الاحتلال الإسرائيلي يوسع عدوانه على غزة والمقاومة تواصل الرد

غزة

ضياء خليل

avata
ضياء خليل
القدس المحتلة

نضال محمد وتد

نضال محمد وتد
12 نوفمبر 2018
8A7E7350-0DDB-494A-82ED-480DA1DC345B
+ الخط -

وسّعت المقاومة الفلسطينية ليل الاثنين، دائرة الرد على العدوان الإسرائيلي، باستهداف مناطق أبعد من "غلاف غزة" برشقات صاروخية، بعد توسيع الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على القطاع، والذي استهدف خلاله مبنى فندق الأمل الحكومي غربي مدينة غزة، ومبانيَ سكنية ومؤسسات مدنية وإعلامية.

واستهدفت المقاومة مناطق أبعد من الغلاف برشقتي صواريخ على الأقل، سمع دويها في مناطق واسعة من شمال قطاع غزة، كما استهدفت ليلاً مدينة عسقلان برشقات صاروخية جديدة، بعد إعلان الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة أنها قررت توسيع دائرة قصفها رداً على العدوان الإسرائيلي على المنازل والمؤسسات المدنية.

وحذّرت الغرفة المشتركة للمقاومة والتي تضم الفصائل الفلسطينية المسلحة كافة بأنه "إذا تمادى الاحتلال في عدوانه فإنها ستقوم بتوسيع دائرة النار بشكل أكبر".

ونشرت "فضائية الأقصى" فيديو يوثق لحظة استهداف الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية عصر الاثنين، حافلة جنود إسرائيلية في منطقة أحراش مفلاسيم شرق جباليا (شمال قطاع غزة) بصاروخ موجّه من طراز "كورنيت".

وذكرت الغرفة المشتركة، في بيان وصل "العربي الجديد"، أن استهدافها للحافلة أدى إلى إصابتها بشكلٍ مباشرٍ واشتعال النيران فيها ومقتل وإصابة من كان بداخلها.

وفي حين هددت كتائب القسام بأن "القادم أعظم في حال استمر العدوان على غزة"، قال المتحدث باسمها، أبو عبيدة، إن الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة في حالة تشاور جدي لتوسيع دائرة النار. وأضاف أن "عسقلان البداية، ونحو مليون صهيوني سيكونون بانتظار الدخول في دائرة صواريخنا إذا كان قرار العدو هو التمادي في العدوان".

وتابع "ما حصل في عسقلان تتحمله قيادة العدو، وهو تحذير بأن القادم أعظم في حال استمر العدوان، ضرباتٌ لم تعرفوها من قبل".

وقالت وسائل الإعلام الإسرائيلية، صباح اليوم الثلاثاء إن القصف الصاروخي للمقاومة على مدينة عسقلان الليلة، أسفر عن مقتل فلسطيني من منطقة الخليل وإصابة إسرائيلية بجراح، لكن أطقم الإسعاف الإسرائيلية، اكتشفت أمرهما بعد ساعتين من القصف، فيما أصيب عشرة إسرائيليين آخرين بالقصف الذي أصاب مبنى سكني في عسقلان. وبلغ إجمالي الجرحى الإسرائيليين من الهجمات الصاروخية أمس نحو 50 شخصا.
 
إلى ذلك أشارت المواقع الإسرائيلية، إلى أن المقاومة الفلسطينية أطلقت أمس نحو 370 قذايفة صاروخية، تمكنت القبة الحديدية من اعتراض نحو مائة قذيفة منها. 

في غضون ذلك وسعت الجبهة الداخلية الإسرائيلية أوامر تعطيل الدراسة في مستوطنات النقب لغاية 40 كم من الحدود مع إعلان تعطيل الدراسة في جامعة بن غرويون في بئر السبع. 
 
وأعلن اليوم أن الكابينت السياسي والأمني لحكومة الاحتلال سيجتمع اليوم لمناقشة القرارات العملياتية التي اتخذها أس رئيس الحكومة الإسرايلية أمس مع وزير الأمن ورئيس أركان الجيش طيلة يو أمس.

وأُعلن رسمياً عن تعطيل المدارس والجامعات والمؤسسات التعليمية في جميع أنحاء قطاع غزة ليوم غدٍ الثلاثاء، وفق بيانات متعددة أصدرتها المؤسسات المعنية.

ودمرت طائرات الاحتلال الحربية، منزلاً من طابقين في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، وفق نشطاء وشهود عيان. ويقطن في المنزل الواقع غربي المدينة 25 فرداً، وتم إطلاق صاروخ من طائرة استطلاع عليه قبل تدميره بشكل كامل.

وفي خان يونس، دمر الاحتلال منزلاً من عدد من الطوابق يعود لعائلة البريم، ودمرت الصواريخ عمارة "الرحمة" السكنية في شارع العيون غربي مدينة غزة، وفي حيّ الشيخ رضوان، دمر الطيران الحربي منزلاً لعائلة أبو ناجي دون إصابات.

كما دمرت الطائرات الحربية الإسرائيلية مبنى قناة "الأقصى" الفضائية التابعة لحركة حماس بعدد من الصواريخ، وتحول مبنى القناة غربي مدينة غزة إلى كومة من الحجارة بعد القصف الإسرائيلي الذي استهدفها.

ورفعت وزارة الصحة في غزة الجهوزية في كافة المستشفيات ووحدات الإسعاف لمواكبة التطورات الميدانية في قطاع غزة، وأهابت بـ"الجميع عدم التجمهر في المستشفيات، وخاصة أقسام الطوارئ و إفساح المجال أمام الطواقم الطبية للقيام بمهامها وتسهيل حركة سيارات الإسعاف".

من جهته، أكدّ المتحدث باسم حركة حماس، فوزي برهوم في تصريح وصل لـ "العربي الجديد"، أنّ استمرار القصف الإسرائيلي الهمجي على غزة وتدمير البيوت والمقار والمؤسسات الإعلامية تخط لكل الخطوط الحمراء، ورسالة تصعيد وعدوان.

وقال برهوم "سيصل للاحتلال جواب المقاومة وردها بما يتوازى مع حجم هذه الجرائم".

أما المتحدث  باسم حركة فتح، عاطف أبو سيف، فأكدّ من جهته أنّ "العدوان الهمجي الذي يتعرض له شعبنا في قطاع غزة جزء من جرائم إسرائيل المستمرة بحق شعبنا وأرضنا"، مشدداً في تصريح وزع على الصحافيين على أنّ "العدوان الهمجي لن يكسر إرادة الشعب الفلسطيني".

كما أكد أبو سيف على أنّ "الصمود الفلسطيني في وجه آلة البطش والقتل والعدوان تتكسر على صخرته قوة الاحتلال وعدوانه، وأن الوحدة الوطنية هي صمام الأمان في حماية شعبنا وأرضنا".

اتصالات ودعوات لوقف العدوان

إلى ذلك، أجرى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الليلة، اتصالات إقليمية ودولية مكثفة وعلى المستويات كافة، لوقف العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الفسلطينية "وفا".

واستنكر عباس التصعيد الإسرائيلي، داعيا المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري والعاجل لوقفه وعدم جر المنطقة إلى مزيد من الدمار وعدم الاستقرار.


من جهته، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، عن أمله في انتهاء التوتر في قطاع غزة، محذرا من اندلاع حرب قد تتحول إلى مأساة كبيرة.


وقال غوتيريس، الاثنين، لقناة "فرانس 24" الفرنسية في العاصمة باريس، إن "المستجدات في قطاع غزة مقلقة للغاية، ومأساة لا يمكن وصفها".

وأضاف وفق ما أوردته وكالة "الأناضول" "آمل أن ينتهي التوتر، وإلا فإن حربا جديدة ستندلع في غزة وسنواجه مأساة كبيرة، ولا بد من منع وقوع هذا".

في السياق، أكدت وزيرة الدولة لشؤون الإعلام، المتحدثة الرسمية باسم الحكومة الأردنية جمانة غنيمات، الاثنين، خطورة التصعيد في قطاع غزة ودعت إلى تحرك فوري لوقف العدوان الإسرائيلي وحماية الأبرياء.

ودانت غنيمات العدوان الذي أدى إلى سقوط عدد من الضحايا، وأكّدت ضرورة معالجة الأوضاع في قطاع غزة ضمن سياق سياسي شامل يضمن عودة الفلسطينيين والإسرائيليين إلى طاولة المفاوضات بهدف حل الصراع على أساس حل الدولتين سبيلاً وحيداً لتحقيق الأمن والاستقرار.

وشددت على أن التصعيد لن يؤدي إلا المزيد من التوتر والصراع، مشددة على أهمية وقف العدوان وضبط النفس واتخاذ خطوات عملية فورية لإنهاء المعاناة الإنسانية بالقطاع.

ذات صلة

الصورة
قناة السويس من جهة الإسماعيلية، 10 يناير 2024 (سيد حسن/Getty)

سياسة

دعت جهات مصرية إلى منع مرور السفن الحربية الإسرائيلية في قناة السويس بعد توثيق مشاهد عبور سفينة حربية إسرائيلية فيها أخيراً، وسط غضب شعبي مصري.
الصورة
مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا - شمال غزة - 28 أكتوبر 2024 (فرانس برس)

مجتمع

في تحقيق شامل، أفادت وكالة أسوشييتد برس بأنّ "إسرائيل لم تقدّم أدلّة تُذكر على وجود مقاتلي حركة حماس في مستشفيات غزة المستهدفة بالقطاع، في حالات كثيرة".
الصورة
دبابة إسرائيلية على حدود لبنان من جهة الناقورة، 13 أكتوبر 2024 (Getty)

سياسة

اشتدت حدة المواجهات البرية بين حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان مع دخول المعارك شهرها الأول من دون أن تتمكن إسرائيل من إحكام السيطرة.
الصورة
قصف إسرائيلي في محيط قلعة بعلبك الأثرية، 21 أكتوبر 2024 (نضال صلح/فرانس برس)

سياسة

انضمّت مدينة بعلبك إلى الأهداف الإسرائيلية الجديدة في العدوان الموسَّع على لبنان تنفيذاً لسياسة الأرض المحروقة ومخطّط التدمير والتهجير الممنهج.