مع تواصل حملة القصف الجوي التي بدأتها تركيا أمس الأربعاء، ضد مواقع وأهداف تابعة لـ"قوات سورية الديمقراطية" (قسد) في شرق سورية، حذرت "الإدارة الذاتية" في شمال وشرقي البلاد من تداعيات التصعيد التركي على مناطق إدارتها، وقالت إنه سيفتح الأبواب أمام "كارثة إنسانية"، ودعت التحالف الدولي وروسيا للتحرك.
وادعت "الإدارة الذاتية"، في بيان صدر عنها اليوم الخميس، أن القصف التركي طاول محيط سد تربسبية ومحطات توليد كهرباء ومحطات تحويل مياه في تل تمر، مما أدى إلى مقتل ستة من عناصر قوى الأمن الداخلي (الآساييش). ودعت المجتمع الدولي، لا سيما الولايات المتحدة وروسيا، إلى اتخاذ مواقف "صريحة وواضحة"، ضد التهديدات والهجمات التركية على شمال شرقي سورية. كما حذرت الإدارة الذاتية من تأثير الهجمات التركية على عمليات محاربة تنظيم "داعش".
من جانبه، اعتبر بدران جيا كرد، الرئيس المشارك لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية عبر منصة "إكس"، أن الهجمات التركية "ستؤدي إلى فوضى وأزمات كارثية وتأثيرات سلبية على الجميع".
كما رأى سيهانوك ديبو، عضو الهيئة التنفيذية لحزب الاتحاد الديمقراطي، في حديث مع "العربي الجديد"، أن أنقرة "تستغل الصمت الدولي، وتستثمر الصراعات الدولية وتجد أنها فرصة مناسبة لتصدير أزماتها الداخلية"، مضيفاً أن تركيا مستمرة بالأساس بالهجوم الذي يكاد يكون يومياً على كامل "الإدارة الذاتية" وباتت تستهدف "المقدرات المدنية" و"الإدارات المدنية"، وفق قوله.
وحول الاتهامات التركية الأخيرة للوحدات الكردية بالمسؤولية عن هجوم أنقرة قبل أيام، نفى ديبو أن يكون للإدارة الذاتية أي علاقة بهذا الهجوم، وقال إن هذه الاتهامات في غير محلها و"تفتقد المصداقية"، مؤكداً أن "الإدارة الذاتية" ليست خطراً على أمن أي بلد.
وشدد المسؤول الكردي في ختام حديثه على أن "الإدارة الذاتية" تعتمد كل الوسائل المشروعة لردع ما وصفه بـ"العدوان".
من جانبها، أكدت وزارة الدفاع التركية، في بيان صدر عنها اليوم الخميس، أن العملية العسكرية المحتملة، من بين الخيارات المطروحة على الطاولة لدى أنقرة، "لكنها ليست الخيار الوحيد".
بدورها، أعربت الولايات المتحدة عن قلقها من التصعيد العسكري التركي في الشمال السوري.
وقالت الخارجية الأميركية في بيان لها: "قلقون من التصعيد العسكري شمالي سورية وأثره على المدنيين". وأضافت: "نتواصل مع حليفتنا تركيا وعليها تنسيق عملياتها العسكرية مع العراق بشكل يحترم سيادته".
وركزت الضربات الجوية التركية على المنشآت الحيوية المدنية متسببة بوقوع أضرار جسيمة فيها، وشملت الضربات 11 هدفاً تنوعت ما بين محطات نفط ومحطات مياه ومحطات كهرباء. وأدى الاستهداف بالطائرات المسيرة إلى انقطاع تام للكهرباء ومياه الشرب في كل من مدن القحطانية والقامشلي وعامودا، وبلدة درباسية وأبو راسين وتل تمر والحسكة.