هدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي قرية العراقيب البدوية في النقب للمرة الـ219، ظهر اليوم الاثنين، لتبقي أهالي القرية في العراء، في ظل درجات حرارة عالية.
وتواجه القرية المبنية من بيوت مكونة من الصفيح، دون أي خدمات أساسية كالكهرباء والمياه، مخططات الاقتلاع والتهجير منذ عام 2010، إذ اعتاد الاحتلال على هدم وتجريف خيام القرية وممتلكاتها بشكل مستمر، بينما يعيد الأهالي بناءها بعد كل عملية هدم.
وقال شيخ القرية صياح الطوري لـ"العربي الجديد": "وصلوا الساعة 11 ظهراً. دخلت قوات الإجرام وعمالها المجرمون وهدموا كل مباني العراقيب في هذا اليوم الحار".
وأضاف: "نحن الآن نجلس تحت الشجر في المقبرة.. درجة الحرارة في النقب بلغت اليوم أكثر من 45.. هذه سياسة حكومة مجرمة". وأضاف: "نحن نائمون أحياء في المقبرة.. في ظل حكومة تدعي الديمقراطية يلجأ الأحياء عند الأموات، ليسلموا من جرمها".
وتعتمد القرية على جلب المياه من الآبار الممتلئة من هطول الأمطار، وتعبئتها في "براميل" بغرض الشرب وسقاية الحيوانات. وقال الطوري: "لا يوجد عندنا خط مياه رغم بُعده عن القرية 800 متر فقط".
وأضاف: "يريدون الاستيلاء على الأرض المسجلة باسمنا"، مطالباً المحاكم الإسرائيلية بالاعتراف بملكية أهالي القرية للأرض.
وتحظر سلطات الاحتلال بناء أي خيمة في القرية منذ عشر سنوات، في حين يأتي متبرعون لبناء خيام لأهالي القرية في كل مرة تهدم فيها.
وناشد الطوري "كل الجمعيات العربية واليهودية والإسلامية" بمد يد العون لأهالي القرية، التي تبلغ مساحتها 150 ألف دونم، ويقطنها 80 فرداً، وتتعرّض للهدم منذ 11 عاماً.
وهدم الاحتلال القرية للمرة الأولى في يوليو/ تموز 2010، ومنذ ذلك الحين تعيد قواته هدمها، حالها حال قرى أخرى غير معترف بها في النقب.
وتشكّل قرية العراقيب رمزاً للتحدي والصمود الذي يبديه الفلسطينيون بمواجهة مخططات الاقتلاع والتهجير.