّرت قوات الاحتلال أكثر من 70 بالمائة من الشوارع والبنية التحتية، وتركت خسائر تقدر بأكثر من مائة مليون دولار، في إحصائيات أولية للأضرار كانت بلدية جنين قد أعلنت عنها. ومنذ بدء اجتياح شمال الضفة الغربية في الثامن والعشرين من الشهر الماضي، سجلت وزارة الصحة الفلسطينية في الضفة الغربية استشهاد 39 فلسطينياً ونحو 145 إصابة في الضفة الغربية، ما يرفع حصيلة الشهداء في محافظات الضفة إلى 691 شهيداً، ونحو 5700 جريح. ومن بين الشهداء منذ بدء الاجتياح 19 شهيداً في محافظة جنين، وعشرة شهداء في محافظة طوباس، وسبعة شهداء في محافظة طولكرم، وثلاثة شهداء في محافظة الخليل، ومن بين مجموع الشهداء ثمانية من الأطفال، وشهيدان من المسنين.