الأمن الفلسطيني يعتقل الناشط مزيد سقف الحيط ويعتدي عليه بالضرب

16 أكتوبر 2024
الناشط مزيد سقف الحيط (مواقع التواصل الاجتماعي)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- اعتقلت الأجهزة الأمنية الفلسطينية الناشط مزيد سقف الحيط من منزله في نابلس بطريقة عنيفة، حيث تعرض للضرب وتهديد عائلته، وذلك بسبب انتقاده لسياسات السلطة الفلسطينية.
- أكدت زوجته أن الاعتقال لم يكن قانونيًا، حيث لم تُبرز مذكرة اعتقال، وادعى الأمن البحث عن سلاح، بينما كان الهدف الحقيقي هو التنكيل بسبب مواقفه السياسية.
- لجأت العائلة إلى "محامون من أجل العدالة" لمتابعة القضية، التي أدانت الاعتقال واعتبرته انتهاكًا للحقوق، مشيرة إلى تعرضه لحملة تحريض بسبب مواقفه السياسية.

اعتقلت الأجهزة الأمنية الفلسطينية، اليوم الأربعاء، الناشط مزيد سقف الحيط من منزله في مدينة نابلس، شمالي الضفة الغربية، بطريقة عنيفة تخللها ضرب بشكل مبرح وتهديد زوجته برشّ الغاز والاعتداء عليها، وترويع أطفاله بعد اقتحام غرف نومهم، وذلك في اعتقال هو الخامس من نوعه للناشط.

وكان سقف الحيط قد قال في مقابلة سابقة مع "العربي الجديد" إن كلّ الاعتقالات السابقة له جاءت نتيجة انتقاد سياسات السلطة الفلسطينية، والتعبير عن الآراء السياسية، مشيرًا إلى أنه تعرض للمحاكمة أمام القضاء الفلسطيني إما بتهمة "حيازة سلاح" أو "تحقير السلطة". وروت مها خليفة، زوجة الناشط سقف الحيط، تفاصيل اعتقاله لـ"العربي الجديد"، قائلة: "على طريقة القوات الخاصة، اقتحم عشرات عناصر الأجهزة الأمنية، بينهم عناصر بلباس مدني، المنزل بعد تأكدهم من وصول مزيد رغم غيابه الكامل عنه طوال 40 يومًا، ما يعني أن المنزل كان مراقبًا طوال الفترة الماضية، كما لم تكن هناك مركبات أمنية في محيط المنزل قبل قدوم المزيد منها بعد عملية الاعتقال".

وتابعت "تجاوب مزيد بأن يُعتقل على ألا يُفتش المنزل خاصّة في ظل وجود أطفالنا وأعمارهم بين 9-13 سنة، إلا أنهم أصرّوا على تفتيش المنزل وغرفة نوم الأطفال خاصّة البنات". وقبيل تفتيش غرفة الأطفال، حاولت خليفة، كما تروي، منعهم من اقتحامها، إلا أن الأمن هددها بالضرب والاعتداء ورشّ الغاز عليها، "قبل اقتحام الغرفة بشكل أرعب الأطفال، وشرعوا بالتفتيش بشكل يحاكي تفتيش الجيش الإسرائيلي منازل الفلسطينيين، حيث تعدى العمل من التفتيش إلى التخريب المتعمد من خلال خلع بعض أثاث وأسرّة الغرف المنزلية، كما صادروا مقتنيات شخصية وأجهزة إلكترونية للأطفال ولا تعود لمزيد"، وفق ما تقول خليفة. 

وأوضحت زوجة سقف الحيط أن اعتقاله لم يحصل وفق الطرق القانونية عبر إحضار مذكرة اعتقال، علمًا أن اعتقاله جرى من قبل جهازي المباحث العامة والشرطة الفلسطينية، إذ ادعوا خلال التفتيش أنهم يبحثون عن سلاح في المنزل، إلا أن "الهدف هو التنكيل، وخلفية الاعتقال معروفة للجميع بسبب مواقف مزيد السياسية وخاصّة عبر مواقع التواصل الاجتماعي"، بحسب ما تقول.

ويشكّل اعتقال سقف الحيط عامل قلقٍ لدى أسرته، خاصّة بعد أن تلقى عدّة تهديدات خلال فترة ملاحقته التي استمرت41 يومًا، إضافة إلى تهديده مسبقًا بالاغتصاب في أكثر من مرّة، بحسب زوجته، التي أشارت إلى أن العائلة تخشى على حياة مزيد بسبب التحريض المستمر عليه وطريقة اعتقاله، وتهديدها هي بالاعتداء عليها. 

وتوجّهت زوجة سقف الحيط إلى مجموعة "محامون من أجل العدالة" لمتابعة قضية اعتقاله، فيما أصدرت المجموعة بيانًا أدانت فيه اعتقال الناشط مزيد سقف الحيط، وجاء فيه: "تستهجن المجموعة اقتحام المنزل دون إبراز مذكرة توقيف أو تفتيش وإطلاع سكان البيت عليها إن وجدت، وكذلك مصادرة أجهزة الهاتف الخاص بعائلته، فإن المجموعة ترى في هذا الإجراء نهجاً خطيراً في التعامل مع قضايا الحقوق والحريات العامة". 

وتعرّض سقف الحيط طوال الفترة الماضية، بحسب أسرته، لحملة تشهير وتحريض من صفحات تابعة للأجهزة الأمنية الفلسطينية. وبدأت فصول الملاحقة من قبل الأجهزة الأمنية الفلسطينية بعد إعلانه مواقفه الرافضة اغتيال الناشط السياسي نزار بنات في 24 يونيو/ حزيران عام 2021، حيث اعتقل أربع مرّات قبل اعتقاله الأخير، وكلّها جاءت على خلفية مواقفه السياسية التي ينشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أو بسبب مشاركته في وقفات وفعاليات مناهضة لسياسات السلطة الفلسطينية.