اقتحمت قوات الأمن العراقية، اليوم الثلاثاء، ساحة اعتصام المتظاهرين الرافضين لنظام قانون الانتخابات الجديد الذي أقره البرلمان، أمس الإثنين، في ساحة الحبوبي وسط مدينة الناصرية، مركز محافظة ذي قار جنوبي العراق، مما أدى إلى إصابة عدد من المعتصمين بعد الاحتكاك مع عناصر الأمن.
وأقدم العشرات من المتظاهرين، أمس الإثنين، على نصب خيام الاعتصام في ساحة الحبوبي مع إغلاق كافة مداخل القضاء بالكتل الإسمنتية، احتجاجاً على إقرار القانون الجديد الذي شرعه البرلمان العراقي، فجر أمس الإثنين، بمقاطعة النواب المستقلين والقوى الناشئة.
وقال علي الخفاجي، أحد المعتصمين في ساحة الحبوبي، خلال اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، إنّ "قوة أمنية مشتركة أقدمت على اقتحام ساحة الحبوبي صباح اليوم، وعملت على إنهاء الاعتصام بالقوة من خلال ضرب المعتصمين، مما دفع إلى حصول احتكاك ما بين الطرفين، أسفر عن إصابة عدد من المعتصمين بجروح مختلفة".
وأضاف الخفاجي أن "القوات الأمنية أقدمت بعد تفريق المعتصمين على حرق عدد من خيام الاعتصام واعتقال بعض المعتصمين، كما قامت القوات الأمنية بفتح الشوارع التي أغلقها المحتجون".
وأكد المتحدث أن "الناشطين في الناصرية على تواصل مستمر من أجل اتخاذ موقف شعبي جديد بعد فضّ الاعتصام السلمي بالقوة (...) الساعات المقبلة ربما تشهد تصعيداً جديداً، ليس في ساحة الحبوبي فقط، بل في جميع مناطق الناصرية، وحتى المحافظات العراقية الأخرى".
من جهته، قال المحلل السياسي ماهر جودة لـ"العربي الجديد"، إنّ "استخدام القوة والعنف ضد المتظاهرين والمعتصمين الرافضين للقانون سيزيد من تأزم المشهد، وهذا قد يدفع إلى زيادة الاحتجاج الشعبي، خصوصاً أن تظاهرات 2019 اندلعت بشكل كبير بعد القمع الذي حصل للمتظاهرين".
وبين جودة أن "اقتحام ساحة الحبوبي وفضّ الاعتصام بالقوة خطأ كبير تتحمل الجهات المسؤولة عن ذلك الاقتحام مسؤوليته وتبعات ما سيحصل، خصوصاً مع ارتفاع حدة الاحتجاج الشعبي الذي ربما يمتد إلى محافظات أخرى، والعاصمة بغداد لن تكون بعيدة عن تلك الاحتجاجات الشعبية".
وأضاف جودة أن "الكل ما زال يترقب موقف التيار الصدري من تشريع البرلمان العراقي قانون الانتخابات الجديد، فدخول الصدريين على خط الاحتجاج الشعبي سيغير الكثير في واقع الاحتجاج، وربما يكون الضغط الشعبي عاملا في تعديل قانون الانتخابات من جديد، لكن هذا الأمر يعتمد على حجم الضغط وأعداد المشاركين فيه".
وبعد ساعات من تصويت البرلمان العراقي على قانون الانتخابات الذي اعتمد نظام الدائرة الواحدة ضمن آلية "سانت ليغو"، شهدت عدة محافظات عراقية احتجاجات شعبية وقطع عدد من الطرق الرئيسة فيها، فيما يواصل الناشطون تنسيق المواقف فيما بينهم في عدد من المحافظات لاتخاذ موقف موحد بشأن التصعيد الشعبي المقبل.
وصوّت البرلمان العراقي، فجر أمس الإثنين، على قانون الانتخابات الجديد، رغم رفض قوى وفعاليات عراقية شعبية ومدنية مختلفة، معتبرةً إياه "قانوناً فُصِّل على مقاس القوى النافذة في البلاد، لأنه يعيد نظام الدائرة الواحدة، ويحرم الكتل الصغيرة من الأصوات".