الاتحاد الأوروبي يدرس فرض عقوبات على تركيا.. وأردوغان "لن نخضع"

07 ديسمبر 2020
مبنى الاتحاد الأوروبي في بروكسل (Getty)
+ الخط -

أجرى وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي تقييماً، اليوم الإثنين، لأسس فرض عقوبات على تركيا بسبب نزاع على الغاز في البحر المتوسط، قبل أن يقرر زعماء الاتحاد في قمة ستعقد يومي 10 و11 ديسمبر/كانون الأول الجاري، ما إذا كانوا سينفذون تهديدهم بفرض إجراءات عقابية، في حين شدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على أن بلاده "لن ترضخ للتهديدات أو الابتزاز".
وقال الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، في تصريح صحافي عقب اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، الإثنين، في العاصمة البلجيكية بروكسل، إن الدبلوماسية أُوجدت لحل الخلافات سلمياً عبر الحوار، وأن الاتحاد الأوروبي يحاول القيام بذلك مع تركيا.

وأوضح بوريل أن مسألة العلاقات الأوروبية مع تركيا سيقررها زعماء الاتحاد في القمة يومي 10 و11 ديسمبر الحالي، وأن وزراء الخارجية سيقدمون المعلومات للقادة قبيل قمتهم.
وأضاف أنهم ناقشوا الوضع في شرق البحر المتوسط والعلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي، مشيراً إلى أنه لا يوجد تغيير جوهري في موقف وزراء الخارجية حيال تركيا، وأن تقييمهم "ليس إيجابياً".
ولفت إلى أن أنشطة البحث والتنقيب التركية لا تزال مستمرة في شرق المتوسط، مؤكداً أن الوضع الحالي ينبغي تقييمه من قبل جميع الأعضاء وليس فقط من قبل اليونان والإدارة الرومية.
وأضاف "للأسف، لم نر تقدماً أو تطوراً في العلاقات مع تركيا. الدبلوماسية أُوجدت لحل الخلافات سلميا عبر الحوار، ونحن نحاول القيام بذلك".

أردغان: لن نرضخ
من جهته، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن بلاده "لن ترضخ للتهديدات أو الابتزاز"، لكنه كرر دعوته للتفاوض على المطالبات المتعارضة بشأن الجرف القاري والحقوق في موارد الطاقة.
كذلك، أكد وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو أن أنقرة ترغب بالحوار مع اليونان لحل الخلافات القائمة في شرق المتوسط.
وأوضح جاووش أوغلو، في كلمة له لدى مشاركته، الإثنين، بورشة عمل بخصوص شرق المتوسط نظمتها "جامعة أقدنيز" بولاية أنطاليا بالتعاون مع مجلس الجامعات الدولي، أن تركيا دعت اليونان قبل أشهر لإطلاق محادثات رسمية بشأن خلافات شرق المتوسط، إلا أن أثينا سارعت إلى عقد اتفاقية مع مصر.
وأضاف أن اليونان واصلت استفزازاتها رغم كافة مبادرات حسن النية التي أظهرتها تركيا خلال الأشهر الماضية، بما في ذلك سحب سفن التنقيب من شرق المتوسط.
وتابع: "اليونان قالت إنها لن تدخل في محادثات مع تركيا طالما تواصل سفينة الريس عروج فعاليات التنقيب في شرق المتوسط، وعندما سحبنا السفينة بدأت أثينا بابتداع حجج أخرى للهروب من طاولة الحوار".
وشدد وزير الخارجية على ضرورة أن يوقف الاتحاد الأوروبي الدعم غير المشروط لليونان وقبرص الرومية، وأنه ينبغي عليه تبني موقف وسيط عادل في المنطقة.
وجدد جاووش أوغلو تأكيده على أن تركيا ترغب في خلق أجندة إيجابية مع كافة دول المنطقة بما في ذلك اليونان.

اليونان: تركيا لا تتصرف بـ"إيجابية"
وقال وزير الخارجية اليوناني نيكوس ديندياس إن أعضاء الاتحاد الأوروبي كافة اتفقوا، اليوم الاثنين، على أن تركيا لم تُحدث تحولا إيجابيا بعيدا عن سياستها الخاصة بالتنقيب في المياه المتنازع عليها في شرق البحر المتوسط. وأكد تلك الرؤية دبلوماسيون في الاتحاد.
وقال ديندياس للصحافيين وهو يغادر الاجتماع: "تم التعبير بوضوح عن أنه يجب أن يكون هناك رد على تركيا"، مضيفا أن تركيا "استمرت في سلوكها ... هذا ما سوف يُناقش في اجتماع زعماء المجلس (الأوروبي)".
وبدأ التوتر في أغسطس/آب عندما أرسلت تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي والمرشحة لعضوية الاتحاد الأوروبي، سفينة مسح بمناطق التنقيب عن الطاقة المحتملة في مياه تطالب بها اليونان.

ألمانيا: الحوار ضروري
وتتولى ألمانيا حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي ومدتها ستة أشهر ويمكنها أن تحدد ما إذا كانت العقوبات ستمضي قدما.
وكانت ألمانيا تأمل بالتوسط بين أثينا وأنقرة لكنها شعرت بالغضب عندما استأنفت تركيا التنقيب عن الغاز قبالة قبرص في أكتوبر/ تشرين الأول بعد فترة توقف.
وقال هايكو ماس وزير الخارجية الألماني للصحافيين في بروكسل قبل بدء الاجتماع: "وقعت استفزازات وتوترات كثيرة بين تركيا وقبرص واليونان، ما منع إجراء محادثات مباشرة".
وأضاف أنه يرى ضرورة مواصلة الاتحاد الأوروبي الحوار مع تركيا من حيث المبدأ، مشيراً إلى أن جهود ألمانيا لم تفلح بعد في تحقيق توافق (مصالحة) بين اليونان وقبرص الرومية من جهة وتركيا من جهة أخرى (حيال البحر المتوسط).
ولفت إلى أن الاتحاد الأوروبي يرغب بأن يحصل إجماع بين أعضائه حول كيفية الرد على تحركات تركيا شرقي المتوسط.
وطالب زعماء الاتحاد الأوروبي تركيا، في أكتوبر/تشرين الأول، بالتوقف عن التنقيب في المياه المتنازع عليها في شرق البحر المتوسط أو مواجهة العواقب.
وعادت السفينة التركية "أوروتش رئيس" لمينائها مرة أخرى، الأسبوع الماضي، وهو ما ساعد على تهدئة التوترات، لكن رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشيل، حذّر تركيا من ممارسة لعبة "القط والفأر" بإعادة سفينة التنقيب لمينائها قبل قمة الاتحاد الأوروبي ثم إرسالها من جديد بعد انتهاء القمة.
 

دلالات
المساهمون