الإعلان عن استشهاد معتقل من غزة في سجون الاحتلال

31 اغسطس 2024
عندما نُقل الأسير نصر زيارة (65 عاماً) إلى سجن الرملة لم يكن يقوى على المشي (إكس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- استشهاد المعتقل نصر زيارة (65 عاماً) في سجن الرملة الإسرائيلي نتيجة التعذيب، مما يرفع عدد الشهداء تحت التعذيب إلى 24 منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، مع استمرار الاحتلال في إخفاء هوياتهم واحتجاز جثامينهم.
- شددت سلطات الاحتلال ظروف اعتقال الأسرى الفلسطينيين منذ اندلاع الحرب على غزة، مما أدى إلى سقوط العديد من الشهداء، مع استمرار عمليات التعذيب والتنكيل والإذلال بحق المعتقلين.
- حمل البيان الفلسطيني الاحتلال المسؤولية الكاملة عن استشهاد نصر زيارة، مطالباً المنظومة الحقوقية الدولية بمحاسبة دولة الاحتلال ووقف الجرائم بحق الأسرى، مع ارتفاع عدد شهداء الحركة الأسيرة إلى 261 منذ عام 1967.

أعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، مساء اليوم السبت، استشهاد المعتقل من غزة نصر زيارة (65 عاماً) قبل نحو أسبوعين في سجن الرملة الإسرائيلي، ما يرفع الحصيلة المعلنة لمن قضوا تحت التعذيب في سجون الاحتلال إلى 24 شهيداً منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وشددت سلطات الاحتلال منذ اندلاع الحرب على غزة ظروف اعتقال الأسرى الفلسطينيين، وسط شهادات عن عمليات تعذيب قاسية تعرضوا لها، ما أسفر عن سقوط العديد من الشهداء في صفوفهم، بعضهم أعلن عن استشهاده، وكثيرون لا يزال مصيرهم مجهولاً، خصوصاً أولئك الذين اعتقلوا من قطاع غزة ويقدر عددهم بالآلاف.

وأوضحت الهيئة في بيان مشترك مع نادي الأسير الفلسطيني أن الشهيد نصر زيارة واحد من بين العشرات من معتقلي غزة الذين استشهدوا نتيجة لعمليات التعذيب الممنهجة ويواصل الاحتلال إخفاء هويات الغالبية منهم واحتجاز جثامينهم. وأضاف البيان نقلا عن عائلة الشهيد أنه اعتُقل في تاريخ 29 ديسمبر/كانون الأول 2023، إلى جانب نجله جهاد زيارة (37 عامًا) القابع في سجن النقب. وبحسب العائلة، فإن الشهيد أب لسبعة من الأبناء، واعتقل من منزله في حي التفاح، لكنه تعرض هو ونجله لتحقيق ميداني داخل المنزل، إلى جانب عمليات تّنكيل استمرت ساعات قبل الاعتقال.

وذكر البيان أن شهادات لأسرى في سجن الرملة أكدت أن الشهيد نقل إلى السجن قبل استشهاده بأسبوع، وكان يعاني من وضع صحي صعب جدا، وإصابات بحروق في الجزء السفلي من جسده، ولم يكن قادراً على السير على قدميه، ومكث هناك إلى أن استُشهد، فيما أكدت عائلته أنه كان مصاباً بمرض السكري، ولم يكن يعاني من أية حروق في جسده عند اعتقاله.

ويواصل الاحتلال إخفاء هويات العشرات من الشهداء بين صفوف المعتقلين الذين سقطوا في السجون والمعسكرات الإسرائيلية، ولا يوجد رقم نهائي ودقيق لأعدادهم حتى اليوم، هذا عدا معتقلين تعرضوا لعمليات إعدام ميدانية، وفق البيان. وتشير شهادات صادمة ومروّعة أدلى بها معتقلون من غزة أفرج عنهم، أو تسربت من خلال زيارات محدودة لبعض معتقلي غزة في سجون الاحتلال، إلى استمرار عمليات التعذيب والتنكيل والإذلال والجرائم بمختلف مستوياتها ومنها عمليات اغتصاب.

وقال البيان إن سلطات الاحتلال لم تصرح حتى اليوم عن العدد الكلي لمعتقلي غزة منذ تاريخ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وتواصل تنفيذ جريمة الإخفاء القسري بحق الغالبية العظمى منهم، رغم الجهود التي بذلتها المؤسسات الحقوقية مؤخراً في ضوء بعض التعديلات القانونية التي أتاحت لها فرصة استيضاح أماكن احتجاز كل من مر على اعتقاله أكثر من 90 يوما، وزيارة البعض منهم تحت رقابة مشددة، علما أن الاحتلال فرض تعديلات قانونية في بداية الحرب لترسيخ جريمة الإخفاء القسري، من بينها منع المعتقلين من لقاء المحامي.

ولفت البيان إلى أن ما أعلنت عنه إدارة سجون الاحتلال في بداية شهر أغسطس/آب يشير إلى احتجاز 1584 ممن صنفهم الاحتلال بـ"المقاتلين غير الشرعيين"، وهذا المعطى، بحسب البيان، لا يشمل المعتقلين في المعسكرات التابعة للجيش. ووفق البيان، فإن الاحتلال كان قد كشف عبر وسائل إعلامه أنه اعتقل أكثر من 4500 مواطن من غزة منذ بدء الحرب، "لكن ما وثقته الجهات المختصة يشير إلى أرقام أعلى". 

وحمّل البيان الفلسطيني الاحتلال المسؤولية الكاملة عن استشهاد المعتقل نصر زيارة جراء التعذيب، مجدِّداً مطالبة المنظومة الحقوقية الدولية "بتجاوز حالة العجز المستمرة أمام حرب الإبادة، واتخاذ قرارات واضحة لمحاسبة دولة الاحتلال، ووقف الجرائم التي ترتكب بحق الأسرى والمعتقلين". وباستشهاد الأسير زيارة، يرتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة منذ عام 1967 إلى 261، وهو الرقم المعلن من قبل مؤسسات الأسرى بحسب ما توفر لها من معطيات موثقة على مدار العقود الماضية. 

المساهمون