قمعت الأجهزة الأمنية الفلسطينية، مساء الاثنين، مسيرة شعبية في مدينة جنين، شمال الضفة الغربية، خرجت نصرة لقطاع غزة، ورفضاً للمجازر الإسرائيلية، وسبق المسيرة اشتباكات مسلّحة بين عناصر الأمن الفلسطينيين وأفراد مسلحين من "كتيبة جنين" (الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي) على خلفية اعتقال الأمن الفلسطيني ستة عناصر من كتيبة جنين.
وبحسب مصادر محلية، استهدفت الأجهزة الأمنية بقنابل الغاز المسيّلة للدموع المسيرة حين كانت تمر من "شارع حيفا" المحاذي لمقر المقاطعة "مقرّات الأجهزة الأمنية"، وذلك رغم عدم تعرّض المشاركين في المسيرة لعناصر الأمن، وأظهرت فيديوهات نشرها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي قنابل الغاز وهي تتساقط على المتظاهرين.
اندلاع مواجهات بين شبان والأجهزة الأمنية في جنين، وسط إطلاق الأجهزة الأمنية لقنابل الغاز أثناء خروج مسيرة داعمة لغزة والمقاومة ومنددة بجرائم الاحتلال ... pic.twitter.com/d1GzAIMrBU
— وفاء طوفان الأقصى 💔✌🏻🇾🇪✌🏻🇯🇴✌🏻🇵🇸😭🥹 (@Wafaa08432965) February 12, 2024
وقال أحد المشاركين في المسيرة، فضل عدم ذكر اسمه، في حديث لـ"العربي الجديد" إن المسيرة انطلقت من دوار السينما باتجاه وسط مدينة جنين، وألقيت فيها كلمات لشخصيات بارزة من مخيم جنين، ثم أكملت المسيرة طريقها للوصول إلى مخيم جنين، إلا أنها اصطدمت بمركبات الأجهزة الأمنية التي أطلقت القنابل المسيلة للدموع، وأطلقت الرصاص الحي في الهواء دون سابق إنذار.
وبحسب المصدر، فقد اندلعت الاشتباكات بين عناصر "كتيبة جنين" والأجهزة الأمنية في أعقاب المسيرة، حيث تنتشر الأجهزة الأمنية بشكل مكثف منذ يومين في شوارع جنين لمحاولة اعتقال أي كادرٍ أو ناشط مع الكتيبة.
ويأتي استنفار الأجهزة الأمنية على خلفية الاشتباه بقيام شبّان من مخيم جنين بمهاجمة عناصر من الأجهزة الأمنية التي تحرس "قبر يوسف" شرقي مدينة نابلس، مساء السبت الماضي، وفق المصدر الذي أضاف أن أجهزة الأمن اعتقلت ثلاثة شبّان بعد الحادثة، جاءت بعد اعتقال الأمن في وقت سابق لثلاثة شبّان على خلفية نشاطهم ضمن "كتيبة جنين" كانوا موجودين في مدينة نابلس، ما زاد من حدّة التوتر بين عناصر الكتيبة وأفراد الأمن الفلسطيني، ووقوع اشتباكات متكررة خلال اليومين الماضيين.
وألقى إياد العزمي، والد الشهيد أمجد العزمي، كلمة في المسيرة قال فيها مخاطباً الأجهزة الأمنية: "في الآونة الأخيرة، الأجهزة الأمنية اعتقلت أبرز وأطهر المقاومين وعملت على شيطنتهم، وإن حذاء أصغرهم أطهر من الذي اعتقلهم، ونحن نعرف من يدافع عنّا في أوقات الشدّة ومن يختبئ في المقرّات. وفي الوقت الذي يسلّح فيه بن غفير (وزير إسرائيلي متطرف) المستوطنين، فإن هؤلاء (الأجهزة الأمنية) يكبّلون أسودنا، ونقول للسلطة أن ترفع يدها عن المقاومين".
"كتيبة جنين": الأجهزة الأمنية تلاحق عناصرنا
وأشار المصدر إلى أن المسيرة التي خرجت نصرة لقطاع غزة، أكدت على ضرورة إطلاق سراح شبّان ينتمون لـ"كتيبة جنين" تعتقلهم الأجهزة الأمنية، وعددهم ستة في الوقت الحالي، بدلاً من "بذل جهدها في ملاحقة عناصر آخرين في الكتيبة".
وكان الناطق الرسمي باسم المؤسسة الأمنية، اللواء طلال دويكات، قد قال إن الأجهزة الأمنية الفلسطينية في محافظة جنين تمكّنت من القبض على شخصين، وصفهم بالمتورطين في الاعتداء على عنصرين من الشرطة في نابلس.
في المقابل، قالت "كتيبة جنين" إن عناصرها يتعرّضون لملاحقة من الأجهزة الأمنية، وأضافت في بيانٍ مساء الجمعة الماضية "إن مجموعة من أفراد الأجهزة الأمنية قامت باعتقال عدد من مجاهدي أبناء كتيبة جنين ومصادرة سلاحهم، وإننا نستنكر هذا السلوك الشاذ غير الوطني، ونطالب الشرفاء والعقلاء في الأجهزة الأمنية بمحاسبة هؤلاء والتراجع الفوري عن مثل هذه السلوكيات".