وثق تقرير بثته قناة التلفزة الإسرائيلية الرسمية "كان" مساء أمس الأربعاء، بالصوت والصورة سماح سلطات الاحتلال للمستوطنين بأداء الصلوات التلمودية في المسجد الأقصى، دون التعرض لهم.
وعرضت القناة مشاهد تظهر إلقاء حاخامات دروسا ومواعظ توراتية، أمام المستوطنين الذين يدنسون الأقصى تحت حماية شرطة الاحتلال.
وأظهر التقرير أحد جنود الاحتلال، الذي شارك في اقتحام الأقصى بزيه العسكري وهو يستلقي فجأة على الأرض لأداء طقوس دينية أثناء تجوله في المسجد، لافتًا إلى أن المستوطنين المشاركين في الاقتحام ينتمون إلى ما يسمى جماعات الهيكل أي "الذين يحلمون ببناء الهيكل الثالث" على أنقاض المسجد الأقصى.
وأبلغ الحاخام إليشيف فلنسون، الذي يدير مدرسة "هار هابيت" الدينية في القدس المحتلة ويعد من أكثر المتحمسين لبناء "الهيكل الثالث"، القناة بأن تحولا كبيرا طرأ على سلوك شرطة الاحتلال إزاء أداء الصلوات والطقوس الدينية اليهودية في الأقصى، مشيرا إلى أن عناصر الشرطة كانوا لا يترددون في اعتقال كل من يهم بأداء الصلوات، في حين أنهم باتوا حاليا يسمحون بذلك.
أما يسرائيل، وهو شاب من التيار الحريدي، فيقر في التقرير بأنه تقمص شخصية الفلسطينيين وتسلل عدة مرات إلى المساجد المختلفة المنتشرة داخل الأقصى أثناء تواجد المصلين المسلمين فيها.
ولفتت القناة إلى أن عدد المستوطنين الذين يدنسون المسجد الأقصى تضاعف عدة مرات، مشيرةً إلى أنه قبل سنوات كان عدد اليهود الذين يقتحمون المسجد 10 آلاف في حين أن 40 ألف مستوطن يهودي دنسوا المكان فقط منذ بداية العام الجاري.
من ناحيته، قال أحد الحاخامات الذين يحرصون على تدنيس الأقصى يوميا للقناة، إنه يتمنى لو تم نقل المسجد الأقصى إلى السعودية حتى يتسنى بناء الهيكل مكانه.
وأجرت القناة مقابلة مع مدير المسجد الأقصى عمر كسواني الذي أكد أن المستوطنين يؤدون الصلوات التلمودية والأغاني الدينية والكثير من الشعائر اليهودية، مشيرا إلى أن ما يمارسه المستوطنون يمثل تكريسا للتقسيم الزماني.
وينسف سلوك سلطات الاحتلال تماما الاتفاق الذي توصل إليه رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو وملك الأردن عبد الله الثاني في 2015، برعاية وزير الخارجية الأميركي السابق جون كيري، والذي التزمت إسرائيل بموجبه "بالحفاظ على الوضع القائم" في الأقصى، وضمن ذلك عدم السماح لليهود بأداء الصلوات التلمودية.