استمع إلى الملخص
- النيجر، التي كانت حليفًا في مكافحة الإرهاب بجنوب الصحراء، تشهد انسحاب القوات الفرنسية والأمريكية، مع توجه الحكومة العسكرية نحو إنهاء التحالفات الغربية واتهامات بالتقارب مع إيران.
- تجري النيجر مناورات عسكرية مع دول مجاورة كجزء من تعزيز التعاون الإقليمي في مواجهة التحديات الأمنية، مما يعكس تحولًا في استراتيجيتها الدفاعية والأمنية بعد تغيير موقفها من التحالفات الدولية.
أعلن الاتحاد الأوروبي، الاثنين، أنه سينهي مهمته العسكرية التي تضم عشرات الجنود في النيجر بنهاية يونيو/ حزيران المقبل وذلك بسبب الوضع السياسي في الدولة التي يديرها مجلس عسكري.
وكانت النيجر حتى انقلاب 2023 شريكة للغرب في منطقة جنوب الصحراء الكبرى الأفريقية في مواجهة المتشددين الذين قتلوا آلاف الأشخاص وشردوا ملايين آخرين. لكن الحكام العسكريين دفعوا فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة، لسحب قواتها واتفقوا على انسحاب القوات الأميركية مع توطيد علاقاتهم مع روسيا.
وجاء في البيان أن "المجلس قرر اليوم عدم تمديد مهمة الشراكة العسكرية للاتحاد الأوروبي في النيجر إلى ما بعد 30 يونيو/ حزيران 2024، في ضوء الوضع السياسي الحالي الخطير في البلاد".
وتأسست البعثة في عام 2022، في واحدة من أفقر دول العالم، وتضم ما بين 50 و100 جندي أوروبي هناك للمساعدة في الخدمات اللوجستية والبنية التحتية.
وفي 22 ديسمبر/ كانون الأول 2023، غادرت آخر دفعة من القوات الفرنسية التي كانت قد نُشرت في النيجر للمساهمة في مكافحة تمرد مستمر منذ عشر سنوات في منطقة الساحل الأفريقي، أراضي البلاد، في انسحاب وجه ضربة أخرى لنفوذ باريس في غرب أفريقيا.
وقبل نحو أسبوع، قالت نيامي والولايات المتحدة في بيان مشترك إنهما توصلتا إلى اتفاق بشأن انسحاب القوات الأميركية، وهي عملية بدأت بالفعل وستكتمل بحلول 15 سبتمبر/ أيلول المقبل. وكان المجلس العسكري الحاكم بالنيجر قد طلب، في الشهر الماضي، من الولايات المتحدة سحب جنودها وعددهم نحو 1000.
وفي السياق، كشفت صحيفة وول ستريت جورنال نقلاً عن مسؤولين أميركيين ومن نيامي، أنّ قرار البلد الأفريقي إنهاء تحالفه مع الولايات المتحدة في مجال مكافحة الإرهاب جاء بعدما اتهم مسؤولون أميركيون كبار قادة المجلس العسكري بالبحث سراً في اتفاق يسمح لإيران بالوصول إلى احتياطات النيجر من اليورانيوم.
ومنذ أسبوع تجري مناورات عسكرية واسعة تضمّ جيوش النيجر ومالي وبوركينا فاسو وتشاد وتوغو في غرب النيجر القريب من مالي، حسبما أعلنت وزارة الدفاع النيجرية، أول أمس الأحد. وأفادت الوزارة في بيان بأنّ في هذه المنطقة حيث تنشط الجماعات المسلحة، "تجري (منذ الاثنين) مناورة وطنية كبيرة في مركز تدريب القوات الخاصة" في تيليا، معتبرة أنّ هذا التدريب يعدّ ثمرة "شراكة عسكرية بين النيجر والدول الصديقة مثل مالي وبوركينا فاسو وتوغو وتشاد".
(رويترز، العربي الجديد)