وافقت لجنة التخطيط والبناء المحلية في بلدية الاحتلال الإسرائيلي بـالقدس المحتلة، اليوم الإثنين، على خطة رئيسية لما سُمي بـ"تطوير" منطقة وادي الجوز في القدس الشرقية، بما في ذلك "تطوير" منطقة التكنولوجيا الفائقة "وادي السيليكون"، حسب ما أعلنته بلدية الاحتلال، وهو مشروع يرفضه الفلسطينيون ويصفونه بالتهويدي.
وكجزء من البرنامج، سيتم إخلاء المستأجرين من حوالي 200 مبنى صناعي مملوك لفلسطينيين وهدمها، فيما سيتم نقل الأعمال التجارية إلى مجمعات في العيسوية وأم طوبا في القدس الشرقية.
ووفق بيان لبلدية الاحتلال، فإن الغرض من البرنامج هو "تعظيم إمكانات هذه المنطقة المركزية للتوظيف والسياحة، من خلال تغيير العلامة التجارية للمنطقة، وإضافة التجارة والتوظيف، وتعزيز السياحة، وترتيب الإسكان، وتطوير طرق المرور، مع التركيز على الدراجات الهوائية وممرات للمشاة".
وسيتم تحويل شارع وادي الجوز إلى "منطقة توظيف متقدمة"، بهدف إنشاء منطقة صناعية عالية التقنية في الحي، حيث سيتم بناء حوالي 900 غرفة فندقية كجزء من الخطة أيضاً.
وتشمل منطقة المخطط أيضاً افتتاح حديقة بالقرب من وادي قدرون إلى الشرق من البلدة القديمة من القدس، وسيبدأ "تطوير" الحديقة في غضون ثلاثة أشهر، ومن المتوقع أن يستغرق عامين، وقد يمتد القطار الخفيف أيضاً إلى الحي.
ووصف رئيس بلدية الاحتلال في القدس موشيه ليون المشروع بأنه "خطوة أخرى نحو تحقيق مخطط تاريخي في شرق المدينة، ورسالة كبيرة لاقتصاد القدس بشكل عام وفي شرق المدينة بشكل خاص، بزيادة المعروض من العمالة في مجال التكنولوجيا العالية".
يذكر أنّ الإعلان عن مشروع وادي السيليكون تمّ في شهر يونيو/ حزيران من العام الحالي، ووصفته بلدية الاحتلال في حينه بأنه من "أعقد المشاريع" التي نفذت في القدس خلال العقود القليلة الماضية ، بهدف "إحداث تغيير على المستويين البلدي والوطني".
وكانت نائبة رئيس بلدية الاحتلال في القدس صرحت في وقت سابق عن تعاون واستثمار إماراتي إسرائيلي مشترك في هذه المنطقة، بعد أن التقت في الإمارات مستثمرين ورجال أعمال هناك رحبوا بالمشروع وأبدوا استعدادا للمشاركة فيه.
فيما رفض الفلسطينيون على لسان أكثر من مسؤول فلسطيني، من بينهم حاتم عبد القادر القيادي في "حركة فتح"، والشيخ عكرمة صبري رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس في تصريحات لـ"العربي الجديد"، هذا المشروع ووصفوه بالتهويدي، وعبّروا عن إدانتهم لوجود أي استثمار عربي في تنفيذه، كونه يندرج في إطار مخطط تهويد و"أسرلة" المدينة المقدسة.
ووصف عبد القادر مصادقة بلدية الاحتلال على مشروع وادي السيلكون بأنها تصعيد وقفزة نوعية في إجراءات التهويد للمدينة المقدسة، عدا عن أنها ستضرب الحركة الاقتصادية والصناعية في أهم منطقة إلى الشمال من البلدة القديمة تشغل أكثر من مائتي منشأة صناعية ستكون مهددة بالإزالة لصالح هذا المشروع.
واعتبر عبد القادر أن حديث بلدية الاحتلال عن التطوير وتوفير مئات الوظائف للمقدسيين هو تضليل وخدعة كبيرة، خصوصاً أن المستفيد الوحيد منه هو الاحتلال الذي سيحوّل كامل المنطقة الصناعية إلى حديقة خضراء، في سياق ما يخترعه من حدائق تحيط بالبلدة القديمة وتحدّ من أي تطوير فيها سواء في البناء أو تحديث منطقتهم الصناعية التي تتعرض يومياً للدهم من قبل طواقم الاحتلال المختلفة.
وجدّد عبد القادر تحذيره لدول التطبيع العربية من الدخول في شراكة مع الاحتلال في هذا المشروع، وقال: "من يرضى على نفسه ذلك، سيكون شريكاً مع الاحتلال في تهويد المدينة المقدسة، وطعنة أخرى تضاف إلى ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من طعنات من قبل هذه الدول".
وأجمع معظم أصحاب المنشآت الصناعية في واد الجوز عبر اللجنة التي تمثلهم، على رفضهم لتنفيذ المشروع على أنقاض منشآتهم القائمة منذ عقود، مبدين استغرابهم ودهشتهم من السرعة التي تمت فيها المصادقة على هذا المشروع، علماً بأن مشاريع أخرى يقدمها مقدسيون تنتظر في أدراج البلدية لسنوات طويلة من دون أن تتم المصادقة عليها.