الإدارة الذاتية شمال شرقي سورية تطلق سراح معتقلين من النظام و"داعش"

17 ابريل 2023
تدير "قسد" أكثر من 10 سجون في مناطق سيطرتها شمال شرقي سورية (العربي الجديد)
+ الخط -

أفرج مكتب العدل والإصلاح التابع لـ"الإدارة الذاتية" شمال شرق سورية، يوم الأحد، عن عشرات المعتقلين لديه في سجني غويران (الصناعة) في مدينة الحسكة و"علايا" في مدينة القامشلي، وهما من أشهر وأبرز أماكن وجود عناصر تنظيم "داعش".

وكان السجنان قد شهدا أحداثاً وحركات عصيان عديدة، كان آخرها في شهر يناير/كانون الثاني، 2022، إذ شهد سجن غويران (الصناعة)، هجوماً من خارج السجن وتهريباً لعناصر وقادة من التنظيم وأدى إلى مقتل وإصابة العشرات من "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) والتنظيم، بالإضافة إلى مدنيين وسجناء.

وتقدر أعداد المفرج عنهم من سجن علايا بـ 37 سجيناً، وقد تم الإفراج عنهم ظهر أمس الأحد، وسبق الإفراج عن مثلهم من سجن الصناعة في الحسكة صباح اليوم نفسه.

وجاء قرار الإفراج بناءً على قرار مجلس العدالة الاجتماعية، وهو أعلى سلطة قضائية في شمال شرقي سورية.

وقانوناً يعني وقف الحكم النافذ بعد الاستفادة من ربع المدة، ولا يجوز الاستفادة منها من قبل المحكوم عليه إلا بعد تقديم طلب خطي إلى الجهة المصدرة للقرار، ويقبل الطلب بعدة شروط، كشهادة حسن السلوك وتقديم الطلب ودفع الغرامات والالتزامات المدنية.

والمفرج عنهم "متهمون بجرائم إرهاب بعضهم يتبع لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وآخرون يتبعون للنظام السوري وينحدرون من جميع المناطق السورية"، بحسب إدارة مكتب شؤون العدل.

المفرج عنهم "متهمون بجرائم إرهاب بعضهم يتبع لـ"داعش" وآخرون يتبعون للنظام السوري"

وقال طلعت يونس، رئيس المجلس التنفيذي في إقليم الجزيرة في الإدارة الذاتية في مؤتمر صحافي "بمناسبة قرار مجلس العدالة بشأن الإفراج عن بعض النزلاء من هذا المكان نقول لجميع النزلاء المفرج عنهم إن هذا القرار بمثابة فرصة لكم للعودة إلى الاندماج بالمجتمع بطريقة أخرى".

وأضاف يونس: "وبناء عليه نؤكد لكم أن حل الأزمة السورية الحالية ليس التطرف، لذلك كلنا أمل أنه سيكون لكم دور إيجابي في المستقبل وتصبحون فعالين ومنتجين أكثر".

وقالت زوجة أحد المفرج عنهم، وقد رفضت ذكر اسمها لأسباب أمنية، لـ"العربي الجديد"،"اليوم نجتمع نحن الأهالي وعشرات من عائلات السجناء أمام سجن علايا، ونحن سعداء بخبر الإفراج والعفو الصادر عن الإدارة الذاتية عنهم بتدخل وضمانات ووساطة عشائرية ليعودوا إلى حياتهم الطبيعية".

وأضافت: "الكثير من الناس نتيجة للظروف والكثير من الضغوط تعاملوا مع داعش والتنظيمات الإرهابية بشكل غير مباشر والكثير من المعتقلين أبرياء ومنهم زوجي الذياعتُقل قرابة السنة وطالبت المنظمات بتأمين حياة كريمة لا يشوبها الخوف بعد خروجهم من السجن".

بدوره، طالب جميل ليدو، والد أحد المعتقلين، بمشاركة كل المسؤولين من الإدارة الذاتية والعشائر والنظام والإعلام "في تشجيع المصالحة والإفراج عن جميع المعتقلين".

وبيّن أن أغلبية الأهالي مشتاقون لرؤية أبنائهم وطالب بإصدار قوائم اسمية وتبيان مصير المفقودين.

وأضاف أن العائلات تنتظر منذ ساعات الصباح الأولى أمام السجن، وأن بعضها قدمت من بقية المحافظات والمناطق مثل دير الزور والرقة والحسكة.

وتمنى أن تعود الحياة طبيعية وأن تعود سورية للكل.

وتحدث المعتقل المفرج عنه عبد الغني أحمد المحمود من سكان قرية العمارة في ريف القامشلي الجنوبي لـ"العربي الجديد"، أن "تهمتي دعم الأمن العسكري التابع للنظام، وسُجنت سنة وجرى الإفراج عني بعد قضاء ربع المدة".

وأضاف: "إن شاء الله أخرج من هنا إلى حياة جديدة أسلك فيها طريقاً حسنا والحمد لله على كل شيء".

أبرز السجون شمال شرقي سورية

ويقع السجن في حي غويران (جنوب مدينة الحسكة شمال شرقي سورية)، ويطلق على السجن اسم "الصناعة"، لأن السجن كان عبارة عن مدرسة لطلاب الصناعة قبل أن تقوم "قوات سوريا الديمقراطية" عام 2017 بتحويله إلى سجن لعناصر تنظيم "داعش".

ويقدر عدد المحتجزين في سجن غويران بـ5 آلاف سجين؛ بين عناصر وقادة من تنظيم الدولة، معظمهم من جنسيات عربية وأجنبية.

بينما يقع سجن علايا في القامشلي في حي قناة السويس شرق المدينة، وفيه سجناء مدنيون، وتم نقل عناصر من تنظيم "داعش" لاحقا إليه على دفعات.

بالإضافة إلى سجن غويران، تدير "قسد" أكثر من 10 سجون في مناطق سيطرتها شمال شرقي سورية، ومعظم المحتجزين فيها من عناصر تنظيم الدولة، وتقع السجون في محافظات الحسكة ودير الزور والرقة.

وهذه السجون هي، سجن البلغار الذي يقع في مدينة الشدادي بريف الحسكة، ويضم آلاف العناصر من مقاتلي التنظيم، ويخضع لحراسة مشددة، وتقع بالقرب منه قاعدة عسكرية أميركية.

وسجن الشدادي ويقع في مدينة الشدادي جنوب الحسكة، ويحتجز فيه المئات من عناصر التنظيم.

وسجن ديريك: الذي يقع في منطقة المالكية، ويقدر عدد نزلائه بالمئات من عناصر التنظيم. وسجن نافكر، ويقع في ريف القامشلي الغربي ويقبع فيه المئات من مقاتلي التنظيم.

وسجن رميلان، ويقع في مدينة رميلان النفطية، ويقبع فيه المئات من مقاتلي التنظيم أيضا. وسجن الكسرة، ويقع في دير الزور، وتشير مصادر إلى أن معظم نزلائه من قادة تنظيم الدولة.

وسجن الرقة المركزي، ويحوي مئات العناصر من التنظيم، حيث كانت المدينة عاصمة له في سورية، قبيل سيطرة قوات "قسد" عليها بدعم من قوى التحالف الدولي عام 2017.    

المساهمون