قال مدير شؤون آسيا والمحيط الهادئ في المفوضية الأوروبية جونار ويغاند، الأربعاء، إنّ الاتحاد الأوروبي سيحتاج إلى التعامل مع "طالبان"، لكنه لن يتسرّع بالاعتراف رسمياً بالحركة، باعتبارها الحاكم الجديد لأفغانستان.
ولفت إلى أنّ المفوضية تهدف إلى تأمين تمويل قيمته 300 مليون يورو هذا العام والعام المقبل، لتمهيد الطريق لإعادة توطين حوالى 30 ألف أفغاني.
وقال المسؤول الأوروبي إنّ العلاقات الرسمية مع "طالبان" لن تتحقق، إلا إذا استوفت الحركة شروطاً محددة، بما في ذلك احترام حقوق الإنسان، ووصول موظفي الإغاثة من دون قيود. وأضاف: "ليس هناك شك لدى الدول الأعضاء (في الاتحاد الأوروبي) وفي سياق مجموعة السبع: نحتاج إلى التعامل مع طالبان.. نحتاج إلى التواصل مع طالبان.. نحتاج للتأثير في طالبان.. نحتاج إلى استغلال النفوذ الذي نتمتع به".
وقال لأعضاء البرلمان الأوروبي في بروكسل، وفق ما نقلته "رويترز": "لكننا لن نتسرع بالاعتراف بهذا التشكيل الجديد ولا بإقامة علاقات رسمية"، لافتاً إلى أنه لم يتضح بعد ما إذا ستكون "طالبان" قادرة على الحكم بشكل فعال، لكن بالنسبة إلى الاتحاد الأوروبي، فإنّ الشرط الرئيسي للعلاقات الرسمية سيكون تشكيل حكومة انتقالية شاملة تمثل الجميع.
ورغم مرور أسبوعين على سيطرتها على العاصمة كابول، لم تعلن "طالبان" بعد تشكيل حكومة أو تكشف عن الكيفية التي تعتزم الحكم بها.
وأوضح ويغاند أنّ الشروط الأخرى للاعتراف بـ"طالبان" هي السماح بحرية خروج الأفغان الراغبين في مغادرة البلاد، والإحجام عن الانتقام ممن عملوا مع القوى الأجنبية أو الحكومة السابقة، والحيلولة دون أن تصبح أفغانستان ملاذاً للإرهابيين، لافتاً إلى أن خطة المفوضية الأوروبية لتأمين 300 مليون يورو في 2021 و2022 "ستدعم إعادة التوطين والسماح بالدخول لاعتبارات إنسانية" من أجل إعادة توطين حوالى 30 ألف شخص.
بدورها، أكدت واشنطن أن لا عجلة للاعتراف بـ"طالبان" من قبل واشنطن أو أي دولة أخرى تتواصل معها. وقات المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي، في مؤتمرها الصحافي اليومي، الأربعاء، إنّ الأمر سيعتمد كثيراً على سلوك الحركة، وما إذا كانت ستحقق توقعات المجتمع الدولي.
الأمر نفسه تحدثت عنه نائبة وزير الخارجية الأميركية للشؤون السياسية فيكتوريا نولاند، مشيرة في مؤتمر صحافي إلى أنّ الولايات المتحدة تريد أن ترى "طالبان" تفي بالالتزامات المترتبة عليها بموجب ميثاق الأمم المتحدة، وكذلك بتصريحاتها العامة بشأن توقعاتها لأفغانستان تحترم حقوق الإنسان، والقانون الدولي، وتسمح بمغادرة من يرغب من الأجانب والأفغان.
والثلاثاء، فرضت "طالبان" سيطرتها على المطار، عقب انسحاب آخر الجنود الأميركيين منه مع حلول 31 أغسطس/آب، وهي المهلة الممنوحة لواشنطن للخروج الكامل من أفغانستان.