قررت المحكمة المركزية الإسرائيلية في القدس المحتلة، صباح اليوم الخميس، تأجيل النظر في التماس عائلتي الرجبي وأبو ناب ضد ترحيلهما من حي بطن الهوى في القدس المحتلة حتى الخامس من يوليو/تموز المقبل، فيما تعرض أهالي الحي والمتضامنون معهم للقمع أمام المحكمة.
وساد التوتر الشديد محيط المحكمة، التي عقدت جلسة خاصة للنظر في التماس العائلتين المقدسيتين ضد ترحيلهما قسرياً، واندلعت اشتباكات بالأيدي بين قوات الاحتلال الخاصة والأهالي تزامناً مع جلسة المحكمة.
واعتدت تلك القوات على العشرات من أهالي الحي وأفراد العائلتين، ومن حضر من المواطنين من النساء والفتية دعماً وإسناداً للعائلتين ضد ترحيلهما، كما اعتقلت الشاب عادل السلوادي، واقتادته إلى أحد مراكزها في شارع صلاح الدين بعدما اعتدي عليه بالضرب.
وأفاد شهود عيان "العربي الجديد"، بقيام دورية لشرطة الاحتلال بتعمد صدم مركبة خاصة كان يقودها أحد أصحاب الاحتياجات الخاصة وسط شارع صلاح الدين بمدينة القدس، ما تسبب بإصابته برضوض مختلفة، وكان سبق ذلك دفعه ومركبته بالقوة من أمام المحكمة من قبل عناصر الاحتلال.
قوات الاحتلال تعتدي على الأهالي وتقمع وقفتهم التضامنية أمام محكمة الاحتلال بالقدس pic.twitter.com/weG1PnFxP1
— AlQastal القسطل (@AlQastalps) June 10, 2021
وقال شرف غيث أحد أفراد العائلتين المهددة بالترحيل لـ"العربي الجديد"، إنّ "العائلة كانت تسلمت منذ العام 2015 عدة بلاغات من محامي جمعيات استيطانية يطالبوننا بإخلاء المنزل بزعم أنه مقام على أرض كانت مملوكة ليهود اليمن، وهو زعم باطل، بالنظر إلى أنّ العائلة تقيم في المنزل المذكور منذ أكثر من خمسين عاماً، وأنّ ما يدعونه ملكيتهم لوثائق إنما هي وثائق مزورة"، مشدداً على أنّ العائلة لن تترك منزلها "مهما كان الثمن".
وكانت عائلة الرجبي واحدة من عشرات العائلات المقدسية القاطنة في حيّ بطن الهوى، والتي تلقت قبل سنوات أمراً بإخلاء منزلها الذي تقيم فيه منذ عشرات السنوات، بادعاء أنّ العائلة تقيم في منزل مقام على أرض تعود ملكيتها ليهود اليمن منذ عام 1881، أي منذ عهد السلطنة العثمانية، وقبل الانتداب البريطاني على فلسطين حتى، وبأنّ المنزل أُقيم من دون ترخيص، فيما لم تأخذ محكمة الاحتلال بما قدم إليها من مستندات صادرة عن الدوائر العثمانية، في ذلك الحين، تؤكد حقّ العائلة في المنزل والأرض المقام عليها.
بدوره حذر، رئيس لجنة الدفاع عن حي بطن الهوى، زهير الرجبي، في حديث لـ"العربي الجديد"، من تداعيات سيطرة المستوطنين على مزيد من منازل الحي بادعاءات ومزاعم غير صحيحة، موضحاً أنّ توسع رقعة الاستيطان في بلدة سلوان والدعم الكبير الذي تحظى به جمعية "ألعاد" الاستيطانية وغيرها من جمعيات استيطانية من قبل الحكومة الإسرائيلية، "حوّلت حياة المواطنين في حيّ بطن الهوى إلى جحيم تهدف من ورائه سلطات الاحتلال ومستوطنوها إلى الضغط على السكان الأصليين لترك مساكنهم".
وشدد على أنّ "ذلك لن يحدث أبداً، على الرغم مما يقع من اعتداءات يومية ينفذها الجنود الإسرائيليون والمستوطنون وحراس أمن المستوطنين ضدّ سكان الحي من النساء والأطفال".
وكانت الجمعيات الاستيطانية قد تمكّنت، خلال السنوات القليلة الماضية، بدعم من حكومة الاحتلال الإسرائيلي، وبلدية الاحتلال في القدس، من تعزيز سيطرتها على المنطقة من خلال جملة من الاستيلاءات على عقارات في بلدة سلوان الواقعة إلى الجنوب من المسجد الأقصى، وافتتاح مراكز تعنى بما يسمى تراث يهود اليمن، بالإضافة إلى الحفريات الواسعة التي تقوم بها جمعية "ألعاد" الاستيطانية، والمتجهة شمالاً من وسط البلدة إلى تخوم المسجد الأقصى من ناحيته الجنوبية.