صعّدت قوات الاحتلال الإسرائيلي من إجراءاتها في حصار محافظة أريحا والأغوار شرقيّ الضفة الغربية، حيث نصبت بوابات حديدية وأقامت مكعبات إسمنتية على مداخلها الرئيسية والفرعية.
يُذكر أنّ التشديدات سابقاً كانت تقتصر على انتشار جنود الاحتلال مع إجراءات تفتيش وعرقلة للمركبات على المداخل.
ويستمر الحصار لليوم الثاني عشر على التوالي على أريحا، بهدف منع تمدد حالة المقاومة المسلحة التي برزت جنوب غرب المدينة في مخيم عقبة جبر، بعد عملية إطلاق نار باتجاه مطعم إسرائيلي عند مفرق "ألموغ" في 28 يناير/ كانون الثاني الماضي، وتبني "كتيبة مخيم عقبة جبر" العملية.
ويوضح الناشط في لجان المقاومة الشعبية بالأغوار أيمن غريب، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ قوات الاحتلال نصبت بوابة حديدية في "طريق البنانا لاند" المؤدية إلى طريق المعرجات عند المدخل الشمالي لأريحا، ووضعت مكعبات إسمنتية في طريق "هيئة التدريب" المؤدية إلى قرية العوجا شمال شرقيّ أريحا، بالإضافة إلى إغلاق المدخل الشرقي بمكعبات إسمنتية.
ويحاول نشطاء أريحا والأغوار البحث عن طرقٍ بديلة، حسب غريب، الذي أفاد بأن اللجان الشعبية تعمل على شق الطرق الترابية بالجرافات، إلا أنهم سرعان ما واجهوا اعتداءات من عصابات المستوطنين المقنَّعين الذين يلبسون الزي العسكري، ويحملون السلاح بتفويض وحماية من الجيش الإسرائيلي.
ووفق الناشط غريب، تدعي قوات الاحتلال أنّ هذه الوحدة تعمل على حماية الحدود مع الجانب الأردني من التهريب، لكنهم في الحقيقة يعملون على اعتداءات ممنهجة بحق الفلسطينيين، وخصوصاً من يتحركون في مركباتهم في ساعات الليلة.
وعن أشكال الاعتداء من قبل هذه الوحدة، يوضح غريب أنّ المستوطنين "يقودون مركبات من نوع (جيب) الثقيلة ويتعمدون الاصطدام بمركبات الفلسطينيين، لتحطيمها وأذية من فيها، وتحديداً الذين يسلكون الطرق الفرعية مثل طريق المعرجات، رغم أنها تصنف منطقة (A)، أي أنها خاضعة لسيطرة السلطة الفلسطينية، حسب اتفاقية أوسلو".
ويعتقد أهالي الأغوار أن هذه العصابات تعود لما يسمى "فتية التلال"، وهم جماعة استيطانية متطرفة يعيش معظم أعضائها في بؤر استيطانية، ويستوطنون في مزارع ومبانٍ منفردة ضمن مناطق مفتوحة خارج المستوطنات الإسرائيلية، ويؤمن أتباعها بضرورة طرد الفلسطينيين من أماكن وجودهم.
ويستنكر غريب دور الجهات الرسمية الفلسطينية في مواجهة اعتداءات الاحتلال والمستوطنين، قائلاً: "هل الدعم يكون بتقديم المياه قرب الحواجز؟ لا يوجد أي طريقة عندهم لدعم صمود الشعب ومقاومته".
من جانبه، يؤكد مستشار محافظة أريحا والأغوار هاني الزبيدات، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أنّهم على المستوى الرسمي وضعوا رئيس الوزراء محمد اشتية بصورة الوضع في أريحا، كذلك فإنّ الجهود الدبلوماسية مستمرة على صعيد وزارة الخارجية والمغتربين.
ويضيف الزبيدات: "تمر أريحا بالإغلاق الثالث من بداية العام، وهي بلا أسباب واضحة، ولم يخبرنا الاحتلال عن سبب هذا الحصار، ونعتقد أنّ الهدف تطبيق عقاب جماعي لمنع أي شكل مقاوم، لكون أريحا هي بوابة فلسطين إلى الخارج، بالإضافة إلى هدف آخر، اقتصادي، لمحاربة أريحا ومدنها الاقتصادية (بوابة أريحا، ومدينة القمر)، حيث إنهن متنفس الشعب".
وشهدت أريحا ومحيطها منذ مطلع العام الجاري عدة عمليات إطلاق نار تجاه أهداف إسرائيلية، تكبّد خلالها الاحتلال خسائر غير متوقعة، حيث بدأ المشهد المقاوم عقب عملية إطلاق نار باتجاه مطعم إسرائيلي عند مفرق "ألموغ" في الثامن والعشرين من يناير/ كانون ثاني الماضي، إذ تبنتها "كتيبة مخيم عقبة جبر"، التي اشتبكت مع قوات الاحتلال مرات عديدة وأعلنت تحقيق إصابات في صفوف جيش الاحتلال.
تبع ذلك عملية إطلاق نار في السابع والعشرين من فبراير/ شباط المنصرم، عند مفرق "بيت هعرڤا" أدت إلى مقتل مستوطن، ولاحقاً في السابع من الشهر الماضي، قتلت ثلاث مستوطنات بعملية قرب مفرق الحمرا غرب أريحا.