"الإطار التنسيقي" يطالب بإخراج القوات الأميركية من العراق

07 يناير 2023
حلفاء إيران يواصلون المطالبة برحيل القوات الأميركية (جون مور/ Getty)
+ الخط -

طالب تحالف "الإطار التنسيقي" الذي يضم قوى عراقية حليفة لإيران، أمس الجمعة، بإخراج القوات الأميركية من العراق وتحقيق السيادة الوطنية، وهو الملف الذي يعد من أولويات الحكومة الحالية برئاسة محمد شياع السوداني، الذي وعد بحسمه وفق برنامجه الحكومي، الذي على أثره مُنح الثقة من قبل مجلس النواب.

وكان مسؤولان عراقيان في بغداد قد كشفا، أول من أمس الخميس، لـ"العربي الجديد"، أن السوداني يخطط لإجراء زيارة رسمية إلى واشنطن، خلال الفترة المقبلة، على رأس وفد وزاري كبير من حكومته، وأن ملف الوجود العسكري الأميركي في العراق سيكون على رأس مباحثاته مع المسؤولين الأميركيين.

وقال هادي العامري، زعيم تحالف "الفتح" المنضوي ضمن "الإطار"، في بيان أمس صدر بمناسبة ذكرى تأسيس الجيش العراقي التي تصادف في السادس من يناير/ كانون الثاني: "بهذه المناسبة، نستذكر تلك الصفحات من العمل المشترك الذي أبدته كافة قواتنا الأمنية وبشتى صنوفها وتشكيلاتها في معركتها ضد الإرهاب، والتي تُوجت بالنصر المؤزر، بفضل الدماء الزكية والجهود الاستثنائية التي بذلتها الأجهزة الأمنية جميعاً"، مؤكدا أن "النصر يعكس أهلية قواتنا وجهوزيتها للقيام بواجباتها لحفظ الأمن والاستقرار دون الحاجة لوجود قوات قتالية أجنبية على أرض العراق".

وشدد على أن "الواقع أثبت انتفاء الحاجة إليها، لتلك القوات"، مطالبا بـ"خروج كافة القوات القتالية الأجنبية فوراً وتحقيق السيادة الوطنية الكاملة".

من جهته، أكد رئيس كتلة حقوق البرلمانية (الجناح السياسي لـ"كتائب حزب الله") سعود الساعدي أن قرار إخراج القوات الأميركية من العراق لم يأخذ مجراه الرسمي. وقال الساعدي، في تصريح صحافي، إن "المعلومات التي وصلت إلينا تؤكد عدم مصادقة رئاسة البرلمان على قرار إخراج القوات".

وشدد على أن "القرار ملزم للحكومة، وقد خاطبنا رئيسي البرلمان والوزراء والجهات المعنية بتزويدنا بنسخة من القرار الموقع"، مشيرا إلى أن كتلته "أرسلت العديد من الكتب الرسمية إلى الجهات المعنية لمعرفة أسباب عدم تنفيذ القرار".

وفي نهاية ديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي، أعلن رئيس الوزراء العراقي السابق مصطفى الكاظمي انتهاء المهام القتالية لقوات التحالف الدولي في العراق، الذي قادته واشنطن لضرب تنظيم "داعش" الإرهابي، مؤكدا جاهزية القوات العراقية للدفاع عن البلاد، وأن دور قوات التحالف بقيادة واشنطن أصبح مقتصرا على المشورة والتدريب فقط.

وكانت الفصائل المسلحة التي انضم أغلبها إلى تحالف "الإطار التنسيقي" قد صعدت من مطالباتها بإخراج القوات الأميركية من العراق قبل عامين، وضغطت لتحقيق هذا الأمر، ونفذت عمليات استهداف المصالح الأميركية في العراق.

وبعد تشكيل حكومة محمد شياع السوداني من قبل "الإطار التنسيقي"، توقفت عمليات استهداف المصالح الأميركية في البلاد. وبدأت في الأيام الأخيرة تتصاعد الحملة الإعلامية ضد القوات الأميركية، مع تشكيك من قبل قيادات "الإطار" في أن تكون حكومة رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي قد فعّلت الاتفاق بشكل صحيح. كما أن قيادات في "الحشد الشعبي" اعتبرت أن "وجود القوات أثر سلبا على سير العمليات العسكرية ضد التنظيم".

وتوجد تلك القوات في ثلاثة مواقع رئيسية بالعراق، هي قاعدة "عين الأسد" الواقعة على بعد 130 كيلومتراً من مدينة الرمادي، مركز محافظة الأنبار، غربي البلاد، وقاعدة "حرير"، شمال أربيل، ضمن إقليم كردستان العراق، إلى جانب معسكر "فيكتوريا"، الملاصق لمطار بغداد، الذي توجد فيه وحدة مهام وتحليل معلومات استخبارية، إضافة إلى السفارة الأميركية وسط بغداد.

وجاء قرار تحويل مهام القوات الأميركية إلى تدريبية، بعد جولات الحوار الاستراتيجي التي انطلقت بين بغداد وواشنطن منذ عام 2020، وانتهت بالجولة الرابعة العام الماضي 2021 التي أسفرت عن القرار.

المساهمون