أعلن قادة الانقلاب في الغابون، الخميس، أن مراسم تنصيب الجنرال برايس أوليغي نغيما "رئيساً انتقالياً" ستُقام في الرابع من سبتمبر/أيلول أمام المحكمة الدستورية، بعدما أطاح علي بونغو أونديمبا، فيما أعلن الاتحاد الأفريقي أنه قرّر "تعليقا فوريا" لعضوية الغابون فيه.
وأكّد أولريك مانفومبي مانفومبي، الناطق باسم "لجنة المرحلة الانتقالية وإعادة المؤسسات" التي تضم قيادات الجيش، أن الجنرال أوليغي قرر أيضاً إنشاء "مؤسسات انتقالية على مراحل".
وأعلن المجلس العسكري الاستيلاء على السلطة عبر التلفزيون الوطني قبل فجر أمس الأربعاء، وألغى نتائج الانتخابات التي أُعلنت قبل ذلك بدقائق، وتضمنت فوز بونغو بولاية ثالثة، ما يعني تمديد حكم عائلته المستمر منذ 56 عاماً.
وهذا الانقلاب هو الثامن في غرب ووسط أفريقيا منذ عام 2020، والثاني بعد النيجر في غضون أسابيع. ووقعت معظم الانقلابات في دول ناطقة بالفرنسية. واستولى ضباط من الجيش على السلطة في مالي وغينيا وبوركينا فاسو وتشاد، ما أدى إلى محو المكاسب الديمقراطية التي تحققت منذ التسعينيات، وأثار مخاوف القوى الأجنبية التي لها مصالح استراتيجية في المنطقة.
تحالف المعارضة يطالب بإتمام إحصاء الأصوات في انتخابات الرئاسة
إلى ذلك، حثّ تحالف المعارضة الرئيسي في الغابون، اليوم الخميس، ضباط الجيش الذين استولوا على السلطة على مواصلة العملية الانتخابية والانتهاء من إحصاء الأصوات في الانتخابات الرئاسية.
ويقول التحالف إن الرئيس علي بونغو فاز من دون وجه حق بالانتخابات، نظراً لعدم إتمام إحصاء الأصوات.
الاتحاد الأفريقي يعلن "تعليقا فوريا" لعضوية الغابون
إلى ذلك، أعلن مجلس السلم والأمن في الاتحاد الأفريقي، الخميس، أنه قرر "تعليقا فوريا" لعضوية الغابون في الاتحاد إثر الانقلاب.
وأعرب المجلس عبر منصة "إكس" عن "تنديده الشديد باستيلاء عسكريين على الحكم في جمهورية الغابون وإطاحة الرئيس علي بونغو في 30 أغسطس/ آب 2023"، مضيفا أنه "قرر أن يعلق فورا مشاركة الغابون في كل أنشطة الاتحاد الأفريقي وهيئاته ومؤسساته".
وجاء هذا الاعلان إثر اجتماع للمجلس بحث التطورات في الغابون بعد الانقلاب. وقال المجلس إن الاجتماع ترأسه مفوض الاتحاد الأفريقي للشؤون السياسية النيجيري بانكول اديويي والرئيس الدوري لمجلس السلم والأمن، البوروندي ويلي نياميتوي.
وكان الرئيس النيجيري بولا تينوبو، الرئيس الحالي للمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس)، قد قال إنه يعمل من كثب مع بقية القادة الأفارقة لاحتواء ما أطلق عليه "عدوى الاستبداد" التي تنتشر في أنحاء أفريقيا.
وعبّر الاتحاد الأفريقي وفرنسا والولايات المتحدة وكندا وبريطانيا عن مخاوفها المتعلقة بالانقلاب، لكنها لم توجه مناشدات مباشرة لإعادة بونغو إلى منصبه.
من جانبه، قال الاتحاد الأوروبي إن الانقلاب في الغابون "جاء بعد انتخابات شابتها "مخالفات".
وأضاف مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد جوزيب بوريل للصحافيين، اليوم الخميس، إنه ليست هناك "خطة حالياً لإجلاء مواطني دول التكتل من الغابون".
والغابون، وهي عضو في منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك)، منتج رئيسي للنفط والمنغنيز، وخطا رئيسها المخلوع خطوات واسعة لحماية غاباتها البكر مترامية الأطراف، والأفيال المهددة بالانقراض.
وأعلن كبار ضباط الجيش في الغابون انقلابهم قبل فجر أمس الأربعاء، بعد فترة وجيزة من إعلان لجنة الانتخابات فوز الرئيس عمر بونغو بفترة رئاسة ثالثة بفارق كبير في الأصوات في الانتخابات التي أجريت يوم السبت.
وفي وقت لاحق أمس الأربعاء، ظهر بونغو في تسجيل مصور وهو محتجز في مقره ويطلب من الحلفاء الدوليين المساعدة، لكنه بدا غير مدرك لما يحدث حوله. وأعلن الضباط أيضاً الجنرال بريس أوليجي نجيما، قائد الحرس الرئاسي السابق، رئيساً للبلاد.
شعبية بونغو تضاءلت وسط مزاعم فساد وإجراء انتخابات صورية، وإخفاقه في إنفاق المزيد من عائدات النفط على فقراء البلاد.
وتولى علي بونغو السلطة عام 2009 بعد وفاة والده عمر الذي حكم البلاد منذ 1967.
واحتفل المئات في شوارع العاصمة ليبرفيل، أمس الأربعاء، بتدخل الجيش، فيما أدانت الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وفرنسا، الدولة التي كانت تحتل الغابون، ولها قوات متمركزة هناك، الانقلاب.
(رويترز، فرانس برس)