الاحتلال يستبق ذكرى انطلاقة "حماس" بحملة اعتقالات ضد نشطائها

13 ديسمبر 2022
"محامون من أجل العدالة": أرقام قياسية في حالات الاعتقال (Getty)
+ الخط -

نفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الثلاثاء، حملة اعتقالات طاولت أكثر من 20 فلسطينيًا، في الضفة الغربية، غالبيتهم من نشطاء حركة حماس والأسرى المحررين المحسوبين عليها، وذلك قبل يوم من ذكرى انطلاقتها الخامسة والثلاثين التي توافق يوم غدٍ الأربعاء.

وقال القيادي بحركة حماس نايف الرجوب لـ"العربي الجديد"، "إن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت اليوم، نشطاء وأسرى محررين محسوبين على حركة حماس قبيل يوم من ذكرى انطلاقة الحركة، التي توافق يوم غد الأربعاء".

ووفق الرجوب، فإن الاحتلال يستبق ذكرى انطلاقة حماس كما حدث بالسنوات السابقة، لمنع حدوث أي احتفالات أو أية مظاهر احتفالية بذكرى الانطلاقة، وهذا العام بدأت تحذيرات الاحتلال مبكرًاً، حيث استدعى واعتقل الكثير من نشطاء الحركة خلال الأسبوع الماضي، كما حدث مع النائب عن الحركة بالمجلس التشريعي باسم الزعارير من بلدة السموع جنوب الخليل ونشطاء آخرين، حيث جرى اعتقالهم لساعات بعد تحذيرهم وتهديدهم في حال شاركوا بأية فعاليات، ثم تم الإفراج عنهم.

وأشار الرجوب إلى أن هذه الاعتقالات، التي شملت مختلف مناطق الضفة الغربية، إما أن تكون للتحذير من المشاركة بفعاليات إحياء ذكرى انطلاقة حركة حماس، أو تحويل قسم من المعتقلين إلى الاعتقال الإداري.

من جهة ثانية، أكدت مصادر محلية وصحافية أن قوات الاحتلال اعتقلت اليوم، أربعة شبان من مدينة الخليل وخمسة شبان من بلدة بيت فجار جنوب بيت لحم بينهم الأشقاء الأربعة: زكي، ومحمد، وموسى، ويونس يوسف ديرية، إضافة لشاب من مخيم الدهيشة في بيت لحم.

واعتقلت قوات الاحتلال الأسير المحرر ماهر عابد بعد مداهمة منزله في قرية كفردان غرب جنين، واعتقلت شابين آخرين من بلدتي السيلة الحارثية ورمانة غرب جنين، واعتقلت شابًا من بلدة فقوعة شرق جنين، وتم اعتقال شاب من بلدة طمون جنوب طوباس.

كما اعتقلت قوات الاحتلال 3 شبان من قرية كفر نعمة غرب رام الله، واعتقلت الفتى عبد الرحمن عزات من مخيم عقبة جبر بأريحا، واعتقلت كذلك 4 شبان من بلدة عزون شرق قلقيلية.

وتأتي حملة الاعتقالات التي ينفذها الاحتلال، بالتزامن مع حملة أخرى تنفذها الأجهزة الأمنية الفلسطينية، حيث تم استدعاء واعتقال العشرات من المحسوبين على حركة حماس بالضفة الغربية بينهم أسرى محررون وطلبة، وفق ما أكدته لجنة أهالي المعتقلين السياسيين.

"محامون من أجل العدالة": أرقام قياسية في حالات الاعتقال

بدورها، أكدت مجموعة "محامون من أجل العدالة"، في بيان لها الليلة الماضية، أنها تتابع حالة الاستدعاءات والاعتقالات من قبل الأمن الفلسطيني التي بدأت منذ مطلع الشهر الحالي، وتزايدت خلال الـ 24 ساعة الماضية بشكل خاص، بحق ناشطين وطلبة جامعيين بالتزامن مع ذكرى انطلاقة حركة حماس.

وقالت "محامون من أجل العدالة": "بشكلٍ مؤسف، حقق هذا العام أرقامًا قياسية في حالات الاعتقال والاستدعاء السياسي بما يزيد عن 500 حالة، والتعذيب وسوء المعاملة التي تعرض لها المعتقلون، لم تشهدها الحالة الفلسطينية منذ قدوم السلطة الفلسطينية عام 1994، بشكلٍ يناقض كل الوعود التي أصدرتها المؤسسات الرسمية التنفيذية والحكومة الفلسطينية بحفظ حرية الرأي والتعبير، وتشكيل اللجان المختلفة لتحقيق ذلك، لكنّ حالة الحريات العامة تدهورت بشكلٍ متزايد، وأصبحت أكثر سوءًا".

وأطلقت مجموعة "محامون من أجل العدالة" نداءً مستعجلًا لجميع المؤسسات الأهلية والحقوقية لأخذ دورها والوقوف معًا في الضغط لإنهاء انتهاكات حقوق الإنسان الحاصلة في الضفة الغربية، والضغط نحو تطبيق وعود المؤسسة الحكومية والتنفيذية في احترام حرية الرأي والتعبير والعمل السياسي، وعدم تعزيز الانقسام الفلسطيني، والحيلولة دون فقدان أحد النشطاء خلال هذه الانتهاكات، كما حصل مع الناشط نزار بنات.

من جانب آخر، أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، مساء أمس الإثنين، عن الأسيرة الطفلة حلا سرور (16 عامًا) من بلدة نعلين غرب رام الله، بعد اعتقال استمر 15 يومًا، حيث جرى اعتقالها خلال زيارتها لشقيقها في سجون الاحتلال، بحسب ما أفاد به نادي الأسير الفلسطيني.

في شأن آخر، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء أمس الإثنين، قرى وخرب خلة المي، والديرات، والرفعية، وأم الشقحان، ببلدة يطا جنوب الخليل، وصورت عددا من المنشآت في المنطقة، وأغلقت مداخل قرية أم الشقحان بالسواتر الترابية.

المساهمون