يقترع الناخبون في الإكوادور، بعد غد الأحد، في انتخابات رئاسية مبكرة بعد حملة طبعها اغتيال أحد أبرز المرشحين فرناندو فيافيسينسيو، وعلى خلفية موجة عنف غير مسبوقة مرتبطة بتجارة المخدرات التي تتوسّع في البلاد.
وأنهى المرشحون لرئاسة الإكوادور حملاتهم الانتخابية الخميس، في ختام يوم شهد تكريمًا لذكرى فيافيسينسيو الذي اغتيل في التاسع من أغسطس/ آب.
وتقول الخبيرة السياسية اناماريا كوريا كريسبو لوكالة فرانس برس: "هذه انتخابات غير عادية تماماً، في ظلّ عنف رهيب أصبح أكثر حدة ووحشية مع اغتيال المرشح فرناندو فيافيسينسيو".
وسيتنافس على أصوات الناخبين محامية اشتراكية، وصحافي عيّن في اللحظة الأخيرة ليحلّ محلّ صديقه الذي اغتيل، وقناص سابق من الفيلق الأجنبي الفرنسي، من بين ثمانية مرشّحين يعيشون في هاجس التعرّض للاغتيال ولم يعودوا يخرجون إلى العلن إلّا بسترات واقية من الرصاص وتحت حراسة مسلحة.
وقتل فيافيسينسيو الذي كان يبلغ 59 عامًا، والذي جاء في المركز الثاني في استطلاعات الرأي، برصاص مجموعة من القتلة الكولومبيين أثناء مغادرته تجمعًا انتخابيًا في كيتو.
موز وقريدس ومخدرات
وضربت آفة تهريب المخدّرات خلال السنوات الأخيرة الإكوادور، التي عُرفت لوقت طويل بأنها واحة سلام في أميركا اللاتينية والمشهورة بالموز والقريدس وجزر غالاباغوس، إلى حدّ تهديد استقرار المؤسسات.
وتقع الإكوادور بين البيرو وكولومبيا، أكبر منتجي الكوكايين في العالم، وتشهد زيادة مقلقة في تهريب المخدرات وعنف العصابات.
في عام 2021، ضبطت البلاد شحنة من المخدرات بزنة 210 أطنان ثم 201 طن في العام التالي. كما تضاعف تقريباً معدّل جرائم القتل في الإكوادور في عام 2022 مقارنة بالعام السابق.
ولا يزال مدبرّو عملية قتل فيافيسينسيو مجهولين، إلّا أن المرشح القتيل الذي كان صحافيًا استقصائيًا كان أبلغ عن تهديدات تعرّض لها من زعيم عصابة مسجون حاليًا. وكان اتّهم أيضًا أعضاء برلمان من حزب الرئيس السابق رافايل كوريا بأنهم يريدون اغتياله.
واتهّم أقارب فيافيسينسيو، بمن فيهم أرملته، حزب كوريا بأنّه على الأقل كان على علم بمخطّط القتل، ولكن من دون تقديم أدلّة.
وكان الصحافي السابق معارضًا شرسًا لكوريا المقيم في بلجيكا، والذي حكم عليه غيابيًا بالسّجن لمدّة ثماني سنوات بتهمة الفساد بفضل أحد تحقيقات فيافيسينسيو.
مؤامرة سياسية
وتصدّرت المحامية لويزا غونزاليس المقربة من الرئيس اليساري السابق رافايل كوريا الأسبوع الماضي استطلاعات الرأي حول نوايا التصويت.
ويرى محلّلون أن الاغتيال قلب المشهد السياسي.
وتقول كوريا كريسبو من جامعة سان فرانسيسكو دي كيتو الخاصة "إننا نشهد انخفاضًا في شعبية غونزاليس". وتوقّع مدير معهد الاستطلاعات "ماركيت" أن "يعاقَب" حزب كوريا في صناديق الاقتراع.
واعتبر الرئيس السابق كوريا أن اغتيال فيافيسينسيو هو "مؤامرة سياسية" ضدّه.
وستكون صورة فيافيسينسيو موجودة على أوراق الاقتراع لا صورة كريستيان زوريتا الذي اختير مكانه، إذ إن المواعيد النهائية لا تسمح بطباعة أوراق جديدة.
صداقة قوية جدًا
وقالت والدة فيافيسينسيو: "كريستيان زوريتا هو الوحيد الذي يمكنه أن يحلّ محلّ ابني"، مشيرةً إلى صداقة قوية جدًا كانت تجمع بينهما.
وقال زوريتا لصحافيين الخميس: "عدم استبداله (فيلافيسينسيو) سيكون خيانة لنضاله وخيانة لاسمه"، متهما "مافيا عابرة للحدود" بالوقوف "وراء وفاة" صديقه.
وسينتشر العسكر والشرطة في جميع أنحاء البلاد لتأمين الانتخابات التي تبدأ الأحد الساعة 5,00 صباحًا بالتوقيت المحلي (12,00 ت غ) وتنتهي الساعة 17,00 مساءً (22:00 ت غ).
(فرانس برس)