استمع إلى الملخص
- تستمر القيود الإسرائيلية على الحرم الإبراهيمي حتى بعد انتهاء الأعياد اليهودية، مما يثير مخاوف من تكرارها خلال الشهر الجاري، وهو ما يشبه ما يحدث في المسجد الأقصى.
- يواجه الحرم الإبراهيمي تهويدًا متسارعًا منذ أكتوبر الماضي، حيث تم تقسيم المسجد وفرض قيود على المسلمين، ودعا مدير الأوقاف لتكثيف الحضور الشعبي لمواجهة المخططات الإسرائيلية.
في سابقة خطيرة منعت قوات الاحتلال الإسرائيلي عشرات المصلّين من الدخول إلى الحرم الإبراهيمي في الخليل، جنوبي الضفة الغربية، بعد أن أغلقت البوابات الإلكترونية والحواجز أمامهم في موعد صلاة الجمعة، من دون سابق إنذار، ومن دون وجود الحجج المعتادة إسرائيلياً ذريعةَ الظروفِ الأمنية، أو الأعياد اليهودية. وفرضت سلطات الاحتلال قيوداً على الحرم الإبراهيمي بعدما أغلقته مساء الأربعاء الماضي، وشددت من إجراءاتها بحقّ أهالي البلدة القديمة من الخليل، في الأماكن المعروفة بـ"المناطق المغلقة" والأحياء المحاصرة، حيث أعلن فرض حظر التجول حتى مساء أمس الخميس.
واعتاد الاحتلال الإسرائيلي خلال الأعياد اليهودية على إغلاق الحرم الإبراهيمي بالكامل من أجل السماح للجماعات الاستيطانية بممارسة احتفالاتها وطقوسها التلمودية، ومنع وصول المصلّين الفلسطينيين إليه وحظر رفع الأذان في المسجد. غير أن اللافت بعد انتهاء طقوس "ليلة رأس السنة العبرية" مساء أمس، استمرار القيود الإسرائيلية على الحرم الإبراهيمي، إذ منعت سلطات الاحتلال اليوم رفع أذان صلاة الفجر، وكذلك منعت رفع أذان صلاة الجمعة، وفرضت قيوداً أمنية مشدّدة على المسالك المؤدية للمسجد بهدف إعاقة وصول المصلّين وتقليل أعدادهم، بحسب ما أوضح مدير مديرية الأوقاف والشؤون الدينية، غسان الرجبي.
وقال الرجبي لـ"العربي الجديد": "قبيل صلاة الجمعة وصل سدنة الحرم الإبراهيمي والعاملون في مديرية الأوقاف إلى المسجد، ولحقهم عشرات المصلين"، مضيفاً "قبل الصلاة بدقائق أغلق جنود الاحتلال الأبواب العسكرية المؤدية إلى المسجد، ومنعوا عشرات المصلين من الدخول إليه، ما اضطرهم إلى الصلاة في الساحة الخارجية، بعد أن أجرى تفتيشاً لهويّاتهم الشخصية عبر البوابات الإلكترونية".
ولفت الرجبي إلى محاولة التواصل عبر الارتباط المدني الفلسطيني مع الجانب الإسرائيلي الذي لم يقدم أي مبرر للإغلاق، مشيراً إلى وجود مخاوف من تكرار حادثة اليوم تحديداً في الشهر الجاري. وقال الرجبي: "هذا الشهر هو شهر أعياد بالنسبة لهم ومن المرجح أن يغلق المسجد خمس مرات فيه، ما يوحي بأن مشهد السلوك الإسرائيلي في الحرم الإبراهيمي يحاكي ما يجري بحقّ المسجد الأقصى في القدس".
ولليوم الثالث والعشرين على التوالي يواصل الاحتلال منع رفع أذان الفجر في الحرم الإبراهيمي، ويفرض قيوداً في الدخول إليه ما يعكس وجود أهداف إسرائيلية، أبرزها، وفق الرجبي: "تخويف الناس لمنعهم من الوصول إلى المسجد، تمهيداً لتنفيذ المخططات الإسرائيلية بالسيطرة الكاملة على المسجد، خاصّة في ظل وجود أرضية لهذه المخططات، وهي إجراءات تهويدية بحق المسجد مثل بناء المصعد الكهربائي فيه، وعمل المسار السياحي الاستيطاني، وممارسة طقوس وإجراءات كانت تحصر ممارستها في الأعياد اليهودية، وباتت تمارس في مختلف الأوقات مثل رفع الأعلام الإسرائيلية على سطحه، وإضاءة ألوان العلم الإسرائيلي والشمعدان والعبارات التلمودية على جدرانه، إضافة إلى إقامة الحفلات الراقصة".
ورداً على سؤال آخر لـ"العربي الجديد" حول المطلوب شعبياً ورسمياً لوقف المخططات الإسرائيلية، قال الرجبي: "مطلوب من الجميع أن يوجدوا داخل المسجد لو بالحدّ الأدنى، إضافة إلى وضع برنامج فعاليات دينية ووطنية بشكل يومي وأسبوعي من شأنها حشد الجماهير الغفيرة وأعداد المصلّين للوصول إلى المسجد، ولذا من يوم غدٍ وبعد الغد، من المقرر أن تبدأ الفعاليات". واستدرك الرجبي: "ما لم يحضر المصلّون وأهل الخليل للفعاليات سيكون الحرم الإبراهيمي أمام مرحلة خطيرة وغير مسبوقة للسيطرة عليه".
ويواجه الحرم الإبراهيمي منذ السابع من أكتوبر/ تشرين أول العام الماضي، واقعاً تهويدياً متسارعاً، إضافة إلى فرض إجراءات على محيطه حيث ينشر الاحتلال نحو 70 حاجزاً ونقطة عسكرية في مناطق البلدة القديمة، ثلاثة منها تؤدي إلى المسجد الإبراهيمي بشكل مباشر، أغلق الاحتلال منها اثنين، ما يعني منع نحو 3 آلاف ممن يقطنون قرب المسجد من الصلاة فيه وزيارته، عدا عن تقسيمه منذ عام 1994 بواقع 63% لليهود واعتبارهم هذه المساحة كنيساً لهم، و37% للمسلمين يواجهون فيها إجراءات تهويدية ومنعاً من ممارسة الشعائر الدينية.