الاحتلال يشدد إجراءاته بعد عملية الأغوار ومستوطنون يهاجمون مركبات الفلسطينيين

07 ابريل 2023
الاحتلال يتعامل مع مكان وقوع العملية كمنطقة عسكرية مغلقة (Getty)
+ الخط -

شددت قوات الاحتلال الإسرائيلي إجراءاتها العسكرية في محيط محافظات أريحا وطوباس والأغوار ونابلس، عقب عملية إطلاق نار، اليوم الجمعة، أدت إلى مقتل مستوطنتين إسرائيليتين وإصابة ثالثة وصفت حالتها بالخطيرة قرب حاجز الحمراء، الواصل بين أريحا ونابلس، شمال شرق الضفة الغربية، في منطقة الأغوار.

وقال مستشار محافظ أريحا هاني زبيدات، لـ"العربي الجديد"، إن "قوات الاحتلال أغلقت مداخل أريحا بحواجز عسكرية، وتفتش جميع المركبات المارّة، وتحديدًا المتوجهة إلى داخل المحافظة، وذلك في سياق ملاحقتها للمركبة التي نفذت عملية إطلاق النار".

من جانب آخر، أوضحت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، أن الاحتلال يتعامل مع مكان وقوع العملية كمنطقة عسكرية مغلقة، حيث يحتجز منذ الصباح المركبات التي كانت تسير على الخط الالتفافي 57 قرب موقع العملية في منطقة الجفتلك، ونشرت قوات الاحتلال عناصر مسلحة على طول الطريق المحاذي لمنطقة الحمراء، من أريحا وصولًا إلى قرية فروش بيت دجن، شرق نابلس.

واقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي قرية وادي الباذان، شمال شرقي نابلس، شمالي الضفة، واستولت على تسجيلات كاميرات مراقبة من بعض المحلات التجارية فيها، كما اعتقلت الفتى محمد شحادة من رام الله، وسط الضفة الغربية، أثناء مروره على حاجز عسكري مقام بين مدينتي أريحا، شرقي الضفة، ورام الله.

إلى ذلك، اقتحمت قوات الاحتلال، مساء اليوم الجمعة، عدة قرى ونصبت حواجز عسكرية متفرقة، وأعاقت تحركات الفلسطينيين في محافظة جنين، شمالي الضفة، وشرعت بتوقيف المركبات وتفتيشها والتدقيق في هويات راكبيها، وأغلقت المدخل الرئيسي لقرية بردلة في الأغوار الشمالية.

وقال رئيس مجلس قروي فروش بيت دجن عازم حج محمد، لـ"العربي الجديد"، إن المستوطنين بحماية جيش الاحتلال الإسرائيلي أحرقوا بيوتاً بلاستيكية ومعدات زراعية تعود لسكّان البلدة، فيما بدأوا بمهاجمة المنازل، وسط استعدادات عسكرية على مداخل فروش بيت دجن التي يقسمها الشارع الالتفافي الاستيطان رقم "58" من المنتصف.

وأغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي جميع مداخل مدينة نابلس، حسب الناشط من حوارة جهاد عودة، الذي أوضح لـ"العربي الجديد"، أن عصابات المستوطنين بدأت بالتجمهر عند دوار سلمان الفارسي الواصل بين قرى محافظة نابلس، كما شددت حصارها على مداخل البلدة بشكل لافت ومنعت المركبات من المرور إليها.

مستوطنون يهاجمون مركبات الفلسطينيين

واحتشد مستوطنون قرب قرية عين البيضاء بالأغوار الشمالية، وعند مفترق عين الحلوة، واعتدوا على مركبات الفلسطينيين، كما أضرموا النار في أجزاء من بيت بلاستيكي يعود للمواطن عبد الباسط بشارات في خربة حمصة التحتا بالأغوار الشمالية.

وهاجم مستوطنون مركبات الفلسطينيين في عدة مناطق بمحيط مدينة نابلس ونفذوا أعمالاً استفزازية، بحسب تصريحات لمسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية غسان دغلس.

وأغلق المستوطنون المدخل الجنوبي لبلدة الخضر، جنوب بيت لحم، جنوبي الضفة، وهاجموا المركبات الفلسطينية.

إلى ذلك، وثّقت مقاطع مصورة اعتداءات للمستوطنين على مركبات المواطنين قرب مدخل بلدة تقوع، شرق بيت لحم، جنوب الضفة الغربية.

وأفاد رئيس بلدية تقوع موسى الشاعر لـ"العربي الجديد"، بأن مستوطني مستوطنة "تكواع" المقامة على أراضي المواطنين تجمهروا على الطريق الالتفافي، قرب مدخل البلدة الرئيسي، ورشقوا مركبات المواطنين بالحجارة، ما أدى لتضرر عدد منها.

وحسب شهود عيان، فقد أغلق المستوطنون حاجز بيت إيل، شمال مدينة البيرة، ورشقوا مركبات المواطنين بالحجارة.

وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد أعلن عن عمليات تمشيط واسعة تجري حالياً بحثاً عن المنفذين المحتملين بعدما أكد وقوع عملية إطلاق نار استهدفت مركبة بالقرب من مستوطنة الحمرا، حيث قالت خدمة إسعاف "نجمة داود الحمراء" (خدمة الإسعاف الإسرائيلية)، "إن امرأتين لقيتا حتفهما، وأصيبت ثالثة بجروح وصفت بالخطرة".

وكانت حركة "حماس" قد أكدت في بيان لها أن عملية الأغوار "البطولية تؤكد أن المقاومة ردها سريع وفي أماكن حساسة أمنياً للاحتلال"، كما شددت على أن المقاومة متجذرة في قلوب أبناء الشعب الفلسطيني والمرابطين في المسجد الأقصى، وأن عدوان الاحتلال على المرابطين لن يمر، والمقاومة تقول دائماً إن الأقصى خط أحمر، وكل ما يقوم به الاحتلال عبث بصواعق التفجير".

كما باركت حركة "الجهاد الإسلامي"، في بيان لها، عملية الأغوار، حيث قالت: "إن هذه العملية جاءت في ظل حملة (لتزول الحواجز) التي أعلنتها سرايا القدس لاستهداف حواجز الاحتلال بالضفة، وتأكيداً على (وحدة الساحات)، رداً على جرائم العدو وإرهابه وتغول حكومته الفاشية".

وأضافت الحركة: "أثبتت العملية أن المقاومة جاهزة للرد وإيلام المحتل من حيث لا يحتسب، وتبعث برسالة قوية أن جرائم الاحتلال بحق شعبنا لن تمر دون رد يوازي حجم الجريمة".

المساهمون